علاقات لبنان - سوريا... مشكلة استمرت لأكثر من 50 عاماً ولا يمكن حلّها بـ "كبسة زرّ"
لم يَعُد الحديث عن مراجعة العلاقات اللبنانية - السورية، والإتفاقيات بين البلدين، جديداً، لا سيّما أن أكثر من فرصة توفّرت للقيام بذلك، منذ عام 2005، وهو العام الذي باتت فيه إمكانية إحداث ثغرات جدية في هذا الجدار ممكنة.
فرص متعدّدة
ففي تلك السنة، خرج الجيش السوري من لبنان، وبرزت ضرورات ملحّة للتطرّق الى مثل تلك المواضيع، دفاعاً عن سيادة مُستدامة للبنان، وتصحيحاً لعقود سابقة من علاقات غير عادِلَة له (لبنان) معها (سوريا). ولكن المردود لم يَكُن بالشكل المُنتَظَر، لألف سبب، أقلّها أن حلفاء سوريا في لبنان كانوا لا يزالون أقوياء، وأن الفريق اللبناني المُسلَّح والحليف لدمشق، كان يمنع كل ما من شأنه إضعاف النفوذ السوري فيه (لبنان) آنذاك.
وبعد حرب تموز 2006، وما تبعها من زيادة في الضغوط الدولية على سوريا، برزت فرصة لإعادة تقييم العلاقات بين البلدين. وكانت تلك الفرصة مدعومة بشكل أساسي من إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الإبن، ومن الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك. ولكن بقيَ كل شيء من دون نتيجة في ذلك الوقت، رغم ذلك.
وتجدّدت فرصة إجراء تقييم كامل للعلاقات اللبنانية - السورية بعد عام 2011، أي بعد اندلاع الثورة السورية، من دون نتيجة على هذا المستوى أيضاً، وذلك رغم أن سوريا - الأسد تغيّرت كثيراً بين عامَي 2011 و2024، وما عادت البلد نفسه الذي عرفه لبنان والمنطقة والعالم بين عامَي 1970 و2011.
سوريا - قديمة...
واليوم أيضاً، تتجدّد فرص إعادة تقييم العلاقات والاتفاقيات اللبنانية - السورية بعد سقوط نظام آل الأسد، خصوصاً أن هناك عشرات الملفات البنيوية العالِقَة بين البلدَيْن، والتي تحتاج الى تحرّك سريع، ومن دون أي تأجيل.
ولكن يُلاحَظ أن همّة الجانب اللبناني "باردة" نوعاً ما على هذا المستوى، بدلاً من المبادرة باتّجاه ذلك في شكل سريع، منذ الربيع الفائت، لا سيّما أن المعوقات السورية القديمة انتهت. فهل يعود سبب تلك البرودة الى أن هناك "سوريا - أسد" أو سوريا قديمة لا تزال موجودة ومؤثِّرَة في قلب الحياة السياسية اللبنانية، والحكم اللبناني، وذلك من خلال الكثير من الوجوه الصديقة والحليفة (سابقاً) لنظام الأسد السابق؟ والى أي مدى يمكن لسوريا القديمة تلك أن تتحكم بمسار العلاقة بين بيروت ودمشق مستقبلاً؟
الحكومة جديّة
رأى مدير المركز الجيوسياسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا نوفل ضو أن "الحكومة اللبنانية جدية بهذا الموضوع، خصوصاً أن هذا الكلام قيل في العَلَن، والرئيس نواف سلام تحدث عنه بشكل علني أيضاً. بالإضافة الى أنه ما عادت توجد مصلحة سوريّة مباشرة بعدم مقاربة هذا الملف".
وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الوضع العام في البلد الآن، والمشاكل الموجودة، هي التي تتحكّم بالتوقيت، وبما إذا كنّا تأخّرنا في بعض الأمور على هذا الصعيد أم لا. ولكن الأجواء تتّجه الى مراجعة وإعادة تقييم كل شيء بين البلدَيْن، لا سيّما أن هناك رعاية عربية للعلاقات اللبنانية - السورية الآن".
"كبسة زرّ"...
وأكد ضو أن "الدور السعودي بالغ الأهمية في هذا الموضوع، والأمور ستتدرّج بشكل متتالٍ، لا سيّما أنه لا يمكن بحث القضايا السياسية والاقتصادية قبل الانتهاء من القضايا الأمنية العالِقَة".
وأضاف:"يجري العمل اليوم على معالجة الملفات الأمنية والعسكرية. كما أن هناك وفوداً ومسؤولين وشخصيات لبنانية زارت المملكة العربية السعودية، من بينهم وزير الدفاع (ميشال منسى)، والتقوا بوزراء سوريين برعاية سعودية مباشرة".
وختم:"تسير الأمور في شكل صحيح، ولكنها ستحتاج الى وقت طبعاً. فمشكلة استمرت لأكثر من 50 عاماً لا يمكن حلّها بكبسة زرّ".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|