خمسون يوماً مرّت ...السويداء تحت حصار خانق
خمسون يوماً مرّت والسويداء تحت ثقل حصار خانق. هنا، لم تعد الحياة تشبه ما كانت عليه قبل الاجتياح الذي نفذته قوات "الحكومة المؤقتة" منتصف تموز الماضي، مخلفاً وراءه مجازر غير مسبوقة ودماء وقلقاً لا ينتهي. منذ ذلك اليوم، تسود مظاهر الحداد في الشوارع والبيوت، بينما يترقب الأهالي خبراً يبدد الغموض المحيط بمصير المفقودين والمختطفات.
ولا تزال السويداء تعتمد بشكل رئيسي على المساعدات الإغاثية التي توفرها المنظمات الأممية، إضافة إلى التبرعات الأهلية من المغتربين، بينما يبقى دخول القوافل التجارية محدوداً جداً.
شحّ الوقود والمحروقات أصبح خانقاً، إذ لا يُسمح بدخول سوى كميات قليلة من المازوت والغاز لتشغيل المرافق الأساسية. في حين تبقى عشرات محطات الوقود عاجزة عن تأمين الوقود رغم استكمالها إجراءات الترصيد المالي، نتيجة القيود التي تفرضها الحكومة المؤقتة، وفق ما أكد مصدر في المحروقات للسويداء 24. بينما وصل سعر ليتر البنزين الواحد "إن وجد" في السوق السوداء إلى 75 ألف ليرة سورية.
انعكست هذه الأوضاع مباشرة على الأسواق، حيث ارتفعت أسعار معظم السلع بشكل غير مسبوق. فقد تضاعف سعر مادة الفروج ليصل سعر السفينة إلى 75 ألف ليرة سورية والجوانح إلى 41 ألفاً، كما قفز سعر كيلو لحم العجل من 110 آلاف إلى 190 ألفاً. ولم تسلم الخضار والفواكه من الغلاء، إذ ارتفع سعر البطاطا إلى 13 ألف ليرة بعدما كان 5 آلاف، والخيار إلى 14 ألفاً بعد أن كان 6 آلاف.
ويعزو التجار هذه الزيادات إلى شحّ دخول المواد وفرض رسوم إضافية على الشاحنات القليلة التي يُسمح لها بالعبور.
الخدمات الأساسية لم تسلم بدورها من تداعيات الحصار. الكهرباء مقطوعة بالكامل منذ الأمس نتيجة عمل تخريبي على خطوط الطاقة في درعا، ما جعل المحافظة بلا تغذية كهربائية تقريباً، علماً أن التضييق في خدمات الكهرباء بدأ مع الاجتياح العسكري، ولا زال مستمراً.
أما المياه فتبقى في حدودها الدنيا رغم محاولات مؤسسة المياه إصلاح بعض الآبار، إذ يضطر المقتدرون من السكان للاعتماد على صهاريج خاصة ارتفع سعر نقلة المياه الواحدة منها إلى 350 ألف ليرة بعد أن كانت 150 ألفاً قبل الاجتياح. بينما يعتمد الغالبية على خزانات المياه التي وزعتها منظمة الهلال الأحمر في الشوارع والأحياء.
وعلى الرغم من إعلان "الحكومة المؤقتة" فتح طريق دمشق–السويداء، إلا أن الواقع لم يتغير، حيث تحول الطريق إلى ممر إنساني تُدخل عبره المساعدات الأممية حصراً، دون أي انسياب للتجارة أو حركة طبيعية للسكان.
كما تستمر أزمة النزوح بدورها من دون أي حلّ، حيث تحولت المدارس إلى مراكز إيواء لعشرات آلاف المهجرين الذين لا يستطيعون العودة إلى منازلهم في الشمال والغرب بسبب تمركز قوات "الحكومة المؤقتة" هناك، إضافة إلى مجموعات مسلحة موالية لها تسيطر على القرى المنهوبة والمحروقة.
بعد مرور خمسين يوماً على الاجتياح، تبدو السويداء محافظة محاصرة من كل الجهات: دماء الشهداء التي لم تجف بعد، ومفقودون لا يعرف ذووهم عنهم شيئاً، وأزمات معيشية تتفاقم يوماً بعد يوم، لتضع المجتمع المحلي أمام سلطة مؤقتة لم تأتِ لهم بسوريا الجديدة كما وعدت، بل بالحصار، والقتل، والخطف.
المصدر : السويداء 24
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|