قضية الشيخ صالح العريضي ليست "مقتلًا"... بل اغتيال وطني موثّق
مسؤول سوري كبير يزور الضاحية سراً
أفادت مصادر صحفية أنّ مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية السورية، محمد الأحمد (أبو طه)، زار الضاحية الجنوبية لبيروت منتصف شهر أيلول الماضي، في زيارة غير رسمية تُعتبر الأولى من نوعها لمسؤول سوري في الإدارة الجديدة التي تولّت السلطة عقب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في 8 كانون الثاني الماضي.
وأبلغ مصدر سياسي لبناني بارز "ليبانون ديبايت" أنّ الأحمد توجّه وحيداً إلى الضاحية الجنوبية في ذلك اليوم، على متن سيارة مدنية يقودها سائق. وقد قصد أحد المطاعم المعروفة عند أطراف الضاحية، حيث التقى هناك "شخصاً مُلتحياً"، من دون أن تُعرف هوية الرجل أو طبيعة مهمته.
مصدر آخر قال لـ"ليبانون ديبايت" إنّ الزيارة "السريعة والخاطفة" التي قام بها الأحمد إلى الضاحية "لم تكن لتتم من دون وجود هدف"، مرجّحاً أن يكون قد التقى مسؤولاً في حزب الله أو شخصية أخرى على صلة بالحزب أو مقربة منه. وكشف بأنه خلال الأسابيع الماضية، جرى تداول معلومات حول "تبادل للرسائل" بين الحزب ومسؤولين في النظام الجديد، من دون تأكيدها أو نفيها.
وكان الرئيس السوري للفترة الانتقالية، أحمد الشرع، قد صرّح في وقت سابق بأنّ "سوريا الجديدة تجاوزت الجرح الذي سببته اعتداءات حزب الله عليها" بحسب زعمه، مؤكداً أنّ "دمشق تريد فتح صفحة جديدة مع لبنان".
ومن المنطقي القول إنّ الزيارة ما كانت لتحدث لولا وجود هدف متوخّى منها أو ضمانة معينة سمحت لشخص بهذا المستوى بزيارة منطقة شديدة الحساسية بالنسبة إلى المسؤولين السوريين الجُدد. واللافت أنّ زيارة الأحمد إلى الضاحية، التي جرت على هامش وجود وفد سوري رسمي في بيروت منتصف أيلول الماضي لبحث مواضيع ثنائية تخص البلدين، لم تكن مدرجة ضمن جدول الأعمال الرسمي وعلى الأرجح لم يعلم بها أعضاء الوفد، ما يفسّر حساسيتها وأهميتها بالنسبة إلى الزائر.
وحاول "ليبانون ديبايت" التواصل مع جهات قريبة من حزب الله للاستفسار عمّا لديها بشأن الزيارة وما إذا كانت على علم بها، إلا أنّه لم نتلقَّ أي رد أو توضيح، الأمر الذي يمكن تفسيره بعدم وجود رغبة في التطرق إلى الموضوع، سواء كان الحزب معنياً مباشرة بالزيارة أم لا.
ويُذكر أنّ محمد الأحمد، وهو وزير سابق شغل منصب وزير الزراعة والإصلاح الزراعي في الحكومة الانتقالية الأولى التي تشكّلت في دمشق عقب سقوط النظام برئاسة محمد البشير، يُعتبر مقرّباً جداً من الرئيس السوري للفترة الانتقالية أحمد الشرع ووزير خارجيته أسعد الشيباني.
وإلى جانب وظيفته الحالية كمدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية السورية، شغل الأحمد منصب رئيس اللجنة الانتخابية التي أشرفت على إجراء الانتخابات التشريعية الأخيرة. كما يُعدّ من القيادات البارزة في هيئة تحرير الشام، حيث شغل خلال فترة سيطرتها على محافظة إدلب عدداً من المناصب الوزارية في حكومتها التي سميت "حكومات الإنقاذ"، كما عُيّن عام 2017 مديراً لما يُسمّى "الإدارة المدنية والخدمات" في إدلب، ما يبرز مدى قربه من الحكم الحالي في دمشق.
عبداللّه قمح -ليبانون ديبايت
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|