قبلان: السلطة السياسية في هذا البلد مشلولة ومعدومة وغير موجودة
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان كلمة بمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيل العلامة السيد عباس الموسوي الذي أقيم في بلدة النبي شيت، تحدث فيها عن مناقب الراحل، معتبراً أن "كل من يعرف السيد عباس يدرك أنه أمام عالمٍ تقيّ ونقيّ من أهل البصيرة والزهد، ومع هذه وتلك كان سماحته شخصيةً نشيطةً ودؤوبةً وقيمةً علمية لا تقبل الإنعزال عن مجتمعها وناسها، فضلاً عن ساحات الصراع الفكري والثقافي، وما يلزم للعدالة العامة وخنادق المقاومة والجهاد وعالم الانتظار وما يلزم لجيل الظهور الأعظم، والسيد عباس من فئة العلماء الذين تقصّوا بطون القرآن وخفايا نهج البلاغة في سياق تكوين وظيفته التبليغية والتثقيفية والإعدادية للجيل القرآني".
وحذّر من لعبة الخرائط في هذا البلد وعلى مساحة الإقليم، "فإنها خطيرة للغاية، واليوم ركام أكبر ملحمة صمود أسطوري خاضتها المقاومة في الشرق بل في العالم ما زال على الأرض، وكثير من أجساد أكبر مقاتلي السيادة الوطنية تبخّرت دون أثر، وجنائز أطفال بنت جبيل ومن سبقهم دليل مطلق على أن السلطة السياسية في هذا البلد تعيش في كوكب آخر.
ولفت سماحته أن موقفنا هنا ينبع من إيماننا بحماية بلدنا لبنان ومنع صهينته أو تسليم مفاتيحه السيادية، وأعيننا هنا على ضمان المصالح الوطنية والشراكة الإسلامية والمسيحية، والصيغة الميثاقية التأسيسية وإلا ضاع لبنان، وبين هذا وذاك لا بدّ من تأكيد قدرة هذا البلد على الدفاع السيادي وسط منطقة تغلي بالخيانة والغدر والصفقات، بل الحذر التراكمي ضرورة سيادية لا بدّ منها، لأن السلطة السياسية في هذا البلد مشلولة ومعدومة وغير موجودة، ولا يهمّها ما يجري في الجنوب والبقاع وتخوم بيروت".
وتوجّه للسلطة السياسية: "قطبان كبيران قادا مشروع هزيمة إسرائيل وتحرير لبنان وتسليم الدولة بكراسيها ومؤسساتها لمن يحكم وهما حركة أمل وحزب الله، والرئيس نبيه بري وسماحة السيد حسن في هذا المجال رأس السيادة والتحرير والمقاومة وأكبر ضمانات بقاء لبنان، ولا سياسات خارجية دون هذه الحقيقة، ولا سيادة بلا مقاومة، ولا شرعية فوق شرعية السلاح الذي حرّر وما زال يحمي، ويمنع مشاريع ابتلاع لبنان، ولا قرار وطني ولا سياسات وطنية دون واقع أنّ: إسرائيل عدو لبنان، والمبدأ السيادي يعلمنا ويقول: العقيدة الوطنية تبدأ بالتحرير لا الاحتلال، وبالثبات لا الانهزام، والصمود لا الاستسلام، وبعداوة إسرائيل لا التطبيع معها، والمقاومة والجيش ضمانة وطنية ليس فوقها ضمانة وطنية لأصل الميثاق التكويني للمشروع الجامع لعقيدة هذا البلد".
وختم: "رحم الله العلامة الحجة السيد عباس الموسوي (أبو علي) الذي عبر الى عالم الله وبين شفتيه (اتقوا الله بدماء الشهداء) فإنها أكبر ضمانات ملحمة بقاء لبنان".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|