على علو منخفض جدّاً... طائرة مسيّرة إسرائيليّة فوق الضاحية الجنوبيّة
إستيطان إسرائيلي عند حدود لبنان.. هل "بدأ القضم"؟
لا مجال أبداً لمناقشة مبدأ الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فهو الحق الأساس والمُكرّس لشعب عانى الكثير من الظلم، وذاق الاحتلال وواجه اغتصاب أرضه من قبل عدوّ ما زال يمارسُ البطش والقتل والتهجير والتدمير، ليس في فلسطين فقط، بل أيضاً في لبنان وسوريا واليمن.
مسألةُ "حل الدولتين" التي تقوم على إقامة دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية هو الحل الذي يتبناه المجتمع الدولي. فعلياً، فإن الدولة الفلسطينية، وبناء لـ"الحل" المذكور، تقوم على حدود عام 1967، أي على حدود الرابع من حزيران 1967، بما يشمل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية كعاصمة لها، أي ما يعادل 22% فقط من أرض فلسطين التاريخية.
وللتذكير التاريخيّ، فإن إسرائيل، ويوم 5 حزيران 1967، خاضت حرباً استمرت 6 أيام ضد 3 دول عربية هي مصر، الأردن وسوريا، وإبان تلك المعركة الكبرى، احتلت إسرائيل سيناء، الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة. وعليه، فإن "حل الدولتين" يقوم على سيادة
الفلسطينيين على المناطق الفلسطينية المذكورة، لكن في الوقت نفسه يكمن خطر آخر.
في الواقع، تتجه الأنظار إلى التمدد الإسرائيلي في الجولان السوريّ المحتل وجنوب لبنان. في هاتين المنطقتين المتاخمتين للحدود الشمالية لإسرائيل، يوسع الجيش الإسرائيليّ تحركاته الميدانية لاسيما داخل النقاط الـ5 التي يحتلها في لبنان، فيقيمُ المراكز الثابتة والنقاط الحدودية الكبيرة، وكأنه يمهد لاستيطانٍ دائم، لاسيما بعد الحرب الأخيرة التي خاضها ضد "حزب الله" عام 2024.
السؤال الأخطر الذي يبرزُ في هذا الإطار هو التالي: هل يُعتبر التوسع الإسرائيلي في جنوب لبنان والجولان تمهيداً لاعتبار هذه الأراضي جزءاً من إسرائيل ودولتها المزعومة؟ بين الحين والآخر، يُصرح مسؤولون إسرائيليون بأنه لا انسحاب من الجولان أو جنوب لبنان، وكأنّ إسرائيل أرست لنفسها هناك موطئ قدمٍ دائم.
إن تم التدقيق قليلاً بالجغرافيا، يتضح أن إسرائيل تسيطر على التلال والجبال العالية سواء في جنوب لبنان أو الجولان. المسألة هذه من الناحية الإستراتيجية تعتبرُ ضرورية لإسرائيل لكي تزنّر نفسها من الأماكن المرتفعة داخل أراضٍ احتلتها من دول أخرى. في الوقت نفسه، فإن إسرائيل تعتقد أنّ حربها الأخيرة في المنطقة كرست احتلالاً دائماً لها، وكأنها تحاول رسم خريطة جديدة من خلال ضغوطها على لبنان من جهة، ومحاولتها استخدام ورقة الدروز في الجنوب السوري لاسيما بعد أحداث السويداء، لتقول إنها "الآمر الناهي هناك".
إزاء كل ذلك، يجدرُ الإنتباه لخطورة الإحتلال الإسرائيلي ولأهدافه غير المُعلنة. المسألةُ لا تقتصرُ على وجود عسكري، بل إلى أبعاد أخطر من ذلك وتتصلُ بقضم أراضٍ لبنانية وسورية لتكون نقاطٍ محورية ومركزية لإسرائيل من الناحيتين الإستراتيجية والعسكرية. على هذا الأساس، يتضح أن إسرائيل تبني مفهوم "الأمن الإستراتيجي" الخاص بها، وإن استمرّ سيناريو الاحتلال وتكرّس حقاً، عندها سيكون لبنان قد خسر جزءاً من أراضيه، والخطر الاكبر هو في أن تُسلخ الأراضي من لبنان "من دون أي قدرة على استرجاعها" وتكريسها لصالح حدود إسرائيل عند أي ترسيم، وهناك الطامة الكبرى.
محمد الجنون - "لبنان 24"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|