عربي ودولي

خبير أمريكي: تحركات واشنطن العسكرية توحي بضربة وشيكة لإيران

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

قال الباحث الإستراتيجي الأمريكي، دان ريني، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتمد على شخصية صانع الصفقات في الكثير من الملفات، ولكن صبره بدأ ينفد، لا سيما مع ما تقوم به روسيا من تصرفات تمثل إهانة لجهوده في إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وأوضح ريني في مقابلة مع "إرم نيوز"، أن التحركات الأمريكية العسكرية الأخيرة في الشرق الأوسط هي تكرار للاستعدادات نفسها التي سبقت حرب الـ12 يومًا ضد إيران.

وأشار إلى أن الضربة المنتظرة هي امتداد عملي للردع واستكمال لما وصفه بإنجازات حرب يونيو الماضية والتي أوقفت اندفاع طهران النووي وشتت تنسيقها مع وكلائها.

وأكد أن قبول حماس الجزئي بخطة ترامب للسلام، إلى جانب مطالبتها بمزيد من المفاوضات، يشير إلى استمرار التحديات، في وقت لم يختبر بالكامل بعد، التزام الحركة بنزع السلاح والتعايش السلمي.

وإلى نص الحوار :

في الساعات الأخيرة، رصدت تحركات عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط.. هل نحن على وشك توجيه ضربة عسكرية لإيران؟

يمثل النشر الأخير لطائرات "KC-135 Stratotankers" الأمريكية في مواقع بالشرق الأوسط، وما رصدته معلومات استخباراتية حول ذلك، تعزيزًا حكيمًا للموقف الدفاعي الأمريكي بالمنطقة في ظل تصاعد التهديدات الإقليمية.

وتحاكي هذه التحركات أنماطًا شوهدت قبل الإجراءات الأمريكية السابقة، لضربات يونيو 2025 على المواقع النووية الإيرانية، لكن التقارير الحالية تصورها على أنها تعزيز للقدرة العملياتية لمواجهة الطوارئ المحتملة بدلًا من أن تكون إشارة لشن هجوم.

لطالما اتخذت الولايات المتحدة موقفًا دفاعيًا، واعترضت تهديدات الجماعات المدعومة من إيران، وعززت قواعدها لحماية 40 ألف جندي أمريكي في المنطقة.

وإذا تجاوزت إيران الخطوط الحمراء، كالمضي قدمًا في برنامجها النووي أو مهاجمة المصالح الأمريكية، سيتم اتخاذ إجراء حاسم لتحييد تلك التهديدات، لكن الدبلوماسية تبقى الخيار الأمثل إذا تراجعت طهران، هذه الإستراتيجية المتوازنة تحافظ على قوة أمريكا وأمنها دون السعي إلى الصراع.

  في تصورك.. ما الأهداف الإستراتيجية لهذه الضربة المنتظرة، وهل تستكمل ما جرى في حرب الـ12 يومًا؟

من شأن هذا أن يكمل إنجازات حرب الـ12 يومًا، تلك المواجهة القصيرة والمحورية في يونيو الماضي، حيث كشفت الضربات الإسرائيلية الدقيقة، المدعومة بدعم ومساندة أمريكية، عن نقاط ضعف في دفاعات إيران واستغلتها، أوقفت تلك الأيام الاثني عشر، وأوقفت الهجمات الإسرائيلية اندفاع طهران النووي، وشتتت تنسيقها مع وكلائها.

لكن طهران روجت منذ ذلك الحين إلى عملها على تحسينات على برنامجها الصاروخي والمنشآت النووية تحت الأرض، ملمحةً إلى محاولة لاستعادة القدرات التي تم القضاء عليها. 

أي ضربة لاحقة من شأنها أن تثبت المكاسب السابقة، وتمنع عودة ظهورها، وتُشير إلى أن العدوان ينطوي على تكاليف مضاعفة، كل ذلك مع الحفاظ على تواجدنا الخفيف وتركيزنا على التهديدات التي تُعرض الأمن الأمريكي للخطر بشكل مباشر، إنه امتداد عملي للردع، وليس تكملة له، وهو ما يؤكد حكمة إعادة تقييم واشنطن لما بعد يونيو/ حزيران الماضي.

بخصوص ملف غزة وبيان حركة حماس على خطة ترامب ..كيف رأيت الرد؟

يمثل خطوة مهمة نحو إنهاء ما يقرب من عامين من الصراع الذي بدأ بالهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وهذا التطور، على الرغم من إيجابيته، كان ينبغي أن يحدث في وقت أبكر بكثير، إنه دليل على قوة الجهود الدبلوماسية المستدامة والتزام المجتمع الدولي بحقوق الإنسان.

إن قيادة ترامب التي أوصلتنا إلى هذه النقطة تعكس مزيجًا من الضغط الدبلوماسي والإستراتيجية العسكرية، لقد كان موقفه الحازم، المتمثل في إنذاره النهائي لحماس، محوريًا في دفع عملية السلام إلى الأمام.

كما كان قبول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لخطة السلام المكونة من 20 نقطة، والتي تتضمن أحكامًا للانسحاب الإسرائيلي التدريجي من غزة وعدم ملاحقة أعضاء حماس الذين ينزعون سلاحهم، أمرًا بالغ الأهمية أيضًا.

وعلى الرغم من أن هذه التطورات مشجعة، يجب أن نبقى يقظين وحذرين، فإن قبول حماس الجزئي لخطة السلام، إلى جانب مطالبتها بمزيد من المفاوضات، يشير إلى استمرار التحديات، إن التزام الحركة بنزع السلاح والتعايش السلمي لم يختبر بالكامل بعد.

 إن أمن إسرائيل، واستقرار المنطقة، يعتمدان على إلقاء حماس لسلاحها ونبذها للعنف، حينها فقط يمكن لإسرائيل وجيرانها التطلع إلى مستقبل خالٍ من الإرهاب والصراع، إن الخطوات التي اتخذت حتى الآن جديرة بالثناء، والطريق إلى السلام الدائم يتطلب اجتهادًا مستمرًا، وتشكيكًا، والتزامًا راسخًا بمبادئ الأمن والعدالة والتعايش.

ما رأيك في عودة اسم توني بلير مجددًا فيما يسمّى مجلس إدارة غزة، لا سيما في ظل الذاكرة السلبية المرتبطة به منذ حرب العراق في 2003؟

قد ينعش انضمام توني بلير إلى السلطة الانتقالية الدولية في غزة زخم عملية السلام المتعثرة، قيادته المثبتة في إدارة مفاوضات معقدة، مثل اتفاق الجمعة العظيمة، وعلاقاته الراسخة مع دول عربية من خلال معهد توني بلير، تمكنه من جذب الاستثمارات ورأب الصدع بالدبلوماسية العملية.

وبالنظر إلى فشل النهج السابق في العراق، تتيح خبرته فرصةً جريئة، وإن كانت غير تقليدية، لإعادة النظر في مستقبل غزة، إذ تحتاج المنطقة إلى قادة قادرين على اللجوء إلى الدبلوماسية، لا العنف، لحل القضايا.

كيف ترى عدم قدرة ترامب في إنهاء الحرب الأوكرانية التي وعد بحلها سريعًا بمجرد وصوله للبيت الأبيض؟

بالرغم من مرور ما يقرب من 9 أشهر على ولايته، لا تزال الحرب دائرة، كاشفة عن الحقائق المعقدة لصراع متجذر بعمق، وبعيدًا عن الافتقار إلى الجهد، أظهر ترامب عزمًا من خلال الدبلوماسية رفيعة المستوى، حيث أرسل مبعوثين مثل كيث كيلوج للتواصل مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وسعى جاهدًا لتحقيق اختراقات مثل قمة ألاسكا في أغسطس 2025.

 ومع ذلك، فقد أثبتت طموحات روسيا الإقليمية والتزام أوكرانيا الراسخ بالسيادة، وجود عوائق هائلة، ما يؤكد أن حتى القيادة القوية تواجه قيودًا في مواجهة هذه التحديات الجيوسياسية المعقدة.

على الرغم من هذه النكسات، لا يزال التقدم التدريجي قيمًا وأفضل من الركود، حيث تشير جهود ترامب المستمرة ما بين تصعيد تهديدات العقوبات واستكشاف تعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا إلى رفض ترك الصراع يتفاقم، هذه الخطوات، وإن لم تحقق بعد الحل الموعود، تبقي القنوات الدبلوماسية نشطة، مع استمرار الضغط على روسيا.

كل تقدم صغير يمهد الطريق لتحقيق اختراقات محتملة، ما يثبت أن القيادة الحازمة، حتى في ظل الاختبار، لا تزال قادرة على دفع زخم هادف نحو السلام.

ترامب يهدد بوتين كثيرًا، ولكنه يبدو هادئًا للغاية بعد لقائه .. لماذا يكون هذا التحول؟ وهل لذلك بعد نفسي؟

يعتمد الرئيس ترامب بقوة على شخصيته كصانع صفقات، متحدثًا بحزم لتمهيد الطريق وإبقاء الجميع في حيرة بشأن ما سيفعله لاحقًا، ولكن بعد 9 أشهر من عدم تحقيق أي اختراقات حقيقية، يتضح جليًا أن صبره بدأ ينفد، لا تزال روسيا تمضي قدمًا، والطائرات المسيرة التي أطلقتها، مؤخرًا، تُمثل إهانة لجهوده.

عندما يُكثّف الحديث عن عواقب "المرحلة الثانية" أو "المرحلة الثالثة"، مثل تسليح أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، يتضح جليًا أنه سئم من عدم تحقيق أي تقدم.

يبدع ترامب في إبقاء الناس في حيرة، وهذا التصرف المتسم بالبرودة والحرارة مستوحى مباشرة من كتابه "فن إبرام الصفقات".

ولكن مع ثبات بوتين واستمرار الحرب، قد يكون هذا الهدوء مجرد هدوء قبل أن يضاعف جهوده، خاصةً إذا شعر أن صورته "المنتصرة" على المحك.
 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا