محليات

الحرب في غزة لن تتوقف... والشارع البيروتي غير متحمس لقرارات سلام!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في ظلّ الجمود السياسي الذي يخيّم على المشهد اللبناني، وتزايد التوتر بين المكونات السياسية على وقع التجاذبات الإقليمية والدولية، يقرأ الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد في حديثه إلى "ليبانون ديبايت" واقع البلاد من زاوية الانتظار والضبابية.

إذ يرى أن لبنان يعيش مرحلة مراوحة سياسية مفتوحة على كل الاحتمالات، بفعل عدم حسم التوازنات الدولية والإقليمية من جهة، وعجز القوى الداخلية عن اتخاذ قرارات حاسمة من جهة أخرى.

ويؤكّد أنّ الواقع في لبنان يعيش مرحلة من المراوحة والانتظار، لأنّ التطورات المرتبطة بالمنطقة والصراعات الدولية لم تُحسم بعد، ما ينعكس مباشرة على الساحة الداخلية اللبنانية ويمنع الأطراف المحلية من اتخاذ قرارات حاسمة.

ويعتبر أبو زيد أنّ المشهد الدولي ما زال في حالة ترقّب بين معسكرين عالميين: الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة، وروسيا والصين وعدد من الدول الأخرى من جهة ثانية، حيث يجري تحشيد القوى دون حسم نهائي، وسط محاولة كل محور فرض رؤيته للنظام العالمي، سواء كان تعددياً أو أحادياً.

ويضيف أنّ الوضع الإقليمي ليس أفضل حالاً، سواء من حيث الحوار بين إيران والسعودية أو من جهة موقف دول الخليج مما يجري في غزة والمنطقة، ما يجعل القوى السياسية اللبنانية تشعر بأنّ الصورة غير واضحة، وبالتالي تتريّث أو تميل إلى تدوير الزوايا بهدف تخفيف حدّة التحديات القائمة.

ويشير أبو زيد إلى أنّه بعد حالة الاستنفار والتعبئة التي حصلت بين رئيس الحكومة وحزب الله، بدأت الأمور تتراجع لأنّ الصدام كان سيؤدي إلى فتنة داخلية نتيجة التعبئة المتبادلة داخل كل طائفة. لكنه يلفت إلى أنّ رئيس الجمهورية ضد أي مواجهة داخلية قد تفتح باب الفتنة، كما أنّ قيادة الجيش ليست في وارد الدخول في أي صدام من هذا النوع. ولهذا السبب، كانت هناك اتصالات جديّة لإيجاد مخرج، تمثّل بترك الأمر لوزارة الداخلية والإجراءات القانونية لتأخذ مجراها، من دون تدخّل مباشر من رئيس الحكومة كما حصل سابقاً.

ويرى أبو زيد أنّ رئيس الحكومة ذهب إلى أقصى مدى في مواقفه واتخذ قرارات تبيّن لاحقاً أنّه لا يستطيع تنفيذها في ظل ميزان القوى القائم، إذ إنّ قوة السلطة لن تذهب بالاتجاه الذي يتمناه. لذلك، تمّ التراجع عن التصعيد، فالقضية المتعلقة بالروشة، برأيه، لا تتجاوز حدود محضر ضبط لأي مخالفة، إذ إنّ أقصى إجراء قانوني في مثل هذه الحالات هو تسجيل المخالفة، وليس اللجوء إلى توقيفات وضجيج سياسي وإعلامي، مشدداً على أنّ الجيش ليس جاهزاً لتلبية رغبات رئيس الحكومة في هذا السياق.

ويؤكد أبو زيد أنّ على رئيس الحكومة أن يُدرك جيداً حدود قدرته ومدى إمكانية تطبيق القرارات التي يصدرها، لافتاً إلى أنّ حزب الله ليس الجهة الوحيدة التي تخالف القانون، فكل الأحزاب والنوادي في لبنان تقوم بمخالفات. ويشدّد على أنّه لا يمكن تطبيق القانون جزئياً، فإذا لم يُطبّق على الجميع، فلا جدوى من تطبيقه على فئة واحدة.

ويُنبّه أبو زيد إلى نقطة لافتة تتعلق بـالشارع البيروتي، إذ لاحظ أنّه لم يكن متحمساً لقرار رئيس الحكومة منع إضاءة صخرة الروشة كما أراد، مشيراً إلى أنّ الفعاليات المسيحية التي زارته كانت أكثر تضامناً معه من الفعاليات السنية، وكأنّ الشارع البيروتي لا يعنيه ما يقوم به الرئيس سلام.

ويشدّد على أنّ المطلوب اليوم هو التعقّل في مقاربة الأمور، حتى لا يذهب البلد نحو متاهة جديدة قد تكلّفه خسائر إضافية.

أما بالنسبة للمشهد الإقليمي وانعكاس الاتفاق في غزة على لبنان، فيبدو أنّ رؤية أبو زيد متشائمة نسبياً، إذ يرى أنّ تاريخ المنطقة يُظهر أنّ الحلول فيها ليست جذرية بل تسويات مؤقتة وحلول جزئية أو مرحلية. فالقضية الفلسطينية لم تجد حلاً نهائياً، والصراع العربي – الإسرائيلي مستمر، وكذلك الوضع في جنوب لبنان.

ويؤكد أبو زيد أنّ حالة الحرب ستستمر، سواء كانت ساخنة أحياناً أو هدنة مؤقتة أو صراعاً "على البارد". ولا يتوقع أن ينتهي الصراع في غزة قريباً، لأنّ الحلول المطروحة لن تصل إلى نهايات سعيدة، خصوصاً في ظل المواقف المتذبذبة للإدارة الأميركية، ما يدلّ على أنّ حركة الصراع ستبقى مستمرة، وإن كانت تتخللها بعض الهدنات المتقطعة نتيجة الأوضاع الإقليمية والدولية والمحلية المعقّدة.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا