الحاج حسن: التمسك بخيار المقاومة ضرورة وطنية لمواجهة الأخطار المحدقة
تقرير لـ"The Spectator": الفصل الأخير من حرب إسرائيل على غزة بدأ
ذكرت صحيفة "The Spectator" البريطانية" أن فرقتين في الجيش الإسرائيلي تخوضان معارك برية في العملية الإسرائيلية لاحتلال غزة هما الفرقة 98 والفرقة 162. ومن المقرر أن تنضم فرقة إضافية، هي الفرقة 36، إلى القتال في الأيام المقبلة. وتتقدم القوات الإسرائيلية حاليًا من أحياء الشجاعية والشيخ رضوان وتل الهوى. وأنشأت إسرائيل طريقين لخروج المدنيين الراغبين في مغادرة المنطقة. الطريق الرئيسي الأول هو الطريق الساحلي المؤدي إلى المنطقة الآمنة المحددة في المواصي، كما أنشأ الجيش الإسرائيلي مؤقتًا طريقًا ثانيًا على طريق صلاح الدين المركزي. ويُعتقد أن حوالي 650 ألف مدني لا يزالون في مدينة غزة، إلى جانب ما يُقدر بثلاثة آلاف مقاتل من حماس".
وبحسب الصحيفة، "في حين أن كل التحركات العسكرية الإسرائيلية مصحوبة الآن بضجيج من الدعاية العدائية، والتي يبدو أن إسرائيل لا تبذل الكثير من الجهد للدفاع عن نفسها ضدها، فإن المنطق السياسي والعسكري وراء التحرك الحالي واضح إلى حد ما. هذا هو الفصل الأخير في الحرب الدفاعية الناجحة حتى الآن التي تشنها إسرائيل على مدى العامين الماضيين ضد التحالف الإقليمي الذي تشكل حماس جزءا منه. لم تكن هذه الحرب خيار إسرائيل، بل عجّل بها هجوم حماس في السابع من تشرين الأول. لكن أحداث العامين الماضيين أحدثت تحولاً جذرياً في الجغرافيا السياسية للمنطقة، لصالح إسرائيل إلى حد كبير، ومن المقرر أن تُشكّل المرحلة الأخيرة من العمليات التقليدية في غزة المرحلة النهائية لهذا الإنجاز".
وتابعت الصحيفة، "حماس جزء من تحالف إقليمي تقوده الجمهورية الإسلامية الإيرانية. على مدى العقود الثلاثة الماضية، اتبع هذا التحالف مبدأً حربيًا غير تقليدي، يهدف إلى إحاطة الدولة اليهودية بفصائل إسلامية معادية، وكان الهدف استخدام هذه المنظمات السياسية والعسكرية لإخضاع إسرائيل لحصار طويل، بهدف انهيارها وزوالها في نهاية المطاف. بحلول عام 2023، وبفضل مزيج من المهارة الإيرانية والظروف الإقليمية، تقدّم هذا الهدف بشكل كبير، وكان وكلاء إيران أو حلفاءها أو عملاؤها في السلطة في غزة ولبنان وسوريا والعراق وجزء كبير من اليمن. وتشير الأدلة المتوفرة حاليًا إلى أن هجوم السابع من تشرين الأول لم يكن بمثابة نقطة انطلاق متفق عليها من قبل هذا التحالف لشن هجوم شامل على إسرائيل، بل يبدو أن حماس لم تُبلغ حلفاءها وداعميها مسبقًا بالتخطيط الدقيق وتوقيت الهجمات. وكانت النتيجة أن رد فعل إيران ووكلائها المختلفين كان جزئيًا ومجزأً، وهذا ما مكّن إسرائيل من التعامل مع مختلف عناصر الكتلة التي تقودها إيران بالتتابع، بدلًا من التعامل معها في آنٍ واحد".
وأضافت الصحيفة، "النتائج واضحة وعميقة الدلالة. ف"حزب الله"، وهو أول من دخل المعركة في 8 تشرين الأول، انكسر بهجوم مضاد إسرائيلي بدأ في أيلول 2024 بعد أشهر من تبادل الصواريخ. أما نظام الأسد في سوريا، فدُمر على يد خصومه المحليين في كانون الأول 2024، من دون وجود حليفه اللبناني الحيوي للدفاع عنه. ودخل النظام الإيراني الساحة في نيسان 2024، ثم في تشرين الأول من ذلك العام، ودمرت إسرائيل دفاعاته الجوية آنذاك، مما مهد الطريق لإسرائيل والولايات المتحدة لشنّ هجوم على البرنامج النووي الإيراني في حزيران من هذا العام. من جانبها، بدأت حركة أنصار الله اليمنية هجماتها على إسرائيل في تشرين الثاني 2023. ولم تنجح هذه الهجمات، باستثناء بعض الحالات، في اختراق الأجواء الإسرائيلية. وكان رد إسرائيل الأخير هو اغتيال رئيس الوزراء الحوثي، أحمد غالب ناصر الرهوي، وعدد من رفاقه".
وبحسب الصحيفة، "مع ذلك، يستطيع الحوثيون، ربما وحدهم في التحالف الإيراني، أن يدّعوا تحقيق إنجاز استراتيجي كبير من أحداث العامين الماضيين. إلا أن هذا النجاح لم يُسجّل ضد إسرائيل، بل ضد النظام الدولي. فقد أدت هجمات التنظيم على حركة الملاحة في طريق خليج عدن - البحر الأحمر إلى انخفاض حركة المرور بنسبة 85% على هذا الشريان التجاري البحري الحيوي. وبعد عامين من الحرب، أصبح التحالف الإقليمي بقيادة إيران في حالة انهيار تام، ومع ذلك، من بين كل مكوناته، بقي طرف واحد في الميدان. فحماس، التي بدأت الحرب، لم تُهزم بعد في معقلها في غزة، ولا يزال الإسلاميون في القطاع يسيطرون على حوالي 25% منه. فما الذي يُفسر صمودهم؟ وكيف يُعقل أن الجيش الإسرائيلي، الذي شلّ حزب الله الأقوى، والذي رسّخ لنفسه حرية التحليق فوق إيران، والذي عثر على حكومة الحوثيين الحاكمة وقتلها، أن يفشل بعد في
القضاء على الميليشيات الجهادية الصغيرة التي حركت كل شيء؟"
وتابعت الصحيفة، "الجواب ليس غامضًا جدًا. فعلى مدار العامين الماضيين، لم تنشغل إسرائيل فقط بمحاولة تدمير سلطة حماس في غزة، بل كانت توازن بين هدفين متناقضين: إضعاف حماس وتقليص قوتها، وفي الوقت عينه، الدخول في مفاوضات مع حكام غزة لتحرير الرهائن الإسرائيليين الذين أُخذوا في 7 تشرين الأول. إن اختيار عدم الاختيار بين هذين الخيارين، بل السعي وراء كليهما، قد أبطأ تقدمهما حتمًا. لقد انخرط الجيش الإسرائيلي، إلى حد كبير في غزة، في غارات تهدف إلى إضعاف موقف حماس التفاوضي على مدار العامين الماضيين، بدلًا من الاستيلاء الدائم على الأراضي. وبعد عامين، ضعفت حماس بشكل كبير، وقد أُطلق سراح الغالبية العظمى من الرهائن. ومع ذلك، لا يمكن الحفاظ على هذه الازدواجية إلى أجل غير مسمى".
وبحسب الصحيفة، "قررت إسرائيل زوال السلطة التي ارتكبت مجازر السابع من تشرين الأول، وهذا أمرٌ ممكن تحقيقه أو لا. ولكي يتحقق، يجب على الجيش الإسرائيلي بسط سيطرته على كامل مساحة غزة الخاضعة لسيطرة تلك السلطة، وهذا يعني الاستيلاء على الـ 25% المتبقية من غزة. وإذا لم يحدث هذا، فبالرغم من إنجازات إسرائيل الأخرى، ستُنقل رسالة خطيرة إلى أعداء الدولة اليهودية الكثيرين مفادها أنكم تستطيعون ارتكاب مذبحة بحق الإسرائيليين والنجاة، شريطة أن تأخذوا رهائن مدنيين إسرائيليين.
اما اذا تحقق ما تريده اسرائيل ، فستُنهي حملةً استثنائيةً استمرت عامين، سيُهزم فيها تحالفٌ إقليميٌّ مُصرٌّ على تدميرها، وسيُلحق به ضررٌ بالغ".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|