محاولة تزوير الحقائق لا تُجدي نفعاً.. بيان جديد لـ "حزب الله"!
التصعيد الأمريكي في الكاريبي.. رسالة ترامب إلى الصين عبر فنزويلا
ذهب خبراء في العلاقات الدولية، إلى أن التحركات العسكرية الأمريكية الأخيرة في منطقة البحر الكاريبي ليست موجهة بشكل أساسي ضد فنزويلا، بل تمثل رسالة استراتيجية للصين التي باتت توسع نفوذها في "الحديقة الخلفية" للولايات المتحدة.
وبين الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن رسالة واشنطن إلى بكين عبر المواجهة مع كراكاس، بأنها لن تسمح للصين بتوسيع نفوذها في القارة اللاتينية ومحيطها الاستراتيجي.
وأوضحوا أن جوهر ما تقوم به الولايات المتحدة تجاه فنزويلا، جزءٌ من صراع النفوذ مع الصين، التي تحاول بدورها إقامة "توازن استراتيجي مضاد" في مناطق نفوذ تقليدية للولايات المتحدة، كما تفعل واشنطن في بحر الصين الجنوبي.
ورفض البيت الأبيض مؤخرا، طلب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إجراء محادثات مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب لتهدئة التوترات بين البلدين، فيما تنفذ الولايات المتحدة عمليات لمكافحة المخدرات قبالة السواحل الفنزويلية تعتبرها كراكاس "تهديدا".
وفي هذا السياق، أرسل ترامب 8 سفن حربية وغواصة إلى جنوب الكاريبي في عملية لمكافحة المخدرات تخشى فنزويلا أن تكون مقدمة لغزو محتمل، وذلك بعد أن دمرت القوات الأمريكية في الأسابيع الأخيرة، ما لا يقل عن 3 قوارب للاشتباه في أنها تنقل مخدرات من فنزويلا؛ ما أسفر عن مقتل أكثر من 12 شخصا.
وتزامن مع ذلك، نشر الحكومة الفنزويلية رسالة وجهها الرئيس مادورو، دعا فيها ترامب إلى الحفاظ على السلام بالحوار والتفاهم.
رسالة إلى الصين
ويرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نورث كارولينا الأمريكية، البروفيسور خضر زعرور، أن التحركات العسكرية الأمريكية في منطقة البحر الكاريبي لا تستهدف فنزويلا وحدها أو بغرض شن حرب ضدها، بل تمثل رسالة استراتيجية موجهة إلى الصين، التي توسّع نفوذها في أمريكا اللاتينية.
وبين زعرور في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الرئيس الأمريكي ترامب يعتبر الرئيس الفنزويلي مادورو "غير شرعي" لعدة اعتبارات سياسية وارتباطه بأنشطة غير قانونية مثل تهريب المخدرات، حسب ما تدعيه الإدارة الأمريكية.
وأضاف أن الحملة البحرية الأمريكية في الكاريبي قد تبدو روتينية في ظاهرها، لكنها في جوهرها جزء من صراع النفوذ مع الصين، التي تحاول بدورها إقامة "توازن إستراتيجي مضاد" في مناطق نفوذ تقليدية للولايات المتحدة، كما تفعل واشنطن في بحر الصين الجنوبي.
وأوضح زعرور أن واشنطن تتخذ من قضايا مثل المخدرات ذريعة لتصعيد الضغوط على مادورو، مشيرا إلى أن اتهام فنزويلا بكونها دولة مصدّرة للمخدرات ليس دقيقا؛ إذ إن دولا أخرى، مثل المكسيك وكولومبيا، تلعب دورا مماثلا، لكن الخلاف السياسي مع مادورو هو ما يجعل فنزويلا في مرمى الاستهداف الأمريكي.
تمدد النفوذ الصيني
وأشار زعرور إلى أن أي حوار بين ترامب ومادورو سيُعتبر بمثابة اعتراف بشرعية النظام الفنزويلي، وهو ما ترفضه الإدارة الأمريكية حرصا على دعم المعارضة، التي يقيم كثير من رموزها في الولايات المتحدة.
واعتبر زعرور أن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى تصعيد عسكري واسع في الكاريبي، لكون المنطقة تُعد الحديقة الخلفية لها وتضم قواعد عسكرية أمريكية جاهزة؛ ما يتيح لها تنفيذ أي عملية عسكرية دون الحاجة إلى تعزيزات بحرية ضخمة.
وخلص إلى أن الرسالة الأساسية من هذا التحرك هي أن الولايات المتحدة لن تسمح بتمدد النفوذ الصيني في حديقتها الخلفية بأمريكا اللاتينية، معتبرا أن ما يجري يُعيد إلى الأذهان سيناريوهات مشابهة، كما حدث مع بنما عام 1989، خلال فترة حكم جورج بوش الأب حين تدخلت واشنطن عسكريّا، دون الحاجة إلى استعراض كبير للقوة البحرية.
مناورات دبلوماسية
بدوره، يقول الخبير في شؤون دول أمريكا اللاتينية، الدكتور بلال رامز بكري إن ما يجري بين الولايات المتحدة الأمريكية وفنزويلا هذه الأيام من أزمة دبلوماسية وسياسية وعسكرية، وفقا لمجمل التقديرات والإجماع العام بين المحللين، لن يتطور إلى حرب شاملة أو تقليدية.
وأوضح بكري في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الأمر سيبقى في إطار شد الأعصاب وكسر الإرادات، وفي نطاق المناورات الدبلوماسية والسياسية، إضافة إلى بعض المناوشات العسكرية التي قد تقتصر على ضربات محدودة وخفيفة من دون أي إعلان حرب شاملة.
وأكد بكري، أن النظام الفنزويلي يواجه محاولات ابتزاز واضحة لدفعه إلى تقديم المزيد من التنازلات للولايات المتحدة، مضيفا أن واشنطن لو أرادت بقيادة الرئيس ترامب، الإطاحة بنيكولاس مادورو رئيس فنزويلا لكانت فعلت ذلك منذ زمن، لكنها اختارت بدلًا من ذلك اللعب على وتر الضغوط المستمرة بهدف انتزاع تنازلات إضافية، واستخدام هذه الورقة في إطار حربها الباردة مع مجموعة "البريكس".
ردع الهيمنة الصينية الروسية
وأشار بكر إلى أن الهدف الأساسي يتمثل في مواجهة التمدد والتوسع الصيني وهيمنة بكين المتصاعدة في أمريكا اللاتينية، معتبرا أن الورقة الفنزويلية أصبحت أداة تستخدمها واشنطن للضغط على الصين و"البريكس" لإجبارهما على الالتزام بالحدود التي ترسمها الولايات المتحدة في المشهد الجيوسياسي والعسكري العالمي.
وذكر بكري أن جميع المعطيات الحالية تستبعد اندلاع حرب في فنزويلا، لافتا إلى أن احتمال الإطاحة بالنظام يظل ضعيفا، وأن ما يجري لا يتعدى كونه محاولات ضغط وابتزاز لردع الهيمنة الصينية والروسية في أمريكا الجنوبية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|