نادي القضاة تمنى على النواب منح قانون تنظيم القضاء العدلي الدراسة الوافية
دخل قائد الجيش فخرج وزراء الحزب وأمل والشيعي الخامس
جلسة مجلس الوزراء أمس كانت أشبه بمسرحٍ أعدَّ بإتقان:
ظهور الممثلين (الوزراء) بحسب أدوارهم.
لحظة رفع الستارة، إيذاناً ببدء المسرحية.
لحظة إقفال الستارة، إيذانًا بانتهاء المسرحية.
المخرج كان وراء الكواليس، ولو عن بُعد (وقد يكون جالسًا في عين التينة).
دخل قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى جلسة مجلس الوزراء، انسحب وزراء ثنائي حزب الله وحركة أمل، ولحق بهم الوزير الشيعي الخامس، فادي مكي، استمرت الجلسة لقرابة الثلاث ساعات، ليخرج بعدها وزير الإعلام بول مرقص ليلفظ الكلمة السحرية “رحَّب” مجلس الوزراء، بدلًا من “أقرَّ”.
وما إن تلفَّظ بـ “رحب”، حتى انطلق بحر التفسيرات والاجتهادات، وأبرزها: هل أقرّ مجلس الوزراء خطة قيادة الجيش حصر السلاح بيد الدولة؟ أم لم يقرها؟
للإجابة عن هذا السؤال، يجب أخذ البيان الصادر عن مجلس الوزراء بكليته لاستخراج الموقف الحقيقي.
رئيس الحكومة نواف سلام كتب على منصة “إكس”:
“رحّبنا في مجلس الوزراء بخطة الجيش لحصر السلاح على كامل الأراضي اللبنانية وعلى تنفيذها ضمن الإطار المقرَّر في جلسة 5 آب ٢٠٢٥ كما قررنا الطلب من قيادة الجيش تقديم تقرير شهري إلى مجلس الوزراء بشأن التقدّم في تنفيذ هذه الخطة”.
حين يقول رئيس الحكومة “قررنا الطلب من قيادة الجيش تقديم تقرير شهري إلى مجلس الوزراء في شأن التقدم في تنفيذ هذه الخطة”، أفلا يعني ذلك أنّ الخطة أقرَّت وأنّ المطلوب تقديم تقرير شهري في شأن التقدم في تنفيذها؟
إنه “الغموض البناء” أو فلنقل “الإلتباس البناء”. فمجلس الوزراء صاغ بيانه بأقصى درجات العناية اللغوية، فحقق ما يريده من دون أن يخدش “الحياء السياسي” لثنائي حزب الله وحركة أمل.
ومن علامات “الإقرار” وليس “الترحيب” فقط، ما قاله وزير الإعلام، ومنه: “الجيش سيباشر بتنفيذ خطة حصرية السلاح لكن وفق الإمكانات المتاحة لوجستياً ومادياً وبشرياً، والحكومة تلتزم إعداد استراتيجية أمن وطني وذلك في سياق تحقيق مبدأ بسط سيطرة الدولة على كامل أراضيها وحصر السلاح بيدها”.
في هذا المقطع: “الجيش سيباشر تنفيذ خطة حصرية السلاح”، فكيف يباشر التنفيذ إذا لم يكن هناك قرار، وليس فقط ترحيب، من مجلس الوزراء؟
وفي إجابة وزير الإعلام عن بعض الأسئلة، يتبين أنّ مجلس الوزراء أقرّ ولم يكتفِ بأن “رحّب”، فمن الحوار نقتطع ما يلي:
“سئل: ماذا تعني بكلمة “رحب المجلس” بهذه الخطة؟
أجاب: لماذا نتوقف عند هذه العبارة؟ يعني أنه وافق، ما الفارق؟
سئل: متى سيبدأ تنفيذ هذه الخطة، وهل سيلتزم الجيش بالمهلة الزمنية التي وضعتها الحكومة؟
أجاب: الجيش سيباشر بتنفيذ الخطة، إنما وفق الإمكانات المتاحة وهي محدودة لوجستياً ومادياً وبشرياً، وعرض قائد الجيش ما أسماه التقييدات المتعلقة بتنفيذ هذه الخطة، والمتعلقة بالجيش وأيضاً بتسهيل وتيسير تنفيذ الخطة، وأولها يكون وقف الاعتداءات الإسرائيلية التي تعيق التنفيذ.
وكأكبر دليل على أنّ جلسة مجلس الوزراء لن تؤدي إلى أزمة وزارية أو حكومية، مسارعة الأمانة العامة لمجلس الوزراء إلى توزيع جدول أعمال الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء.
وفي تزامن لافت، سبق جلسة مجلس الوزراء مقال في نيويورك تايمز تحت عنوان :”الوقت ينفد للبنان لتجريد حزب الله من السلاح، تحذيرات من المسؤولين الأميركيين”، وبحسب المقال فإنّ إدارة ترامب “تحذر” المسؤولين اللبنانيين من أنه ليس لديهم الكثير من الوقت “قبل أن يواجهوا خطر فقدان الدعم المالي الأميركي والخليجي، وحتى تجدد الحملة العسكرية الإسرائيلية”..
ثبت في الجلسة الثالثة، بعد جلستي الخامس من آب والسابع منه أنّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لا يتراجع، وأنّ محاولات دق إسفين بينه وبين قائد الجيش لا تعدو كونها “ملهاة”، ربما آن الأوان أن يفهم هؤلاء عمق العلاقة بين الرجلين ليتوقفوا عن تحويل “أحلامهم” إلى يقظة.
جان الفغالي -”هنا لبنان”
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|