"لا تنَم مطمئنًا"... إنذار باراك الأحمر موجّه إلى الحزب لا إلى الحكومة؟
ما صدر عن المبعوث الأميركي توم باراك لم يعُد مجرد موقف دبلوماسي اعتيادي أو نقد روتيني للطبقة السياسية، فبحسب ما كشفه سفير غربي سابق لموقع kataeb.org، بات الخطاب الأميركي يتحول أمام أعيننا إلى إنذار عملي واضح المعالم، رسالة أمنية موجهة، ومحاسبة لا مواربة فيها: "لا تنَم مطمئنًا".
على الأرض في بيروت، تبدو الحركة الدبلوماسية مجمدة عن سابق تصوّر، ليس تعطلًا عابرًا بل قرارًا محسوبًا يضع الأمن في المقدمة، فالزيارات الرسمية التي كان متوقعًا أن تتضمن لقاءات سياسية تقليدية، كزيارة الموفدة مورغان أورتيغاس في أيلول، جاءت خالية من النقاشات السياسية، في إشارة جلية إلى أن واشنطن قد غيرت البوصلة، لم يعُد السياسيون محور البحث، بل من يملك السيطرة الميدانية.
السفير الذي راقب تفاصيل التحرك الغربي يؤكد أن الاهتمام الأميركي ليس هبة أو فرصة مجانية تُمنح بلا شروط، بل إنه اختبار صارم، يبدأ ببسط سلطة الدولة، وحصر السلاح في مؤسساتها الشرعية، وإلّا فالأفق غير مبشِّر، وفي ظل تصاعد التهديدات الإسرائيلية، فإن غياب هذه الضمانات قد يجر لبنان إلى سيناريوهات مأساوية ومُعقدة.
الأهم من ذلك ما تبين في الكواليس، فخطاب باراك، رغم انتقاده العلني للحكومة، لم يكن موجهًا إلى السلطة الرسمية في المقام الأول، بالتالي الرسالة الحقيقية، كما سمعها السفير، كانت موجهة مباشرة إلى الحزب، تحذير مُشفر وغير مسبوق، واشنطن تراقب، وتحتفظ بحق استخدام أدوات أشد إذا تطلب الموقف، الانتقاد الحكومي استُخدم كغطاء دبلوماسي لتمرير رسائل أمنية صارمة تستهدف تقليص هامش تحرك الحزب.
السفير رصد أيضًا مؤشرات على تغيير في المزاج الأميركي، استعداد لتصعيد الضغوط عبر دوائر أوسع من العقوبات، وإطلاق رسائل ردع مباشرة وغير مباشرة، بل وحتى التحضير لخيار قسري إذا لم تُترجم المطالب إلى واقع ملموس على الأرض. باختصار، ما صدر عن باراك أقرب إلى لوح إنذار أحمر، تكتيك محسوب لتضييق الخناق، وتهيئة الأرض لمرحلة قد تحمل عقوبات أوسع وإجراءات حربية أكثر صرامة.
هذا ليس تحذيرًا دبلوماسيًا عابرًا، يختم السفير، بل رسالة واضحة، الهامش الذي اعتُمد سابقًا قد انتهى، كَوْن واشنطن لا تكتفي بالتحذير اللفظي بعد الآن، إنها تمنح فرصة أخيرة للإصلاح والامتثال، وإلّا فخيار التصعيد سيكون جاهزًا، سريع المفعول، وذو نتائج قد تكون مدوّية.
شادي هيلانة -Kataeb.org
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|