هكذا تستعد ألمانيا لهجوم روسي محتمل

يتغير إيقاع الحياة في ألمانيا مع نمو الخوف وزيادة الحذر ورفع التأهب من حرب محتملة مع روسيا لا تأمل البلاد في خوضها يوماً ما، لكن الاستعداد لها واجب يتحقق بتصنيع مزيد من الدبابات والصواريخ ومعكرونة "الرافيولي".

ولمواجهة أي هجوم روسي مستقبلي، تعهدت الحكومة الألمانية بجعل البلاد قادرة على الدفاع عن نفسها بحلول عام 2029، وهو العام الذي يعتقد المسؤولون أن روسيا قد تكون مستعدة فيه لهجوم على أحد أعضاء حلف الناتو.

تجنيد وتعبئة
وكشف تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" أمس الأحد، أن الخطوة الأولى لصد هجوم محتمل من قبل روسيا هي إعادة النظر في قواعد الإنفاق والديون للسماح بتخصيص المزيد من الأموال للاحتياجات العسكرية في ألمانيا. كما تعمل البلد ذات الاقتصاد الأكبر في أوروبا على تعزيز صناعة الدفاع، وبدأت حملة تجنيد واسعة النطاق في الجيش، والتي من المرجح أن تشمل إعادة إدخال نظام الخدمة الإلزامية.

أما الخطوة التالية في سلسلة الاستعدادات الشاملة فهي إنشاء مخزون استراتيجي من معكرونة الرافيولي، حسب التقرير.
ويدعو وزير الزراعة والغذاء الألماني إلى إعادة النظر في المخزونات الوطنية من خلال إضافة المزيد من الأطعمة الجاهزة، "للاستهلاك بعد التسخين مباشرة"، مثل "معكرونة الرافيولي والعدس المعلب".

وقال الوزير، ألويس راينر، في برنامج "بيلوتيكو برلين بلايبوك": "نحن في وضع أمني صعب، وهذا يدفعنا جميعاً للتفكير. بالنسبة لي، من المهم أن يلعب الأمن الغذائي دوراً رئيسياً، إلى جانب توفير المعدات العسكرية".

ولمدة عقود، كان المخزون الاحتياطي الألماني يتكون بشكل أساسي من مواد غذائية أساسية غير معالجة مثل الحبوب والعدس المجفف. ويعتقد راينر، أن تحضير هذه المواد يستغرق وقتاً طويلاً في أوقات الأزمات.

وأكد راينر أن هذا المخزون ضروري ليس فقط في حالة الحرب، ولكن أيضاً للأزمات الأخرى، مثل الكوارث الطبيعية أو الحوادث النووية في محطات الطاقة. ومع ذلك، فإن الخطر الأكبر الذي يشغل بال صانعي السياسات والجمهور الألماني هو احتمال هجوم روسي على أوروبا.

خطر جدي
وأثار اقتراح إنشاء مخزون وطني من الرڤيولي ضجة إعلامية في ألمانيا. لكنه يسلط الضوء أيضاً على الخطر الجدي الذي يتهدد الأمن الأوروبي حالياً.
وقال مسؤول ألماني آخر، إن الحكومة تدرس إمكانية تحويل محطات مترو الأنفاق والأسوار الأرضية والمستودعات تحت الأرض إلى مراكز إيواء.

كما يتم حالياً إعداد دليل إلكتروني لهذه المراكز ليتم توفيره عبر تطبيق خاص. ويحث المسؤولون المواطنين الألمان على الاستعداد لأي هجوم محتمل. وقال المسؤول لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ"، "احرصوا على توفير احتياجاتكم الأساسية لمدة 10 أيام على الأقل، وإذا لم يكن ذلك ممكناً، فتوفر الإمدادات لمدة 72 ساعة على الأقل سيكون مفيداً جداً".