هل يُعوّل باسيل حقّاً على الإنتخابات؟
يكثّف رئيس "التيّار الوطنيّ الحرّ" النائب جبران باسيل جولاته الإنتخابيّة في مُختلف الأقضيّة، إستعداداً للإنتخابات النيابيّة، لحشد المناصرين وحثّهم على المُشاركة الكبيرة في إستحقاق العام 2026، إنّ لم يحدث أيّ طارىء يدفع إلى تأجيله. واللافت أيضاً في جولات رئيس تكتّل "لبنان القويّ" على المحازبين، إصطحاب الرئيس ميشال عون معه في بعض الأحيان، لتجييش "العونيين" وتحفيزهم على الإقتراع بكثافة.
ووفق مصادر، فإنّ نتائج الإنتخابات ستُحدّد عودة باسيل وفريقه إلى الحياة السياسيّة الفاعلة أم لا، بعدما استُبعِدَ من حكومة الرئيس نواف سلام، ولم يكن طرفاً مُشاركاً في انتخاب رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون. فانتقل "الوطنيّ الحرّ" إلى "المُعارضة البناءة"، بانتظار تبدلّ وضعه السياسيّ في العام 2026، للعودة إلى مجلس الوزراء وإدارات الدولة.
ولبلوغ هذا الهدف، بدأ باسيل بالتوازي مع جولاته الإنتخابيّة، التصويب على "القوّات اللبنانيّة" وإنجازات وزرائها، إضافة إلى انتقاد دور الحكومة في التعامل مع موضوع سلاح "
حزب الله"، والتواصل مع أفرقاء هو على خصومة سياسيّة معهم، من أجل بناء تحالفات ترفع حظوظ مرشّحيه في الفوز، وخصوصاً حيث هناك منافسة شرسة من مرشّحي معراب.
وتُشير المصادر إلى أنّ باسيل غير قادر وحيداً على تشكيل كتلة وازنة في مجلس النواب، فهو بحاجة ماسّة إلى "الثنائيّ الشيعيّ" وحلفاء "الحزب" التقليديين من أجل المُحافظة على عدد نوابه، وخصوصاً في بعبدا وعكار والبقاع، وسط تراجع شعبيته مسيحيّاً لصالح "القوّات"، وهذا الواقع ترجمته إنتخابات العام 2022، كذلك، الإستحقاق البلديّ والإختياريّ الأخير.
وعلى الرغم من أنّ باسيل يُعارض بقاء السلاح بيدّ "حزب الله"، غير أنّه يُشدّد على أنّ يكون أيّ قرار يتعلّق بالإستراتيجيّة الدفاعيّة لبنانيّاً، ويرفض التدخّلات الأميركيّة والإسرائيليّة في حصر السلاح. وقد رأت أوساط سياسيّة في مواقف باسيل هذه، أنّه يعمد إلى التقرّب مُجدّداً من "الحزب" عبر المطالبة بلبننة القرارات الحكوميّة وانتقاد طريقة عمل العهد الجديد، بالتوازي مع اقتراب موعد الإنتخابات النيابيّة، وحاجته الكبيرة إلى تشكيل لوائح مُشتركة مع حارة حريك وعين التينة، لقطع الطريق أمام "القوّات" ومنعها من الفوز بمقاعد إضافيّة كانت من حصّة "التيّار".
وتجدر الإشارة إلى أنّ الرئيسين عون وسلام استبعدا الشخصيّات المُقرّبة من ميرنا الشالوحي من التعيينات الإداريّة، وأُقصِيَ "الوطنيّ الحرّ" من أبرز المواقع في الدولة، بعدما أُبعِدَ قبلها من المُشاركة في مجلس الوزراء. من هذا المُنطلق، فإنّ باسيل يحشد مناصريه في كلّ لبنان لخوض الإنتخابات النيابيّة، ويعمل على بناء تحالفات تُخوّله العودة إلى أيّ حكومة جديدة، كيّ يكون طرفاً فاعلاً في عهد الرئيس عون.
في المقابل، يُؤخذ على "التيّار" أنّه من مُعرقلي الإنتخابات النيابيّة، لأنّه يتمسّك باقتراع المغتربين لـ6 نواب يُمثّلون الإنتشار، فبات القانون الإنتخابيّ الحاليّ عقبة حقيقيّة قد تدفع إلى تأجيل الإستحقاق الدستوريّ المُنتظر، بسبب التباينات الكبيرة بشأن تصويت المنتشرين لجميع ممثليهم في المجلس النيابيّ.
وأيضاً، يُتّهم باسيل بالتشدّد بخيار إقتراع المغتربين لـ6 نواب، لأنّه يُريد تطيير الإنتخابات بسبب تراجع قاعدته الشعبيّة، وتلقيه ضربة موجعة في الإستحقاق البلديّ والإختياريّ، مع وقوف أغلبية القوى المسيحيّة ضدّ فريقه، وعملها على تحجيمه من أجل إقصائه أكثر من الحياة السياسيّة، بينما الآن، لا يزال يمتلك كتلة تُعتبر وازنة، على الرغم من إنسحاب نواب من تكتّل "لبنان القويّ".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|