"الفساد يلتهم الدولة"... قبلان: نريد طائفة لبنانية لا جاليات لبنانية
من "نهر البارد" إلى "درع الوطن"... مسار الشعارات العسكرية للجيش
لطالما حرص الجيش اللبناني، في محطاته العسكرية والأمنية المفصلية، على إطلاق عناوين أو شعارات تحمل أبعادًا رمزية ووطنية، لتتحوّل إلى جزء من ذاكرة اللبنانيين الجماعية. فإلى جانب دورها الميداني، تأتي هذه التسميات لتعزيز الروح المعنوية في صفوف العسكريين، وتوضيح المهمة للرأي العام، وإضفاء بعد إعلامي ورسالة سياسية على المعركة.
من "نهر البارد" إلى "فجر الجرود"
في العام 2007، خاض الجيش معركة نهر البارد ضد تنظيم "فتح الإسلام"، وهي مواجهة لم يُمنح لها شعار رسمي، لكن التسمية الإعلامية "معركة نهر البارد" رسخت في الوعي الوطني كملحمة بطولية كلفت المؤسسة العسكرية شهداء كُثرًا.
عام 2013، واجه الجيش جماعة الشيخ أحمد الأسير في صيدا، في ما عُرف بـ "معركة عبرا"، حيث استُخدمت في البيانات الرسمية مصطلحات مثل "تطهير عبرا".
أما في العام 2017، فقد أطلق الجيش رسميًا على عمليته ضد تنظيم "داعش" في جرود رأس بعلبك والقاع اسم "فجر الجرود"، في عنوان حمل طابعًا هجوميًا ورسالة واضحة بهزيمة الإرهاب. وإلى جانب هذه التسميات، برز شعار "الوفاء للشهداء" الذي استخدمته المؤسسة العسكرية في أكثر من مناسبة تخليدًا لتضحيات جنودها.
الجيش ... "درع الوطن"
اليوم يطلّ شعار "درع الوطن" كعنوان جديد يواكب خطة الجيش لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية. ويكتسب هذا الشعار أبعادًا متعددة، تتجاوز الطابع الميداني إلى الرمزية الوطنية والسياسية.
كلمة "درع" تعكس صورة الجيش كحاجز يحمي لبنان من الأخطار، لا كقوة هجومية تسعى إلى المواجهة الداخلية، أما "الوطن"، فهي كلمة جامعة لكل المكوّنات اللبنانية، بما يعزز صورة الجيش كمؤسسة تمثل الجميع وتمتلك الشرعية الحصرية في حمل السلاح.
اختيار مصطلح "درع" يقدّم رسالة طمأنة للداخل، بأن الهدف هو حماية الاستقرار والسيادة، لا قمع المواطنين. في الوقت ذاته، يقدّم للخارج صورة جيش شرعي وحيد قادر على فرض الأمن، ما يرفع منسوب الثقة الدولية بالمؤسسة العسكرية.
يحمل الشعار دلالة سياسية واضحة: الدولة ماضية في مسار حصر السلاح بيدها، ولكن بلغة غير صدامية. فـ "درع الوطن" يمنح الخطة طابعًا وطنيًا جامعًا، ويتوجه برسالة ضمنية إلى القوى الحاملة للسلاح خارج إطار الدولة، بأن الجيش ليس خصمًا مباشرًا بل مظلة حماية للجميع.
يختلف "درع الوطن" عن "فجر الجرود" ذي الطابع الهجومي العسكري المباشر، وعن "الوفاء للشهداء" الذي ارتكز على بعد يحمل معاني التضحية. فهو أقرب إلى شعار استراتيجي طويل المدى، يعكس رؤية سياسية وأمنية تسعى لتكريس صورة الجيش كضامن للوحدة الوطنية وحامي الكيان اللبناني.
من "نهر البارد" إلى "فجر الجرود" وصولًا إلى "درع الوطن"، يُظهر الجيش اللبناني وعيًا بأهمية الخطاب الرمزي الموازي للتحركات الميدانية. فالشعار الجديد لا يكتفي بالتعبير عن عملية عسكرية، بل يتجاوزها ليشكّل رسالة سياسية جامعة، في لحظة دقيقة تتعلق بمصير السلاح غير الشرعي ودور الدولة في بسط سيادتها على كامل أراضيها.
زياد البيطار - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|