متى يفعل حزب الله ما فعلته حماس.. وهل ينتظر إمهاله 72 ساعة وإلا؟!
هل بات حزب الله جاهزاً لخوض حرب "التحرير"؟
بعد عامين على حرب الاسناد، وعام على الحرب الاسرائيلية المدمرة على الأراضي اللبنانية، ولان "اللعب" بات على المكشوف، وحكومة العدو، ومن وراءها الادارة الاميركية الترامبية، لا تخفيان حقيقة ما يريدانه من المنطقة، وكذلك من لبنان، يمكن الجزم ان حزب الله بات يجاريهم في هذه الاستراتيجية من خلال الاعلان الواضح والصريح من قبل الامين العام الشيخ نعيم قاسم، بان المقاومة قد استعادت عافيتها على كافة المستويات بما فيها الجهادية. فهل هذا الاعلان جزء من استراتيجية الردع لدرء اي عدوان جديد يجري الترويج له ربطا بالتطورات المتسارعة في غزة؟ هل هو لرفع معنويات البيئة الحاضنة؟ ام ثمة مؤشرات على نجاح الحزب في تعزيز قدراته خلال العام المنصرم؟
لا أحد يملك جوابا قاطعا عن تلك الاسئلة، ولا احد يملك دليلا على ذلك، كما يقول سفير دولة اوروبية، اشار امام عدد من زواره الى اننا قد نحتاج الى حرب جديدة لمعرفة طبيعة هذا التعافي وحدوده؟! لكنه لا يخفي تعامل العديد من اجهزة الاستخبارات الغربية بجدية مع سردية حزب الله، حيث يحج العديد منها الى بيروت لمحاولة الحصول على معلومات ميدانية حول بنية حزب الله الجديدة في ظل شح في المعلومات حول "رجال الظل" الذي تسلموا المهام القيادية على مختلف المستويات الامنية والعسكرية، بعدما نجحت "اسرائيل" في استهداف معظم الصف الاول، والثاني، ولهذا فان من تولى المسؤوليات الجديدة لم يكن في "الضوء"، وتقتصر المعلومات على ثلاث شخصيات في المجلس الجهادي القديم، نجحوا في تجنب عمليات الاغتيال، محمد حيدر، هيثم الطبطبائي، وطلال حمية... اما الجدد فلا معلومات واضحة حولهم.
هذا الغموض، هو جزء من نجاح بناء الجهوزية على نحو مختلف عما كانت عليه قبل حرب الاسناد، وهي بحسب مصادر متابعة لهذا الملف، على ثلاثة مستويات، امنية، بعدما اكتشف حزب الله وجود اختراق كبير، معظمه تقني، والهيكلية التنظيمية، اي ملء الفراغات في المراكز القيادية، ثالثا، لوجستية، لجهة اعادة التسلح بعدما تعرضت المخازن السابقة لنحو 1400 غارة مباشرة خلال الحرب الاخيرة.
على المستوى الامني، وحتى يثبت العكس، ثمة جزم بان حزب الله تجاوز معظم أخطاء الماضي، وبات اليوم اكثر قدرة سد الثُغر التي نجح العدو في النفاذ منها سابقا، بدليل ان "اسرائيل" لم تنجح خلال الاشهر القليلة الماضية من استهداف اي شخصية رفيعة المستوى، او اي موقع يمكن تصنيفه "بالدسم" عسكريا او امنيا، ويقول بعض العارفين ان الهيكلية الامنية قد اعيد بناؤها من جديد، بشريا، ولوجستيا، مع فصل حاد للوحدات والدوائر، مع اعتماد هرمية جديدة غير متصلة، والاهم من كل ذلك، الابتعاد عن "اللعب في الملعب" الاسرائيلي، من خلال العودة الى "العصر الحجري" تكنولوجيا، لتجنب اي اخترق محتمل.
اما الهيكل التنظيمي، فكان الاكثر سلاسة، وسرعة في استعادة التعافي، ولم يعد اي موقع شاغر في المستويات العليا، والوسطى، والدنيا، لكن مع تغيير جذري في البنية الداخلية التي باتت ضمن تقسيمات جديدة، غير متداخلة، ومنفصلة بحيث لا تحتاج الى بعضها بعضا الا في ما ندر، وهذا يقلل من مروحة العارفين بالتركيبة الجديدة، والقيادات التي تديرها.
ويبقى السر الاكبر، الجهوزية العسكرية، واذا كان حزب الله لا يعاني على مستوى الكادرات البشرية، وبات معروفا استلام جيل جديد لقيادة السرايا والوحدات، فيما تبقى الاسماء التي انضمت الى المجلس الجهادي في "علم الغيب"، علما ان احدا لا يملك معلومات حيال تركيبته الجديدة، لجهة عديدها، او طبيعة المهام الجديدة الموكلة لاعضائها، وهو غموض بناء، يشمل ايضا شريحة واسعة من المنتمين الى الحزب الذين لا يملكون اطلاعا على اكثر من حدود مهامهم.
اما موضوع اعادة ملء المخازن بالاسلحة النوعية، فيبقى مجرد تكهنات، لان المعلومة الوحيدة الموثوق بها، صدرت عن الامين العام الشيخ نعيم قاسم الذي يجزم باستعادة العافية الجهادية، ولا يبدو انه مستعد للمغامرة بمصداقيته في ظروف لا يملك احد ترف لوم المقاومة او سؤالها عن الجهوزية في ظل الحصار المالي، والجغرافي، بعد سقوط النظام في سوريا، ولهذا يجب الاخذ بكلامه على نحو جاد، والمؤشرات الدالة على احتفاظه بقدرات لا يستهان بها كثيرة، بعيدا عن التجهيز الجديد، وابرزها ان حزب الله، وبعد فترة ضياع استمرت عشرة ايام "قاتمة" مع بدء العدوان الاسرائيلي، عاد حينذاك والتقط انفاسه من جديد، في ظل الحرب، ليس فقط على الصعيد البري، وانما اظهر قدرة على الاستمرار في اطلاق الصوايخ والمسيرات حتى آخر ايام قبيل اعلان وقف النار، حين استهدف قلب تل ابيب، بصواريخ دقيقة، وقبلها أصاب مقر إقامة رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو في قيسارية في وسط "إسرائيل"، على بعد أكثر من 40 كلم من الحدود، وكانت المرة الثانية في أسبوع التي أظهر فيها حزب الله قدرة على اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية باستخدام المسيّرات. بعد ان أسفر هجوم قبل ذلك بأيام عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين واصابة 60آخرين في قاعدة لوحدة النخبة العسكرية، فيما استمر استخدام صواريخ مضادة للدبابات "كورنيت" على طول الجبهة، كما ارتفعت وتيرة إطلاق حزب الله للصواريخ، حيث أطلق ما معدله 200 صاروخ وقذيفة كل يوم فيما بلغ متوسطها في الايام العشرة الاولى بضع عشرات فقط.
واذا كان رئيس شعبة اﻻستخبارات العسكرية السابق عاموس يدلين، قد اكد قبل نحو 8 اشهر، أنه ﻻ تزال هناك قدرات في لبنان، وحزب الله الذي تعرض لضربة قاسية جدا يتعافى شيئا فشيئا"، فتخيلوا ما اصبحت عليه الامور اليوم، يقول احد الخبراء العسكريين الذي يعيد التذكير بما قاله تامير هايمان، رئيس معهد أبحاث اﻷمن القومي في جامعة تل أبيب، بأن "إسرائيل وجهت ضربة قاسية ومؤلمة لحزب الله، جعلته يفقد توازنه، ولكن بشكل مؤقت، لكنه يتعافى ويتعلم الدرس وينظم صفوفه من جديد، ويتكيف مع الوضع الجديد". اما كيف؟ فتشير العديد من التقارير الاستخباراتية الاميركية الى ان حزب الله لم يعد قادرا على العمل بكامل طاقته في سوريا بعد سقوط النظام، لكنه يستفيد من حالة عدم الاستقرار هناك، ولا يزال يستخدم سوريا ممرا للتسلح على الرغم من الصعوبات اللوجستية التي يبدو انه قد وجد حلا لها!
كل ما تقدم يبقى مجرد تقاطع للتحليلات والتكهنات، ولا معلومة يمكن الركون اليها على نحو جازم، الجميع وفي مقدمتهم "اسرائيل"، يبحثون عن الحقيقة التي لن تتكشف الا في الميدان، واذا كانت "مجموعة الأزمات الدوليّة"، قد خلصت الى انه من غير المرجّح أن تقيّد واشنطن عمليّات إسرائيل العسكريّة إذا قرّرت توسيعها ضدّ حزب الله، يبقى انتظار ترجمة قيادة المقاومة لمعنى "التعافي" في سياق حرب "كربلائية" اختارها الحزب عنوانا لاي مواجهة مقبلة.
ابراهيم ناصر الدين - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|