الرئيس في مواجهة نفَس الفتنة... الغد امتحان صعب

في مرحلة دقيقة يمرّ بها لبنان، يواصل رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون مساعيه لترتيب انعقاد جلسة مجلس الوزراء غداً، واضعاً نصب عينيه هدفاً واحداً: حماية البلاد من أزمات جديدة وتثبيت معادلة الاستقرار الداخلي في مواجهة محاولات إسرائيل توسيع عدوانها ضد لبنان. هذه المقاربة تعكس حرص الرئيس على معالجة الملفات الكبرى بروح المسؤولية الوطنية، بعيداً عن التجاذبات والحسابات الضيقة.

وبحسب مصادر مطّلعة، فإن اتصالات مفتوحة تجري بين مستشاري رئيسي الجمهورية ومجلس النواب، بحثاً عن مخارج تسمح بمشاركة وزراء “الثنائي الشيعي” في الجلسة، وسط إصرار “حزب الله” على إبطال القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء في جلستي الخامس والسابع من الشهر الماضي.

وتشير المعلومات إلى أن الورقة التي يعمل عليها الرئيس عون تشكّل ضمانة أساسية لترسيخ الاستقرار الداخلي، بما يسحب من الإسرائيليين أي ذريعة لمواصلة اعتداءاتهم ضد لبنان. أما على صعيد جدول الأعمال، فمن المقرر أن تُعرض خطة الجيش اللبناني، التي لا تتضمن مهلًا زمنية واضحة بشأن حصرية السلاح، بل تنص على مراحل طويلة الأمد قد تتطلب وقتاً طويلاً، في ظل محدودية قدرات المؤسسة العسكرية على الحسم السريع. كما أن تنفيذ الخطة يبقى مرهوناً بالمواقف الإسرائيلية والسورية والأميركية حيال الاتفاقية.

أمام هذه التعقيدات، يتصرّف الرئيس عون بحكمة ووعي، مدركاً أن حماية الاستقرار الوطني تمر عبر الحوار وتوحيد الموقف الداخلي. ومن هنا، تأتي دعوته الضمنية إلى القوى السياسية لملاقاته في هذا النهج، لوأد مشاريع الفتن التي قد تثيرها أي تحركات أو احتجاجات في الشارع، يلوّح بها بعض مسؤولي “حزب الله”.

بهذا النهج المتزن والمسؤول، يؤكد رئيس الجمهورية أن مصلحة لبنان تبقى فوق كل اعتبار، وأن الأولوية هي لتحصين الساحة الداخلية في مواجهة أي محاولات خارجية لزعزعة الاستقرار. فبخطاب جامع ورؤية وطنية، يسعى العماد عون إلى ترسيخ التوافق وقطع الطريق أمام مشاريع الفتنة، بما يعزز قدرة لبنان على الصمود في وجه التحديات.