انتخابات سوريّة غير شامِلَة... مقدمة لخريطة وجغرافيا جديدة؟

أنجزت سوريا أول انتخابات برلمانية منذ سقوط نظام آل الأسد. وقد استُثنِيَت من الاستحقاق الانتخابي محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، بالإضافة الى محافظتَي الحسكة والرقة الخاضعتَيْن لسيطرة قوات سوريا الديموقراطية، وهو ما يدلّ على عدم شمولية أي قرار أو خيار سياسي يمكن للنظام السوري الجديد أن يقوم به على الأراضي السورية.

عقارب الساعة؟...

ومن جهته، برّر النظام الجديد خروج السويداء والحسكة والرقّة عن اليوم الانتخابي بوجود تحديات أمنية تحول دون ذلك.

فهل يكون ما جرى خطوة اعتراف ضمني من جانب النظام نفسه بأن سوريا الجديدة لن تكون كتلك التي عرفها العالم قبل عقود، وأنها ستُصبح بخريطة وجغرافيا جديدة؟ وهل يتمتّع النظام السوري الجديد بواقعية القبول والاعتراف بذلك، ولو ضمنياً في الوقت الحاضر، وسط تحديات كثيرة تزداد يومياً، وتُفيد باستحالة إعادة عقارب الساعة السورية الى ما كانت عليه ليس فقط قبل 8 كانون الأول 2024 (تاريخ سقوط بشار الأسد)، بل قبل آذار 2011، تاريخ اندلاع الثورة السورية التي أطاحت بالأسد بعد 13 عاماً؟

خليط غريب

أوضح مصدر مُتابِع أن "المحافظات التي هي خارج سيطرة السلطات السورية الآن، تتمتّع بمساحات واسعة وكبيرة جداً. هذا فضلاً عن أن منطقة الأكراد غنية بمختلف أنواع الثروات".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "النظام الجديد لا يُسلّم بالتقسيم، بل ان ما يعمل عليه اليوم هو تبييض صورته أمام الخارج، لأنه عاجز عن أن يستمرّ ويستعيد عافيته من دون الدعم الخارجي الذي يحظى به لأنه يعمل على حلول ديبلوماسية وسياسية من أجل وضع حدّ للعداوة بين إسرائيل وسوريا. ولكن هذا الوضع ليس سهلاً أبداً بالنّسبة إليه".

وختم:"الأمر الغريب اليوم هو أن المعارضين للنظام السوري من دروز وأكراد يريدون أن يُقيموا علاقات مع إسرائيل، وذلك فيما يعمل النظام على حلول سلمية مع تل أبيب، بينما رعاة هذا النظام لا يشجّعون أي حلّ الآن، إذ إنه (النظام السوري الحالي) لم يسحب حتى الساعة الجنسية السورية من آلاف التركمان والأفغان وغيرهم، الذين لا يعلمون شيئاً سوى التطرّف في سوريا. وبتلك الحالة، تبدو (سوريا) ضمن خليط غريب حالياً، فيما لا يسيطر النظام حتى الساعة سوى على دمشق وضواحيها، ويتمتّع بحماية استخبارات أجنبية".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"