خمس مؤشرات تضعنا أمام خطر حرب كبرى... والمنطقة على فوهة انفجار!
في ظل تسارع الأحداث وتفاقم التوترات إقليميًا ودوليًا، يقف الشرق الأوسط اليوم أمام مشهد معقّد تتقاطع فيه الحسابات العسكرية والسياسية، وسط مؤشرات واضحة على اقتراب مرحلة مفصلية قد تعيد رسم خريطة الصراعات والنفوذ في المنطقة.
ومشهد مقلق تشهده المنطقة مع تحشيد عسكري غربي كبير فيها، بما يشي باحتمال نشوب حرب قد تبدأ. فهل حانت ساعة الصفر لضرب إيران وكافة القوى التي تناهض إسرائيل أو تقف في وجه هذا المشروع الخطير الذي يتهدد كافة الأنظمة في المنطقة؟
وفي قراءة معمّقة للتطورات، يرى الخبير العسكري والعميد المتقاعد بهاء حلال، في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، أن المنطقة تدخل فعليًا في إرهاصات حرب متعددة الجبهات والأدوات، قد لا تكون تقليدية أو مباشرة، لكنها تحمل بذور انفجار كبير.
ويُعدّد العميد حلال سلسلة من المؤشرات التي تدعم فرضية التحول الاستراتيجي المرتقب، بدءًا من التحشيد العسكري الأمريكي، مرورًا بالتهديدات الإسرائيلية المتصاعدة، وتشابك الأزمة الأوكرانية مع التموضع الروسي والإيراني والتركي، وصولًا إلى التحولات في أدوار بعض الدول الإقليمية، والواقع الداخلي الهش في العديد من دول الشرق الأوسط.
ويقول:
أولاً، في ظل المعطيات الحالية، يبدو أن المشهد الإقليمي والدولي على حافة تحول استراتيجي كبير، وهناك عدة مؤشرات تعزز هذه الفرضية، فنحن نعيش مقدمات أو إرهاصات حرب ما، كبرى أو صغرى، ليس بالضرورة كلاسيكية، بل متعددة الجبهات والأدوات.
ويرى أن أول دليل ومؤشر على ذلك هو التحشيد العسكري الدولي: وجود حاملات طائرات أمريكية وغواصات نووية في البحار الإقليمية، وهذا ليس مجرد استعراض قوة، بل هو إشارة إلى أن الأمريكيين مستعدون للردع أو للتدخل المباشر، والتصريحات الأمريكية، ومنها ما ورد على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الغواصات النووية، تؤكد أن واشنطن تعتبر المنطقة على فوهة انفجار.
ثانياً: التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة، فهي إما أن تلوّح بحرب على لبنان، أو على غزة، أو على اليمن، أو على العراق، أو على إيران. وبالتالي تتحدث عن عام حاسم في المواجهة عام 2026 مع ما تسميه “محور الممانعة”، وهي تقصد محور المقاومة.
ويلفت إلى أن الضربات الاستباقية والاغتيالات في سوريا ولبنان والضفة تُسجّل كجزء من استراتيجية "المعركة بين الحروب"، وهو ما يؤدي، برأي الإسرائيليين، إلى دفع الخصم للرد ثم تبرير التصعيد.
ثالثاً: من المؤشرات تشابك ساحة الحرب في أوكرانيا وتأثيرها المباشر على التموضع الروسي والإيراني والتركي في الشرق الأوسط، الطائرات المسيّرة التي تظهر في أجواء دول أوروبية وتحمل بصمة تكنولوجية روسية، تدل على امتداد الصراع إلى خارج حدوده الإقليمية.
المؤشر الرابع: الأدوار الإقليمية المتغيرة لبعض الدول مثل السعودية، إيران، تركيا، قطر وبعض دول الخليج التي تعيد تموضعها، بعض هذه الدول يسعى لتخفيف التصعيد، وأخرى تستعد لسيناريوهات الأسوأ.
وهنا لا ينسى العميد التذكير بموضوع التطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل تحت ضغط أمريكي، والذي يعتبره جزءًا من هندسة التوازن الجديد في الإقليم.
المؤشر الخامس: الواقع الداخلي في الشرق الأوسط، حيث يرى أنه إذا أخذنا المشهد العريض من لبنان إلى العراق إلى سوريا، نجد أن كل دولة تحمل داخليًا قابلية للانفجار، ما يجعل أي صراع خارجي سريع التحول داخليًا إلى حرب أهلية أو مواجهة داخلية أو فتنة بين أبناء هذه الدول.
ويعتبر أننا أمام خطر حقيقي لحرب قد تكون كبرى، وربما هجينة بالمعنى: أي متعددة الجبهات تبدأ بتصعيد في غزة أو في لبنان، ويمكن أن تمتد لتشمل ساحات أوسع، لكن ما يمنعها حتى الآن هو التوازن "الهش" والردع المتبادل وخشية الأطراف الدولية من فقدان السيطرة على كرة النار التي قد تنطلق.
ويشدد حلال، على أن هذه الدول يمكنها أن تبدأ الحرب، لكنه لا يعتقد أنها قادرة على إنهائها. وإن وقع خطأ في التقدير أو خرج رد الفعل عن السيطرة، فسنكون بالفعل أمام شرق أوسط جديد، أسميه "الشر أوسط"، لكن لا أحد يعرف بعد شكل هذا "الشر أوسط" الذي قد يولد.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|