طائرة تابعة لـ"الميدل إيست" تهبط اضطراريًا في فرانكفورت.. ماذا حصل؟
"نفوذ وتردد".. هل يتجنب ترامب "المواجهة الكبرى" مع نتنياهو وبوتين؟
يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انتقادات متزايدة، بسبب تردده في استخدام نفوذ الولايات المتحدة للضغط على الزعيمين الروسي فلاديمير بوتين، والإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رغم علاقاته الوثيقة بهما.
ووفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، يُبرز هذا التردد مفارقة في سياسة ترامب الخارجية، حيث يدّعي إنهاء ست حروب ويصور نفسه كصانع سلام، لكنه يتجنّب الضغط الفعال في الصراعين الرئيسيين: غزة وأوكرانيا.
وترى الصحيفة أن "هذا الاستسلام" وتجنبّ المواجهة مع بوتين ونتنياهو، قد يؤدي إلى تهميش دور ترامب نفسه على الساحة الدولية؛ ما يضعف موقف الولايات المتحدة في حل النزاعات العالمية.
نفوذ بلا ضغوط
في غزة، تجاهل نتنياهو رغبات ترامب بشكل متكرر دون عواقب وخيمة، إذ شنّت إسرائيل غارات صاروخية على مسؤولين سياسيين من حماس في قطر، كانوا يناقشون مقترحات الرئيس الأمريكي لإنهاء القتال وإطلاق سراح الرهائن.
ورغم أن ترامب أجرى مكالمة هاتفية متوترة مع نتنياهو، تلتها محادثة أكثر ودًّا، فإنه لم يبدِ رد فعل علنيًّا قويًّا، إذ صرح بأنه يأمل ألا يعرّض الهجومُ الرهائنَ المتبقين للخطر، الذين يُعتقد أن نحو 20 منهم على قيد الحياة، لكنه لم يتخذ إجراءات ملموسة.
ويتمتّع ترامب بنفوذ كبير على إسرائيل، حيث توفر الولايات المتحدة دعمًا عسكريًّا سنويًّا يصل إلى 3 مليارات دولار، بالإضافة إلى حزم أخرى، لكن وفقًا لمسؤولين سابقين، يمكن أن يرسل إبطاء عمليات التسليم أو تقييد استخدام الأسلحة إشارة قوية لنتنياهو للعمل نحو إنهاء القتال.
ومع ذلك، يتجنب ترامب المواجهة الكبرى، مفضلًا الحفاظ على علاقته الشخصية مع نتنياهو، الذي يستخدم الإطراء للبقاء في حظوته.
رد محدود
أما في أوكرانيا، فقد صعّد بوتين هجماته بالطائرات المسيّرة والصواريخ بعد لقائه ترامب في ألاسكا الشهر الماضي. كما أسقطت قوات الناتو طائرات روسية مسيّرة فوق بولندا، في أول حادث من نوعه فوق الجناح الشرقي للحلف.
وجاء رد ترامب محدودًا، إذ سأل سؤالًا مبهمًا على وسائل التواصل الاجتماعي عن انتهاك روسيا للمجال الجوي البولندي، مشيرًا إلى أنه "ربما كان خطأ"، لكنه لم يتخذ موقفًا حاسمًا.
وعندما أعلن أعضاء الناتو الأوروبيون إرسال طائرات وقوات لتعزيز الدفاعات، لم تشارك الولايات المتحدة بأصول عسكرية، بل أضاف ترامب شروطًا جديدة لفرض عقوبات كبرى على روسيا، مطالبًا الدول الأوروبية بالتوقف عن شراء النفط الروسي، وفرض رسوم جمركية عالية على الصين حتى انتهاء الصراع.
ووصف ترامب الحرب بأنها "حرب بايدن وزيلينسكي"، محاولًا التنصل من المسؤولية، في وقت يصر فيه مسؤولو إدارته على أن الرئيس يسيطر على السياسة الخارجية، مشيرين إلى نجاحات سابقة، مثل: تهدئة الصراع بين الهند وباكستان، والاشتباكات بين كمبوديا وتايلاند.
ويرى مسؤلون في إدارة ترامب أن علاقاته الشخصية مع بوتين ونتنياهو توفر فرصًا دبلوماسية، وأن الإضرار بها قد يعيق الجهود السلمية طويلة الأجل في أوروبا والشرق الأوسط.
إلا أن ألينا بولياكوفا، رئيسة مركز تحليل السياسات الأوروبية، تحذر من أن طموحات بوتين تتجاوز أي نفوذ شخصي، إذ يرى نفسه كمستعيد لمجد روسيا التاريخي، ولن يتوقف عن تدمير أوكرانيا بسبب علاقة مع رئيس أمريكي.
الضغط على "الأضعف"
في الشرق الأوسط، بلغ نفوذ ترامب ذروته بعد ضربات أمريكية على مواقع نووية إيرانية في يونيو؛ ما عزز موقفه الدبلوماسي وفقًا لدينيس روس، المسؤول السابق في قضايا الشرق الأوسط. لكن في غزة، يركز ترامب غضبه على حماس.
من جانبه، انتقد دانييل شابيرو، المسؤول السابق في البنتاغون، ترامب قائلًا إنه يقول إنه يريد إنهاء الحرب لكنه أسهم في تمديدها من خلال حديث غير دقيق عن إخراج الفلسطينيين، وعدم الاهتمام بالأزمة الإنسانية، وقبول عمليات تعرض الرهائن للخطر.
أما في روسيا، فيعاني الاقتصاد من عقوبات أمريكية جسيمة، لكن إدارة ترامب لم تطبقها بقوة كافية، وقاومت عقوبات جديدة من الكونغرس على قطاع الطاقة، إذ استهدف ترامب الهند برسوم جمركية على مشترياتها من النفط الروسي، دون إجراءات مماثلة على الصين.
كما امتنع الرئيس الأمريكي عن التبرع بأسلحة لأوكرانيا، كما لم يسمح باستخدام صواريخ أتاكم على الأراضي الروسية، بخلاف بايدن، فيما يدعو حلفاء ترامب مثل السيناتور ليندسي غراهام إلى تغيير مساره، وشارك الرئيس في محادثات مع المشرعين حول تشريع عقوبات جديدة، مع الإصرار على سلطته في تطبيقها.
ومع ذلك، اعتبر بعض المسؤولين السابقين شروطه الجديدة مبررًا للتأخير، إذ يقول إريك غرين، خبير الشؤون الروسية السابق، إن الإدارة فقدت نفوذها بسبب تفضيل الضغط على الحلفاء الأضعف بدلًا من الخصوم.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|