محليات

بالصور- الراعي في جولة على القرى الحدودية: بقاء الجنوب قوياً ومحصّناً هو ضمانة لبقاء لبنان

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، خلال عظة الأحد من القليعة جنوب لبنان، أنه “يسعدني أن أكون اليوم معكم في بلدة القليعة الصّامدة، في ختام الزيارة الراعويّة التضامنية والتّفقديّة للبلدات العزيزة: الجرمق والعيشيّة وإبل السقي وكوكبا وجديدة مرجعيون، والآن في القليعة، وبعد الظهر في النبطية والكفور، وكفروه، والحجة والعدوسية. فإنّي أحيّيكم جميعاً، أنتم الآتون من هذه البلدات وسواها من الجنوب العزيز، الأرض المباركة، أرض الكرامة والحريّة. وقد عانيتم من الاعتداءات والحروب والتّعديات الاسرائيليّة على أرضكم وبيوتكم وأرزاقكم. أحيّيكم لأنّكم صمدتم وحافظتم على جذوركم، وأثبتّم أنَّ الجنوب ليس أرض نزاع، بل أرض خصب وبركة، أرض عيش مشترك، أرض وطنيّة صادقة، وأرض سلام”.

وقال: “نحيّي إخواننا من الطائفة الشيعيّة الكريمة، أبناء هذه الأرض المباركة، شركاءنا في المصير والوطن الذين بوجودهم وصمودهم يشكّلون مع إخوانهم المسيحيّين والسّنّة والدّروز شهادة حيّة للتّعايش والكرامة في جنوبي لبنان. ويكتبون تاريخاً واحداً من العيش معاً والصّمود”.

وأضاف الراعي: “لا يمكن أن نكون اليوم في القليعة، وفي قلب الجنوب، من دون أن نتوقّف عند ما تحمّلته هذه الأرض وأبناؤها من خسائر بشريّة ومادية فادحة. هناك عائلات فقدت أعزّاءها، آباء رحلوا وأمّهات ترمّلن وأطفال تيتّموا. هناك بيوت هُدمت على رؤوس ساكنيها، حقول أُحرقت، أشجار اقتُلعت، ومزارع دُمّرت. هناك شباب أصيبوا بجراح جسديّة ومعنويّة ما زالت تلازمهم حتّى اليوم فضلاً عمّن خسروا جنى عمرهم ومصدر رزقهم”.

وتابع: “لكن على الرّغم من كل هذه الخسائر، بقيتم واقفين، متمسّكين بأرضكم وبيوتكم ومؤسّساتكم ومدارسكم وكنائسكم، ودور العبادة. تشهدون أنّ هذه الأرض ليست للبيع، وليست للتّنازل. لقد دفعتم أثماناً غالية، نعم، لكنّكم أكّدتم بدموعكم وصمودكم أنَّ الجنوب حيّ، وأنَّ لبنان لن يموت. إنَّ دماء شهدائكم وصلواتكم، دموعكم وصبركم هي شهادة إيمان بأنَّ الرّب لا يترك شعبه، ويمنحهم القوّة لبناء ما تهدّم، والنّهوض من جديد”.

وأشار الراعي إلى أن “لكلمة إنجيل اليوم “من يصبر إلى النّهاية يخلص” بعد وطني. فالوطن هو ثمرة صبر أبنائه وصمودهم. الجنوب هو المثال الأبرز. فأرضكم دفعت أثماناً غالية، لكنّها بقيت عصيّة على الانكسار. نحن نتأمّل السّلام القريب، سلاماً يترسّخ بانسحاب إسرائيل من الجنوب بشكل كامل ونهائي، وبسط الدولة اللبنانيّة سيادتها الشّرعيّة على كامل أراضيها. وهنا، لا بدّ أن نؤكّد أنَّ الجيش اللبناني، بعنفوانه وهيبته، هو الضمانة والحصانة الوحيدة لأرضنا ولشعبنا، وهو المؤتمن على حماية حدودنا والدفاع عن كرامتنا. إنّ انتشار الجيش على كامل أرض الجنوب ليس فقط مطلباً، بل هو حق سيادي وواجب وطني”.

وشدد على أن “الجنوب ليس مجرّد منطقة من لبنان، بل هو قلبه النابض. فما يعيشه الجنوب يعيشه كل لبنان. معاناة أهله من الحروب، وخسارتهم للأرواح والبيوت والأرزاق، ونزيف الهجرة، كلّها تعكس أزمة وطن بأسره. لذلك، فإنّ صمود الجنوبيين هو صمود لبنان كلّه، وتضحياتهم هي تضحيات باسم الأمّة اللبنانيّة كلّها”.

وأوضح أنه “لقد حان الوقت أن تتحوّل تضحياتكم إلى ثمار وطنية سياسيّة واقتصاديّة وإنمائيّة. فلبنان لا يمكن أن يُبنى من دون إنصاف الجنوب وأهله، ومن دون أن يُعطى لأبنائه ما يحفظ بقاءهم في أرضهم، بعيداً عن خطر الهجرة أو بيع الأملاك. فلا أوطان من دون أرض، ولا أرض من دون أهلها”.

ولفت الراعي إلى أن “بقاء الجنوب قويّاً ومحصّناً هو ضمانة لبقاء لبنان. وإنّ تعزيز صمود أهله هو واجب وطني وأخلاقي. فإنّ مسؤوليتنا جميعاً، مواطنين ومسؤولين وسياسيّين ومؤسّسات، أن نتكاتف من أجل إعادة بناء لبنان على أسس متينة: سيادة لا مساومة عليها، دولة قانون قويّة، إقتصاد منتج يثبّت الناس في أرضهم ويؤمّن لهم هناء العيش وتربية روحيّة ووطنيّة تُخرّج أجيالًا جديدة تحب لبنان وتخدمه بصدق. لذلك يُطلب اليوم من أبناء الجنوب العزيز أن يكونوا أبطال سلام يضحّوا من أجله بمقدار ما ضحّوا خلال الحرب دفاعاً عن كرامتهم وأرضهم الغالية على قلب كل لبناني”.

وختم عظته قائلاً: “نرفع صلاتنا، أيّها الإخوة والأخوات الأحبّاء، كي يمنح الله لبنان انطلاقاً من ارض جنوبه المقدسة سلاماً قريباً ودائماً، سلاماً نابعاً من العدالة والسّيادة والكرامة. نصلّي من أجل أن يُشفى جرح الناس والأرض، وأن تُبنى بيوتكم من جديد، وأن تزهر حقولكم وتعود خيراتها. نطلب من الله أن يبارك أبناء هذه الأرض، فيعيشوا دائماً في وئام ووحدة، ويكونوا مثالاً لجميع اللبنانيّين على أنّ المصير واحد، والرجاء واحد، والوطن واحد، والكرامة واحدة، والأمن واحد”.

وصباح اليوم، وفي زيارة هي الثانية له إلى جنوب لبنان، وصل البطريرك  الراعي، صباح اليوم الأحد، إلى أبرشية صور المارونية حيث سيكون له محطات رعوية عدة، مستهلّاً جولته من بلدة الجرمق وصولاً إلى العدوسية.

ورافق الراعي المطران حنا علوان والمطران الياس نصار، وراعي أبرشية صور المطران شربل عبدالله.

وفي آب الماضي، زار الراعي قرى الشريط الحدودي في قضاء بنت جبيل برفقة السفير البابوي المونسنيور باولو بورجيا.

في النبطية:  زار البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي ثانوية السيدة للراهبات الانطونيات في مدينة النبطية، في اطار جولته الرعوية الجنوبية.

واقيم للبطريرك الراعي استقبال عند مدخل الثانوية، بحضور افراد الهيئتين التعليمية والادارية، واصطف طلاب على جانبي مدخل الثانوية، ورفعوا الأعلام اللبنانية وأغصان الزيتون والصنوبر، وقدموا باقات ورد للبطريرك الراعي، الذي تفقد آثار الدمار الذي لحق بمباني الثانوية جراء الغارات الاسرائيلية التي استهدفت محيطها في عدوان ال66 يوما.

وفي صالون الثانوية، رحبت رئيسة الثانوية ماري توما بالبطريرك الراعي "في مدرستنا التي ما انحنت للريح ولا انهزمت تحت ركام لانها مؤمنة كما انتم، بأن النور اقوى من الظلمة وبأن الكلمة الصادقة لا تموت".

الراعي: والقى البطريرك الراعي كلمة قال فيها: "احيي الهيئة التعليمية والطلاب وعناية الراهبات الانطونيات، والمدرسة تطالهم جميعا، تطال الاهل والاساتذة، ولذلك نحن حريصون مع الراهبات على بقاء هذه المدرسة، يجب ان تبقى مهما كلف الامر، لازم تبقى لاننا نعيش معا في لبنان، وهنا يتعلمون العيش المشترك والاخلاص، كيف يعيشون سويا بمختلف المذاهب والاديان، ليس المعنى ان الدين يفرقنا وكيف الدين يجمعنا، هذا ما تعلمه المدرسة، وانا اريد ان اشكركم واشكر الراهبات واعرف انكم عشتم ويلات الحرب هنا، وشاهدت حجم الاضرار الذي لحق بالمدرسة جراء القصف الذي تعرضت له، ومع ذلك لم تفكروا يوما بأن تقفلوا ابواب هذه المدرسة، لانكم مؤمنون بالرسالة التربوية، الرسالة الثقافية والرسالة المسيحية، وتعلمون طلابكم رسالتهم ايضا، المدرسة هي بيت الرسالة الوطنية اللبنانية، وخالية من كل امر سياسي، هنا لا توجد سياسة، هنا يوجد عيش مشترك، نحن معا، ونغني بعضنا البعض وتعيشون جمال النظام اللبناني".

وختم محييا المسيحيين والشيعة الذين يعيشون هنا في هذه المدرسة كعائلة واحدة لبنانية، وهذا جمال العائلة اللبنانية ان تعيش معا بفرح .

الكفور: بعد ذلك، زار البطريرك الراعي بلدة الكفور، حيث اعد له استقبال شعبي في باحة الكنيسة، وترأس صلاة فيها بحضور شخصيات وفاعليات.

ورحب خادم رعية الكفور الاب جوزيف سمعان بالبطريرك الراعي في بلدة الكفور "بلدة التعايش المشترك، البلدة النموذجية بتكاتف اهلها، وبمحبتهم لبعضهم البعض".

والقى البطريرك الراعي كلمة قال فيها: "احيي كل اهل الكفور، انتم الموجودون هنا وكل الاهالي اينما وجدوا، هذه البلدة التي عاشت مرارة الحرب، وحل فيها الخراب وتهجر اهلها، واليوم نقول لكم الحمدلله على السلامة بالرغم من كل ما حصل" .

أضاف: "انتم كموارنة وسنة وشيعة، احيي انكم تعيشون هذه الوحدة الوطنية هنا في الكفور، حاملين الهم المشترك، هم العودة وهم الخروج من الخراب والدمار وهم اعادة اعمار كل البلدات، ولكن املنا كبير بربنا ونصلي دائما. وعندنا ايمان لا يتعزز بأن المستقبل بيد الله، ومهما كان الخراب والدمار فالمستقبل بيد الله، هذا ايماننا ورجاؤنا، فرجاؤنا اكبر من مشكلتنا والرجاء هو الثبات بالايمان" .

وتابع: "اليوم الزيارة تفقدية وللاطلاع على اوضاعكم، ونحن نتابع كل اموركم في لقاءات المطارنة، وجئنا لنعبر عن قربنا لكم وعن تضامننا معكم وعن صلاتنا من اجل اعادة الجنوب" .

كفروة: كما زار البطريرك الراعي بلدة كفروة، حيث استقبله رئيس البلدية يوسف نهرا واعضاء المجلس البلدي والمخاتير.

 

Image

Image

Image

Image

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا