إسرائيل تحكم قبضتها على الجنوب... وقرار "صادم" برسم حكومة سلام!
في مشهد غريب ومثير للدهشة، يشهد الجنوب اللبناني ظاهرة تعيدنا الى ما قبل العام 2000، إذ بات المزارع اللبناني بحاجة إلى موافقة مسبقة من العدو الإسرائيلي المحتل للارض، وعبر قوات اليونيفيل ليتمكن من دخول أرضه وقطاف زيتونه. مشهد يعكس حجم التعدّي على السيادة اللبنانية، وصمت رسمي مريب، وكأن الحدود لم تعد لبنانية.
مع حلول موسم قطاف الزيتون، أصدرت عدد من البلديات الحدودية في الجنوب — منها بليدا، حولا وغيرها — بيانات أعلمت فيها الأهالي أنه تمّ الاتفاق مع الجهات الأمنية المعنية على تنظيم الأعمال الزراعية ضمن الأطر التي تضمن سلامة المواطنين، في إشارة إلى تعليمات مفروضة بشكل غير مباشر من قبل العدو عبر قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).
وطلبت البلديات من المواطنين الراغبين بمزاولة أي نشاط زراعي في الأراضي الحدودية — سواء القطاف، أو التشحيل، أو الحراثة، أو نقل الحطب — أن يقوموا بالتسجيل المسبق في مبنى البلدية أو عبر رسالة نصية تتضمن معلومات مفصلة، من بينها:
الاسم الثلاثي
موقع الأرض
نوع العمل المطلوب
عدد العاملين المشاركين
رقم الهاتف
وصورة السيارة التي ستتواجد في موقع العمل
وبعد التسجيل، يتم التنسيق مع البلدية لتحديد المواعيد والمواقع المناسبة بالتعاون مع الجهات الأمنية، أي عمليًا بعد الحصول على الضوء الأخضر من اليونيفيل التي تنسّق مباشرة مع الجانب الإسرائيلي.
ووفق المعلومات فإن هذا الإجراء جاء بعد اشتراط العدو الإسرائيلي عبر اليونيفيل على أبناء القرى الحدودية الاستحصال على موافقة مسبقة للقيام بأعمالهم الزراعية، بما في ذلك قطاف الزيتون، ما يعني أن الاحتلال بات يتحكم بإيقاع الحياة اليومية على الأراضي اللبنانية.
نعم، هذا يحصل في لبنان، وتحديدًا في القرى الجنوبية التي قاومت وقدّمت الشهداء دفاعًا عن الأرض. العدو الإسرائيلي يقرّر متى وكيف يدخل اللبناني أرضه، فيما الدولة تراقب بصمت وكأن ما يجري لا يعنيها.
المفارقة المؤلمة أن رئيس الحكومة نواف سلام "قام الدنيا وقعّدها" بسبب إضاءة صورة للسيدين الشهيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين على صخرة الروشة، في حين يتجاهل ما يحدث على الحدود، حيث السيادة اللبنانية تُنتهك جهارًا نهارًا.
فهل يُعقل أن تُدار أراضٍ لبنانية بقرار إسرائيلي؟ وأين الدولة من جنوبها وأهلها… أم أنها سلمت بالامر الواقع وبأن الجنوب بات جزءاَ من خريطة إسرائيل الكبرى وبالتالي خارج حدود وطن الـ10452؟.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|