محليات

سلاح “الحزب”: من “بعبع” إلى “سيكي لح لح”

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ترجمة “هنا لبنان”

كتب Johnny Kortbawi لـ”This is Beirut“:

في أعقاب الحرب الأخيرة مع إسرائيل، وجد حزب الله نفسه أمام منعطف غير مسبوق.. منعطف انقلبت فيه موازين القوى وتغيرت فيه الثوابت القديمة وعلى رأسها السلاح الذي لطالما تمسك به كورقته الأقوى على طاولة التفاوض.

وسرعان ما استحال السلاح الذي صُوّر ذات يوم كرمز للعزّة والكرامة أو كمهمّة إلهية على حد تعبير الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله، مادة للتندر والسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي. وتآكلت صورة القوة التي طالما تباهى بها الحزب حتى داخل بيئته الحاضنة، حيث بات يوصف السلاح بالتعبير الساخر “سيكي لح لح” أي “البنادق المهترئة”.

وبالنظر إلى طبيعة هذه الأسلحة وكيفية استخدامها، يتضح جلياً أنّ جعبة حزب الله فرغت من الحجج لإقناع مؤيّديه حتى. لكن العقود الطويلة من الارتباط العقائدي بالسلطة تجعل من تقبّل هذه الحقيقة عملية بطيئة وصعبة.

وفي البدء، روّج للسلاح على أنه الوسيلة الأوحد لحماية الجنوب ومنع التوغّل الإسرائيلي. ومع ذلك، يشي الواقع على الأرض بالعكس تماماً: إسرائيل احتلت مواقع وقرى حدودية وقيّدت حركة السكان وهددت بتحويل كامل المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني إلى منطقة محتلة لضمان سيطرتها المطلقة.

ثم دخلت سردية ردع الهجمات الإسرائيلية بشكل عام. ومع ذلك، ما الجدوى من وجود اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقّع في نوفمبر الماضي، خصوصاً وأنه أعطى إسرائيل عمليًا الحرية الكاملة في الهجوم واستهداف أي شيء تراه تهديدًا في جنوب لبنان.

ومن ثم، يأتي الهدف الثالث والأسمى: تحرير القدس. مطلب بات موضع سخرية أمام التوسع الإسرائيلي المستمر، الذي استبعد أي حديث عن دولة فلسطينية أو أي تحدٍ لإطار الدولة الإسرائيلية القائمة لا محالة.

أما الهدف غير المعلن للترسانة، فلطالما تمحور حول التأثير في السياسة الداخلية: قلب موازين القوى إبان أحداث 7 أيار 2008، فرض رئيس الحكومة تحت ضغط “القمصان السود”، أو ترسيخ نظام المحاصصة الطائفية. ومع تغيّر موازين القوى الإقليمية، تراجع هذا النفوذ. واليوم، يقف حزب الله مكتوف اليدين أمام الانتخابات الرئاسية، ويواجه صعوبة في تسمية رئيس حكومة، ويكتفي بالتفرج بصمت بينما تُزال رموزه من مطار بيروت.

ومقابل صمته، تضج عبارة “سيكي لح لح” وتتصدّر “الترند” على منصة “تيك توك”. لكن هل هذه فعلاً نهاية رؤية الحزب؟ وهل يمكن حقًا اختزال طموح الحزب ومصير المجتمع الشيعي بهذا الشكل؟ المجتمع الشيعي في لبنان نابض بالحياة ومليء بالمواهب والإمكانات الهائلة. وإنقاذه من هذا الطريق المسدود يتطلب الاعتراف بأنّ السلاح لم يكن يوماً الحل، بل رسّخ جذور المشكلة نفسها، بينما تركت سياسات حزب الله الشيعة اليوم فريسة للهشاشة.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا