أورتاغوس في الجنوب على مشارف نهاية المرحلة الأولى... إسرائيل تعيق مسارها؟

في توقيت بالغ الحساسية، وبين ضغوط إقليمية وتحولات ميدانية متسارعة، عادت الولايات المتحدة إلى الواجهة اللبنانية من البوابة الأمنية – العسكرية، حيث حطت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس في بيروت لساعات فقط وذلك للمشاركة في اجتماع الميكانيزم في الناقورة. الزيارة، التي تأتي بعد أسابيع من تصعيد متقطع في الجنوب، تحمل طابعًا ميدانيًا تقنيًا أكثر منه سياسيًا، وتهدف إلى مواكبة تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الجيش اللبناني لنزع السلاح في منطقة جنوب الليطاني، ضمن إطار لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، التي تترأسها واشنطن.

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي علي حمادة، أن زيارة المسؤولة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت اليوم ليست مرتبطة بأي تزامن سياسي أو رسائل مباشرة، بل تأتي في سياق متابعة الشق العسكري ومسألة الميكانيزم، خصوصًا أن الولايات المتحدة تترأس لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية.

ويشير حمادة إلى أن هذه هي الزيارة الثانية لأورتاغوس خلال أسبوعين، حيث كانت قد زارت الجنوب سابقًا وعقدت اجتماعات مع قيادات عسكرية، وذلك في إطار متابعة دعم الجيش اللبناني وتنفيذ المرحلة الأولى من خطة الجيش، والتي تنص على نزع السلاح في منطقة جنوب الليطاني بشكل كامل وتام بنسبة 100%.

ويوضح أن هذه المرحلة الأولى تمثل المدخل الضروري للانتقال إلى مرحلة ثانية شمال الليطاني، مشددًا على أن الولايات المتحدة حريصة على البقاء قريبة من مسار العمل وتقديم الدعم الكامل للجيش اللبناني واليونيفيل.

ويلفت حمادة إلى أن استمرار الضربات الإسرائيلية في المنطقة الجنوبية يُعدّ عنصرًا معيقًا لتنفيذ هذه المرحلة، ويُعقّد الانتقال نحو المراحل التالية من الخطة، التي تهدف إلى بسط سلطة الدولة وتعزيز الاستقرار الأمني على طول الحدود.

وكانت أورتاغوس قد شاركت برفقة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي، الأدميرال براد كوبر، في اجتماع مع اللجنة الثلاثية لمراقبة وقف إطلاق النار، حيث تمّ خلالها تأكيد التزام الحكومة اللبنانية بخطة حصر السلاح بيد الدولة. كما قامت بجولة ميدانية جوية على طول القطاعين الأوسط والغربي جنوبًا، للاطلاع على الوضع الميداني، وتأكيد دعم الجيش اللبناني ميدانيًا في مواجهة التحديات، لا سيما أمام استمرار الخروقات الإسرائيلية.