محليات

منطقة ترامب الاقتصادية تهويل أميركي يخفي صيغة تهجيرية!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يأخذ لبنان على اميركا تخليها عن دور الوسيط وانحيازها الدائم الى إسرائيل بدليل تراجعها عن الضغط على تل ابيب في الكثير من الأمور والمحطات، اقله الزامها احترام ما رعته من اتفاقات كمثل وقف الاعمال العدائية والقرار 1701 وآخرها الاقدام على خطوة إيجابية من شأنها ان تدفع قدما بالقرار الذي اتخذه لبنان بحصرية السلاح بيد الدولة .

ولعل من المواقف الأميركية تلك والمستغربة لبنانياً، مشروع ما سمي منطقة ترامب الاقتصادية، الهادف كما يروج، لتحويل جنوب لبنان الى مركز اقتصادي وسياحي يشمل مناطق صناعية ومرافق على غرار "ريفييرا البحر الأبيض المتوسط" في غزة التي تُباد مع تطوير موانئ وجزر اصطناعية واستخدام تقنيات حديثة في التجارة إضافة الى نقل جزء من السكان الى دول مجاورة بزعم انشاء وجهة سياحية عالمية .

وتحت شعار المشروع السياحي والاغراءات الاقتصادية التي يروج لها، تبدو الأمور واضحة تماما من حيث انتقاصها من سيادة لبنان لأنه في حال تنفيذه اقامته ستكون على أراض حساسة قرب الحدود، تحت اشراف خارجي واستثمارات دولية قد تفرض قوانين اقتصادية خارج سيطرة الدولة وتحد من قدرة لبنان على إدارة موارده . كما يثير المشروع قلقا سياسياً وجيو سياسي بسبب ربطه جنوب لبنان بقطاع غزة، ما قد يؤدي الى ضغط خارجي على القرار الوطني وتقسيم النفوذ الاقتصادي والجغرافي لصالح مصالح اجنبية . علما ان منطقة ترامب الاقتصادية هذه تمتد لنحو 27 بلدة جنوبية تشمل الناقورة ومزارع شبعا وقرى قضاء مرجعيون وغيرها وهي بعبارة أخرى مشروع انتقاص من سيادة لبنان وتحديدا الاقتصادية والسياسية .

النائب السابق علي درويش يقول لـ"المركزية " ان هذا الطرح الأميركي هو مجرد تهويل على لبنان تحت عناوين اقتصادية إيجابية . وسأل اين هي "الريفييرا " الموعودة في غزة التي لا تزال عرضة للقتل والتدمير منذ سنتين تقريبا .عوض الانتعاش المؤمل اهلها يموتون جوعا وسط سكوت عالمي مستغرب . هل المراد للبنان ان يكون غزة ثانية . مثل هذه الافكار تخفي على يبدو صيغة تهجيرية واقامة منطقة عازلة في ما يفوق ثلاثين قرية لبنانية لا تزال اسرائيل تمنع عودة اعمارها وحتى عودة الاهالي لتفقد منازلهم . لبنان الرسمي والشعبي رفض كليا هذه الافكار الاميركية . هو متمسك بانسحاب اسرائيل مما تحتله من ارض حتى لو كلفه الامر المزيد من التضحيات .

خلاصته ان ليس كل ما ترغب به تل ابيب ومن خلفها واشنطن قابل للتطبيق . هناك موازين قوى تعاد صياغتها في العالم والمنطقة .ليس ما يقوله ترامب منزلاً. وعد بايقاف الحروب في الشرق الأوسط والعالم ، على الأرض تظهّر العكس، غزة تباد وتهجر . في أوكرانيا فشل حتى في تحقيق هدنة إنسانية . الصين وروسيا الى اقامة حلف جديد يعيد للعالم توازنه . إسرائيل التي تعتبر نفسها منتصرة وتطلع للتوسع على حساب العديد من الدول العربية ستعود الى عزلتها عربياً خصوصا بعد استهدافها قطر وتلويح مصر والاردن بالانسحاب من الاتفاقات والتفاهمات معها . سوريا لم تنتظم بعد رغم توجهاتها السلمية . قبل استقرار الوضع فيها من الصعب إيجاد حل للمشكلة اللبنانية .

المركزية – يوسف فارس

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا