حارة حريك تبدأ بتنفيذ تهديداتها باسيل :جربتونا فتحملوا النتائج الطاشناق يتبرأ من وزيره الملك
في شباك الرابية أهداف بالجملة سجلها الحلفاء، وسط دفاع مضعضع، هجوم مشتت وحارس مرمى مضلل، افقد الفريق البرتقالي توازنه على يدي الحلفاء لا الخصوم هذه المرة، بعدما مرر حزب الله الطابة للنجيب العجيب ليسجل الهدف في شباك التيار برمية "مضغوطة" من اللاعب "الطاشناقي"، الذي رسم حدا فاصلا بين مرحلتين، لن يكون من السهل رسم التحالفات وفهم التوازنات في ظل الوضع الناشئ، والذي قد يدفع باستبدال الصوت الأبيض باسم، في لحظة تخل، دافعا بالتيار إلى حضن بكركي ومعراب، ليبدا خلط الأوراق بين الحلفاء. أين سيستثمر ميقاتي هذا الفوز؟ وأين سيحاول باسيل تعويض هذه الخسارة؟ وهل فقدت الورقة البيضاء في جلسات انتخاب الرئيس مفعولها؟
في كل الاحوال محى نهار الاثنين كلام احد الضغوط الطويل ليتكشف الواقع على حقيقة مرة، بطلها حزب الله، الذي بدا حربه الباردة ضد جبران باسيل من نقطة موازين القوى التي تغيرت مع خروج "الجنرال" من بعبدا، وحلفه المجدد مع نجيب ميقاتي اذا ما عرف والتزم شروط اللعبة.
الطاشناق الذي أمن النصاب غسل يديه من الوزير الذي سماه، كعادته عند اللعب على الحبال،علما ان "البرية ما مرقت عا حدن" ، إذ من غير المقنع أن الوزير بوشيكيان "فاتح عا حسابو"، ففي تاريخ الطاشناق، من المنتسبين وحتى المحسوبين عليه، لم يسجل تمرد أو انشقاق أو انفصال، ولو صح ذلك اليوم, لكان اتخذ الحزب موقفا من "الوزير الملك".
وإذا كانت مهمة " الملك الطاشناقي" تأمين النصاب، فان حجة اقتحام الوزير هكتور حجار الجلسة لإيصال "الرسالة" إلى الرئيس ميقاتي بصوت مرتفع كاد يعكر الجلسة وصولا إلى تطييرها،طرح اكثر من علامة استفهام حول هدف حضوره، ان كان لجهة تخريبها ،أو محركه، علما انه لعب دوره تماما كما رسم له، حضر ونقل وقائع الجلسة اول بأول إلى "معلمينه"، مخالفا وصية رئيس حكومة تصريف الاعمال في بداية الجلسة بالبقاء على المداولات سرية.
هكذا انتهى النهار بهزيمة واحد صفر لغير صالح التيار الوطني، الذي قررت قيادته الاستمرار في هجومها على أكثر من محور سياسي، دستوري، قضائي وشعبي، وهو ما عبرت عنه المواقف التصعيدية لماكينة التيار وسياسييه.
اللافت في الأمر أن الهجوم المركز مساء استهدف حزب الله، بعد نهار من الغمز والتلميح، بلغ حدود اتهام الحارة بضرب ميشال عون وبالتالي إلغائها لتفاهم مار مخايل، في رسالة واضحة لجبران باسيل، كان سبق وسمعها في تحذير واضح من آمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله عندما التقاه عشية سفره إلى باريس. لكن هل يعني ما حصل ان لقاء الجنرال والسيد بات في علم الغيب؟ وهل يعني ان خيار محور المقاومة والممانعة قد حسم خياره الرئاسي بمرشح حصري هو سليمان فرنجية، وما حصل بالأمس كانت الضربة الأولى في عملية تحجيم التيار الوطني وتفتيت كتلته الوزارية بإخراج الطاشناق منها؟
كل الاحتمالات واردة، والأمور مفتوحة على التصعيد في معركة يا قاتل يا مقتول، وفقا لوزير سابق مواكب للاتصالات الجارية، حيث يؤكد ان البلاد دخلت مرحلة خطيرة جدا سبق وحذر كثيرون منها، حيث سيختلط الدستوري بالسياسي،ويتحول معه الصراع إلى طائفي، معتبرا ان المطلوب اليوم إحضار الوطني الحر إلى بيت طاعة حزب الله، والا فإنه "ما لح يلحق ضربات"، كاشفا ان ميرنا الشالوحي وقعت ضحية فخ نصبه ميقاتي بمعية الثنائي الشيعي ،بعدما كان أبلغ البياض ان النصاب لن يتامن، ليفاجأ الجميع بضغط ليلي والخيانة بطلها وزير الصناعة، متسائلة عن الثمن الذي قبضه.
ويبقى السؤال: هل يستوعب ثنائي امل - حزب الله فداحة ما حصل عن سابق اصرار وتصميم منهما؟فالى اين يمكن ان يؤدي الخلاف بين التيار وحزب الله؟ هل الى الطلاق النهائي حيث لا مجال لاعادة عقارب تفاهم مار مخايل الى الوراء؟ ام ان ما جمعته مقاومة الخصوم لا تفرقه ممانعة رئاسية؟هل انكسرت الجرة بين التيار والطاشناق؟
هذا سياسيا، اما قانونيا ودستورا، فان الرئيس ميقاتي مدعوما بحلفه الرباعي الجديد ضرب التوازن الذي كانت أرسته حكومة الرئيس سلام بضرورة توقيع كل الوزراء على المراسيم والقرارات الحكومية، باعتبار الحكومة بكل أعضائه تمثل رئيس الجمهورية، إذ كشف ان القرارات التي اتخذت صدرت بمراسيم, بتوقيعين, من الرئيس ميقاتي،واحد عن مجلس الوزراء وثان بصفته رئيس مجلس الوزراء، بالإضافة إلى توقيعي وزير المال والوزير المختص، في غياب توقيع رئيس الجمهورية، وقد سلكت طريقها إلى التنفيذ. وهنا بيت القصيد الذي حذرت منه الأطراف المسيحية وفي مقدمتها بكركي،حيث بات في ظل هذه السابقة اتخاذ اي قرار وتمريره في حال موافقة الوزير المعني ووزير المال.
وحدهاجلسة اللجان النيابية المشتركة،التي انعقدت في مجلس النواب لمتابعة مناقشة مشروع قانون الكابيتال كونترول،سرقت جزءا من الاضواء، حيث انتهى البحث في الأموال الجديدة وعمل اللجنة الوزارية المولجة تطبيق القانون وعلى هذا المسار وصف النواب الجلسة بأنها أكثر الجلسات إنتاجية، فيما كان الدولار "حرا طليقا" من اي قيود، ومعه الأسعار دون حسيب او رقيب.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|