تقرير شبكة "CNBC" الاميركية يكشف سبب عدم معاقبة ترامب لبوتين
ذكرت شبكة "CNBC" الأميركي أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال مرارا وتكرارا إنه سيعاقب روسيا والرئيس فلاديمير بوتين إذا لم تأت موسكو إلى طاولة المفاوضات وتوافق على محادثات السلام أو وقف إطلاق النار مع أوكرانيا. ولم تظهر روسيا أية علامات على نيتها القيام بأي من الأمرين، بل واصلت بدلاً من ذلك هجماتها على أوكرانيا وزادت منها، في إطار سعيها إلى تعزيز مكاسبها على ساحة المعركة. ومع ذلك، فإن ترامب يحجم عن إطلاق حزمة كبيرة من العقوبات الإضافية والعقوبات الاقتصادية التي قد تضر بروسيا التي أصبحت ضعيفة بالفعل".
وبحسب الشبكة، "السبب وراء هذا الجمود استراتيجي ويتجاوز روسيا، بحسب المحللين، الذين يحذرون من أن كلما طال انتظار ترامب، كلما أدى ذلك إلى تقويض مكانته ومكانة الولايات المتحدة. وقال كريس ويفر، الرئيس التنفيذي لشركة ماكرو-أدفايزوري ومقرها موسكو، للشبكة إن "الميزانية الروسية في الواقع تحت ضغط كبير... لذا، إذا فُرضت عقوبات أشد على تجارة النفط الروسية من الولايات المتحدة، فسيُثقل ذلك كاهل الميزانية. لكن هذا لم يحدث". وأضاف أن هناك عاملين مهمين وراء تحفظ ترامب: رغبة الرئيس في أن يُنظر إليه باعتباره وسيط سلام، والمخاوف بشأن دفع روسيا بشكل أعمق إلى فلك الصين".
وتابعت الشبكة، "قال ويفر إن "ترامب لا يزال يعتقد أنه قادر على جمع الطرفين على طاولة المفاوضات، وأنه قادر على التوسط في اتفاق سلام، وأنه يستطيع أن ينسب لنفسه الفضل في تحريك الصراع نحو السلام". وأضاف: "السبب الثاني ... هو أن هناك شعورا بأنه إذا هُزمت روسيا، وإذا تم عزلها تماما من قبل الغرب، ولم يكن هناك طريق للعودة من حيث التعامل مع الولايات المتحدة وأوروبا، فلن يكون لديها خيار سوى المضي قدما في التعاون مع الصين، وهذا من شأنه أن يعزز موقف بكين".
وقال المحلل إن التقريب بين روسيا وبكين يعني أن الأخيرة لديها إمكانية الوصول "غير المحدودة تقريبا" إلى موارد الطاقة والمواد الصناعية والقطب الشمالي، مشيرا إلى أن هذا يمكن أن يمنع الولايات المتحدة بشكل فعال من الوصول إلى الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا في القطب الشمالي. ومن شأن ذلك أيضًا أن يسمح للصين بقدرة أكبر على الوصول إلى التكنولوجيا العسكرية الروسية، مثل الغواصات الشبح، ومزيد من الفرص في مجال استكشاف الفضاء".
وأضافت الشبكة، "أشار ويفر إلى أن المسؤولين في واشنطن كانوا قلقين بشأن ذلك، مضيفًا: "إنهم لا يريدون أن تكون روسيا في جوهرها تابعًا رسميًا للصين. بل يريدونها أن تكون أكثر انخراطًا في الغرب. أعتقد أن هذا أحد أسباب توخيهم الحذر في الوقت الحالي". في هذه الأثناء، راقبت أوكرانيا ترامب وهو يسمح بمرور المواعيد النهائية التي فرضها على نفسه للتحرك ضد روسيا، حيث شعرت كييف بالإحباط إزاء الفرص الضائعة المفترضة للضغط على بوتين لوقف إطلاق النار. وقال جون هيربست، السفير الأميركي السابق في أوكرانيا ورئيس مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي، في تحليل له في آب: "كان الأوكرانيون يأملون أن يوفر الموعد النهائي الذي حدده ترامب في الثامن من آب لبوتين لقبول وقف إطلاق النار دفاعا جويا أكثر ثباتا". ومع ذلك، شعروا بخيبة أمل عندما سمح ترامب لبوتين بتجاوز الموعد النهائي الذي حدده في الثامن من آب لإنهاء القتال دون عواقب. وقال هيربست: "بدلاً من ذلك، ركز ترامب على عقد لقاءات قمة مع بوتين، وهو ما لم يُسفر بعد عن مرونة روسية". وأضاف أن "الولايات المتحدة الآن تنتظر بفارغ الصبر، ومعها العديد من شركائها الأوروبيين، أن يدرك مسؤولو البيت الأبيض أن روسيا تلعب بهم، وأن يتخذوا الإجراءات القوية التي وعد بها ترامب إذا استمرت روسيا في حربها على أوكرانيا"."
وبحسب الشبكة، "بدا زعماء بكين وموسكو وكأنهم يظهرون قدرا من الود خلال القمة الخامسة والعشرين لمنظمة شنغهاي للتعاون يوم الاثنين. ويشارك في القمة 20 زعيما أجنبيا، من بينهم بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. على خلفية الحرب في أوكرانيا، ورسوم ترامب الجمركية، واستمرار تجارة النفط، عززت الاقتصادات الكبرى في الصين وروسيا والهند علاقاتها الاقتصادية والسياسية في حين توترت علاقاتها مع الغرب. وحث الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الاثنين زملاءه الزعماء المشاركين في القمة على تعزيز التعاون في ما بينهم، ودعاهم إلى رفض ما أسماه "عقلية الحرب الباردة". في غضون ذلك، صرّح بوتين لمنظمة شنغهاي للتعاون بأن اجتماعه مع ترامب في آب قد فتح الطريق لإيجاد حلٍّ لـ"الأزمة الأوكرانية"، كما وصف الحرب التي استمرت أكثر من ثلاث سنوات. ومع ذلك، شكر حلفاء روسيا الآسيويين على دعمهم طوال الحرب".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|