لبنان على سكة التعافي... كلام ومواقف محليّة لا أحد يطلبها أو يهتمّ بها أصلاً
ها نحن ندخل تدريجياً مدار "التجميد" الذي كنّا نعاني منه خلال السنوات القليلة الماضية.
البلد جامد
فكلام المبعوث الأميركي توم باراك الذي يؤكد أن لا شيء يتحرك في لبنان، لا من جانب الحكومة اللبنانية، ولا من قِبَل الحكم اللبناني عموماً، على مستوى الملفات اللبنانية ذات الأبعاد الاستراتيجية، (كلامه) المعطوف على استغراب لبناني لما أدلى به الموفد الأميركي، بموازاة مواقف محلية تُظهر إصراراً على أن لا شيء واجباً على الدولة اللبنانية سوى المطالبة بمؤتمرات الدعم، (كل ذلك) يجعلنا على يقين بأننا نعود الى مدار "التجميد".
فالبلد جامد في كل ما يرتبط بتقدُّم الدولة، وتحسين ظروف شعبها، وهذا واضح منذ أشهر ليست قليلة. فيما هناك من لا يزالون مُصِرّين على الإيحاء بأن البلد يسير وفق خطة تعافٍ واضحة، وأن كل شيء يمضي على ما يرام، بينما العكس هو الصحيح بحسب كل المعطيات الواقعية.
اصمتوا...
السلطة اللبنانية لا تريد أن تفعل شيئاً، لأنها عاجزة من جهة، ولأنها لا تريد من جهة أخرى. فهي دولة باهِتَة بتصريحات ومواقف موروثة من أزمنة العقود الماضية، تتفرّج على كل ما يجري في العالم، وعلى مسؤولين دوليين يتناقشون بشؤون استراتيجية لا يمكن للبنان إلا أن يكون في صُلبها، فيما هي (السلطة اللبنانية) لا تحرّك ساكناً تجاه أي شيء.
فمكونات السلطة اللبنانية "المُتعافِيَة" يختصرون التعافي مع الأسف، بمجموعة استقبالات وزيارات محلية وأجنبية، وبإصدار بيانات ومواقف الاستنكار أو الترحيب أو الدعم... تجاه أي شيء يحصل حول العالم، وذلك رغم أن لا أحد في هذه الدّنيا يطلب رأيهم، أو يهتمّ به أصلاً، وفيما أكثر ما يتوجّب أن يقوموا به الآن، والآن بالذات، هو الصمت، لأن من لديه مهمّة حكم دولة مثل الدولة اللبنانية، بالمشاكل التي تعاني منها، هو آخر من يجب أن يتكلّم أو يعلّق على أي شيء يحصل في أي مكان على وجه هذه الأرض.
وانطلاقاً من كل ما سبق، لا مجال لتعافٍ لبناني غير ذاك الذي يُضاعف أعباء الحياة اليومية للناس بخطوات كثيرة، ستُقدَّم لنا على شكل إصلاحات، وإدخال لبنان ضمن المنظومة الدولية، وذلك فيما لا أحد داخل تلك المنظومة الدولية يصدّق من الأساس، أن هناك دولة فعلية إسمها الدولة اللبنانية، جديرة بالانتظار وباستقبالها.
الدعم والحرب؟...
أكد مصدر مُطَّلِع أن "لبنان يمضي نحو حالة صعبة كما يبدو، ولا مجال للحديث عن تعافٍ الآن. فالتعافي بحالة لبنان يجب أن يبدأ من عوامل أساسية أولاً، منها المصارف والصناعة".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "المصارف هي محرّك أساسي للحركة الاقتصادية في أي بلد. والأمر نفسه بالنسبة الى المصانع. وبظلّ غياب أي حلّ جذري للمشاكل على هذَيْن الصّعيدَيْن، فعن أي تعافٍ يمكن لأي مسؤول أن يتحدث؟ فأساسات التعافي غير موجودة، والفجوة ستستمر، وإذا لم نتمكّن من إصلاح هذا الوضع، فلا شيء ينتظرنا سوى الأيام الصعبة، خصوصاً أن لا أحد سيتمكّن من تصحيح الفجوة كما يبدو".
وختم:"الحكومة تفتقر الى الجرأة، وهو ما سيزيد الصعوبات على المستويات كافة، فيما الشعب ينتظر ويعيش على أمل الحلول. ولكن الهجرة ستزداد، وهي تزداد أصلاً الآن بدلاً من أن تخفّ بسبب فقدان أي حلّ. وأما مؤتمرات الدعم الدولي من أجل لبنان وجيشه، فمن الممكن أن تُعقَد، ولكن ليس الآن. وفي ما يتعلّق بالحرب، لا أحد يمكنه أن يحدّد ما إذا كانت ستتجدّد بالمعنى العسكري الكبير أم لا، إذ لا شيء يتحرك وفق الساعة اللبنانية أبداً، حتى بكل ما يتعلّق بالشؤون اللبنانية".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|