بين كلام فضل الله وعدم النفي الرئاسي..الحسم في القرارات: نزع السلاح من كل لبنان
جدل واسع أثير حول كلام نائب حزب الله حسن فضل الله في شأن مضمون لقاء استبق تصويت الثنائي الشيعي للعماد جوزاف عون وانتخب بفعله رئيساً للجمهورية.
قال فضل الله آنذاك ان الاتفاق مع الرئيس عون قبل انتخابه حول المبادئ ينص على تمثيل الثنائي في حكومات العهد وعلى حصر تطبيق الـ 1701 في جنوب الليطاني فقط وان يكون هناك حوار حول استراتيجية أمن وطني أو دفاع وطني. حتى الساعة لم يصدر اي بيان رسمي عن الرئاسة ينفي كلام فضل الله، واكتفت مصادر بعبدا بالاشارة عبر وسائل الاعلام الى "أن كلام فضل اللّه غير صحيح وهو لذرّ الرماد في العيون، وأن عون لم يتفق مع "الثنائي" على أيّ شيء كما أن الرئيس لا يردّ على مواقف من هنا وهناك، وفضل اللّه لم يكن أصلًا في الاجتماع الذي عقد بين ممثلي "الثنائي" الشيعي والرئيس عون.
بعيداً من خلفيات كلام فضل الله وأبعاد عدم النفي الرئاسي الرسمي، علماً ان زوار بعبدا نقلوا ان الرئاسة غير معنية بالرد على كل موقف يصدر والا تمضي الوقت في الردود عوض العمل والانتاجية، تؤكد مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" ان موقف نائب الحزب غير صائب ولا يمكن ان يكون كذلك بدليل ان الرئيس عون دعا مباشرة في خطاب القسم الى جصرية السلاح بيد الدولة قبل نهاية العام. كما انه لا يمكن ان يكون قد اعطى وعداً على هذا النحو وهو العالم ان ان البنود 3 و5 و8 و12 في القرار 1701 تتحدث عن بسط الامن على الاراضي اللبنانية كافة وليس في الجنوب فقط، ثم ان القرارين 2559 و1860 واتفاق الطائف كلها تؤكد وجوب جمع السلاح من جميع الميليشيات على مساحة الوطن وليس في الجنوب حصراً، فكيف والحال هذه قد يتفق مع الحزب على مبدأ مماثل؟
في خلفيات كلام فضل الله، بحسب المصادر الدبلوماسية، محاولة مزدوجة لدقّ إسفين في العلاقة بين الرئيسين عون ونواف سلام أولاً، ومن ثم استهداف قرار الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة. قرار تقول أوساط في الحزب انه لن يغفر لسلام اتخاذه وسيبذل كل ما في وسعه لمنع تطبيقه. ودعت السلطة السياسية الى التركيز على اعادة بناء الدولة وتنفيذ القرارات الدولية واتفاق الطائف والتكاتف في ما بينها، عوض العودة الى زمن الخلافات بين اركان الحكم وجر عربة الدولة بحصانين كل الى اتجاه، خصوصاً ان التحولات الاستراتيجية التي طرأت في المنطقة لا تسمح بترف التلهي بالمناكفات ولا بالتذاكي على اهل الداخل والخارج الذي لم تعد تنطلي عليهم "السيناريوهات اللبنانية"، وقد عاين لبنان بأم العين ما حصل ويحصل في دول الجوار من سوريا الى غزة، فإما يتعظ ويحزم امره وينفذ ما وعد والتزم به امام العالم، وإلا فتحذيرات الموفدين الدوليين بدءاً من جان ايف لودريان حول زوال لبنان الى توم برّاك وسلسلة مواقفه الشهيرة والتهديدات الاسرائيلية المتواصلة فصولاً، قد تتحول واقعاً مريراً لا يريد احد من اللبنانيين معاينته ثانية.
نجوى أبي حيدر - المركزية
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|