هاجس الحرب يخيّم على التنسيق اللبناني–السوري
يأخذ التنسيق اللبناني السوري أبعادا مختلفة نظرا للملفات المتشابكة بين البلدين وللتاريخ الاسود الحافل بينهما على مدى عقود. تتدرج أهمية الملفات العالقة وفق ما يراها النظام السوري الذي يشدد على أهمية حل ملف السجناء السوريين في السجون اللبنانية وتسليمهم الى السلطات السورية ليصار من بعدها الى محاكمتهم، كما يحتل ملف الترسيم أهمية كبيرة ضمن اطار الورقة الاميركية التي تشدد على ضرورة اقدام الحكومتين اللبنانية والسورية على هذه الخطوة، لارتباطها بنقطة اساسية وهي مزارع شبعا ومتفرعاتها، حيث تتباين المواقف حول لبنانيتها أو هي سورية في الاساس.
تتجاوب الحكومة السورية مع المطالب العربية والدولية من أجل التنسيق مع لبنان، مع العلم أن النظام الجديد لا يرحب كثيرا بهذا التعامل اذ يشكو من المماطلة اللبنانية حول قضية السجناء وهم من المسؤولين في تنظيمات اسلامية لها دور فاعل في النظام السوري الجديد، كذلك يشكو الجانب السوري من حزب الله وتحركاته على الحدود الشمالية الشرقية ومن دور المهربين المقربين من الحزب، وهو للغاية يبعث رسائله الى الدول المعنية من أجل وقف هذه التحركات، وجاء الخبر الذي صدر في الساعات الماضية عن الداخلية السورية حول الكشف عن خلية تابعة لحزب الله في البلاد، ليؤكد أن النظام السوري الجديد لن يبقى مكتوف اليدين تجاه الحزب وقد تأخذ الامور المنحى التصعيدي، وهو ما تتخوف منه مصادر أمنية مواكبة للتنسيق اللبناني السوري.
فالاعلان عن خلية حزب الله ليس الاول فقبل اسابيع قليلة رصدت شاحنة قالت السلطات السورية انها محملة بصواريخ غراد كانت متّجهة الى لبنان، كذلك تحبط السلطات السورية بشكل دوري عمليات تهريب الكبتاغون من لبنان، وهو ما بدأ يقلق السلطات السورية بحسب زوار العاصمة دمشق من المؤيدين للشرع، حيث يردد هؤلاء ان المسؤولين السوريين يسعون الى تحسين العلاقة مع لبنان الا أن ما يحصل من عمليات تهريب ورصد خلايا مسلحة لبنانية يدفع بالسلطات السورية نحو التفكير أكثر بخيارات أخرى في حال لم تنجح السلطات اللبنانية من تقييد حركة المهربين أو المجموعات المسلحة في لبنان.
ويتناغم الحديث السوري مع المطالب الدولية حول حصر ملف السلاح بيد الدولة اللبنانية، اذ تعتبر الحكومة السورية أن التقصير أو التباطؤ من قبل لبنان في حصر السلاح وضبط المعابر قد يدفع بسوريا نحو القيام بهذه الخطوة ولو دخلت الاراضي اللبنانية، لأنها تعتبر التأخير في بت هذا الملف بمثابة فرصة لمحور ايران للانقضاض على النظام الجديد في البلاد، وتوريطه بحرب مع اسرائيل في حال قررت هذه المجموعات ومنها حزب الله اشعال الحدود الجنوبية مع اسرائيل بعمليات عسكرية.
الحكومة اللبنانية التي تواجه ضغوطا عربية ودولية، تسعى الى تجنب اي انعكاسات من قبل الدولة السورية وهي تستعين بالاصدقاء وعلى رأسهم السعودية والولايات المتحدة للضغط على نظام الشرع لابقاء التواصل ضمن اطار المؤسسات الشرعية ومنعه من استعمال العسكرة لحل القضايا الخلافية.
علاء خوري -ليبانون فايلز
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|