الصحافة

لبنان حضر في زيارة لاريجاني إلى السعودية

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كان لبنان وما زال، ساحة لتسويات دولية واقليمية لحل ازماته ووقف حروبه الداخلية، وهو ومنذ القرن التاسع عشر، يمر في حالة الوصاية الخارجية عليه، واقامة محميات دولية لطوائفه ومذاهبه، وكما في بروتوكول عام 1864، بعد الاقتتال الدرزي ـ المسيحي الذي اندلع بفتنة عام 1840،  بوضع كل طائفة تحت حماية دولة.

وفي وضعه الحالي، يعيش لبنان تحت اشراف لجنة خماسية مؤلفة من اميركا وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، والدور الفاعل هو لاميركا والسعودية، وهما كانتا في فترة ما بعد اتفاق الطائف، عام 1989 شاركتا سوريا برئاسة حافظ الاسد، رعاية تطبيق الاتفاق، الذي استفرد بها النظام السوري وجهازه الامني.

ويبقى الحضور الايراني عبر حليف اساسي له "حزب الله"، الذي يعمل على التعافي من الضربة العسكرية التي تلقاها، من العدو الاسرائيلي ومن ضمنها اغتيال قادته، وفي مقدمهم امينه العام الشهيد حسن نصرالله، حيث تعمل طهران على متابعة احد الحلفاء الاساسيين في "محور المقاومة" وهو "حزب الله" الذي اعترف رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بان السيد نصرالله، كان هو المحور والفاعل والمؤثر فيه، وهذا ما دفع بايران للتأكيد انها لن تترك "حزب الله" الذي يعمل على استجماع قوته في كل الشؤون والميادين.

من هنا كانت زيارات مسؤولين ايرانيين الى لبنان، وابرزهم امين عام المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي لاريجاني الذي زار لبنان بعد العراق، الذي تعتبره ايران احدى ساحاتها، وجاءت الزيارة الثالثة للاريجاني الى السعودية التي جددت العلاقة مع ايران، منذ اعلان  اتفاق بينهما في بكين رعاه الرئيس الصيني شي جين بينغ في 14 كانون الاول 2023، فاعيدت العلاقة الديبلوماسية بين البلدين وبفتح السفارتين، تحت سقف احترام سيادة البلدين اللذين جددا تفعيل اتفاقية التعاون الامني الموقعة بينهما في العام 2001، والتعاون الاقتصادي في كل المجالات عام 1998.

وجاءت زيارة لاريجاني الى الرياض، تزامنا مع الاعتداء الاسرائيلي على قطر، وانعقاد القمة العربية ـ الاسلامية، في الدوحة، لإدانة العدوان والتضامن مع قطر، فكان التوقيت مناسباً، وان كان موعدها سابق العدوان، وصودفت بعد لقاء جمع الرئيس الايراني مسعود بزكشيان، وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان على هامش انعقاد القمة، وخرج الرجلان من لقائهما، بتفاؤل كبير حول العلاقة بينهما، وفق مصادر ديبلوماسية، التي كشفت ان ما قبل العدوان الاسارئيلي على قطر، ليس كما بعده، وان ما كانت تروجه اميركا وتستغله من ان ايران هي العدو لدول الخليج خصوصاً والعرب عموماً، قد تراجع، وان العلاقات الايرانية ـ السعودية والخليجية عموماً كانت تمر بالازمات والتوتر والحروب، وصراع الحدود، وهذا يعود الى عقود، وفي زمن الامبراطورية الايرانية، وقبل وصول "الثورة الاسلامية في ايران" الى السلطة.

فاتفاق بكين قبل نحو عامين، كان عليه ان ينعكس ايجاباً على لبنان، لكن الطرفين اوردا في الاتفاق بنداً نص على منع العمل المباشر من الدولتين ضد بعضهما، او من خلال طرف ثالث، وهذا كان يعني اليمن التي كانت في حرب مع السعودية، التي توقفت بينهما منذ نهاية عام 2023.

اما لبنان، فلم ينعكس الاتفاق السعودي ـ الايراني عليه، لا سيما على علاقة السعودية وحلفاء لها في لبنان، على "حزب الله"، الذي ساند الحوثيين في حربهم ضد السعودية من خلال مستشارين، وفق ما كان يتحدث مسؤولون في "حزب الله"، الذي يتوقع ان تؤثر العلاقة الايجابية السعودية ـ الايرانية في علاقة المملكة به وفي لبنان، تكشف المعلومات، ان قيادات لبنانية ومنها حليف "لحزب الله"، تمنى على لاريجاني عندما زار لبنان، تفعيل البند المتعلق بألا يقوم اي طرف بالعمل ضد الآخر، من خلال طرف ثالث، وان يعمل بهذا النص في لبنان، لجهة توقف "حزب الله" حليف ايران من جهة، وحلفاء السعودية في لبنان من جهة، عن خوض حرب سياسية واعلامية ضد بعضهما، قد تؤدي الى توتر باسم التحالف سواء مع ايران او السعودية.

هذا الموضوع، نقله لاريجاني الى السعودية، وقد يكون ناقشه مع ولي عهدها الامير محمد بن سلمان، الذي تريد بلاده ان يستفيد لبنان من ذلك، وتعالج المسائل اللبنانية الداخلية بهدوء وحوار، وفق ما تكشف المعلومات التي تشير الى ان لبنان كما الدول العربية والخليجية منها، يمكن اخذ العبرة من العدوان الاسرائيلي على قطر، واعادة قراءة كل التطورات التي حصلت وتحصل، وبناء علاقات ايجابية عربية ـ عربية وعربية ـ ايرانية، بما يؤمن استقراراً في الخليج اولاً، ثم في دول اخرى، وسيكون لبنان المستفيد الاول والاكبر من علاقة ايجابية سعودية ـ ايرانية، كما كان في مرحلة يطمئن الى علاقة سعودية ـ سورية متوازنة، فرفع الرئيس نبيه بري شعار سين ـ سين (س. س.) لحماية الاستقرار للبنان، وخروجه من ازماته، وحصل ذلك في العام 2009 عندما زار العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز دمشق، وحضر الى لبنان برفقة الرئيس السورية السابق بشار الاسد، في عهد الرئيس ميشال سليمان، وفتحت طريق بيروت ـ دمشق امام سعد الحريري والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

ركزت زيارة لاريجاني، الى السعودية، على امن الخليج والتنسيق الامني والدفاعي بين طهران والرياض، وسبق لوزير الدفاع السعودي الامير خالد بن سلمان ان زار ايران والتقى المرشد العام علي خامنئي، بحيث تأتي لقاءات لاريجاني في الرياض، ثمارها على العلاقات بينهما، وان يكون للبنان، حصة في التفاهم السعودي ـ الايراني.

كمال ذبيان -الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا