بعد التوصل الى وقف إطلاق النار في غزة.. "New York Times" تكشف: هذا ما يحتاجه الشرق الأوسط
ذكرت صحيفة "New York Times" الأميركية أنه "في غزة، كان الصباح يبدأ بصوت الطائرات من دون طيار، لكن صباح الخميس بدأ بشعور هشّ بالأمل، ولكن أيضًا بعدم اليقين. يبدو أن الحرب قد توقفت. لأول مرة منذ عامين، يستطيع الناس أن يرفعوا رؤوسهم ويتساءلوا: ماذا بعد؟ لا أحد في غزة يتوهم أن السلام الشامل قد تحقق. يمثل اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه يوم الأربعاء في شرم الشيخ في مصر المرحلة الأولى من الخطة التي توسطت فيها الولايات المتحدة: ستتوقف الأعمال العدائية، وسيتراجع الجيش الإسرائيلي إلى المواقع المتفق عليها، وستقوم حماس بإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين. من المتوقع أن يزداد وصول المساعدات الإنسانية، وسيتم التفاوض على ترتيبات أكثر تفصيلاً لإعادة الإعمار والحوكمة والأمن في المراحل اللاحقة. ورغم أهمية هذه الخطوات، إلا أن العمل الجاد يبدأ الآن: تحويل الوعود إلى واقع، وضمان ألا تقتصر إعادة الإعمار على الخرسانة والفولاذ، بل تمتد إلى بناء الثقة والتعايش".
وبحسب الصحيفة، "تحولت أحياء بأكملها في غزة إلى أكوام من الأنقاض، ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، استشهد أكثر من 67 ألف فلسطيني وجُرح أكثر من 169 ألفًا خلال العامين الماضيين. لا يزال الحزن عميقًا جداً. ومع ذلك، وسط هذا الدمار، انفتحت نافذة ضيقة تسمح للحياة، مهما كانت صعبة، بالبدء من جديد. لقد فتح الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذه الفرصة، إلى حد كبير، إذ أدى تدخله، القوي وغير التقليدي، إلى وصول الأطراف إلى اتفاق وقف إطلاق نار ظنه الكثيرون مستحيلاً. وفي منطقة منهكة بصراع لا ينتهي، يستحق هذا العمل وحده التقدير. لطالما احتاج مليونا إنسان عالقون بين اليأس والنجاة إلى قائد، أي قائد، قادر على كسر دائرة الانتقام، وقد فعل ترامب ذلك. ربما انقسمت الآراء حول العالم بسبب أفعاله الأخرى، لكنه في هذه اللحظة في الشرق الأوسط وحّد الكثيرين هنا للإيمان بإمكانية الحياة على الموت".
وتابعت الصحيفة، "لعقود، وعدت الدبلوماسية بالسلام في منطقتنا لكنها أخفقت في تحقيقه. من أوسلو إلى أنابوليس، ماريلاند، ومن كامب ديفيد إلى محادثات سرية لا تُحصى، كانت كل محاولة تُثير الآمال، لكنها تُفاقم خيبة الأمل. وُقِّعت اتفاقيات، والتقطت صور، ووُزِّعت جوائز، لكن على أرض الواقع، لم يتغير شيء يُذكر بالنسبة للفلسطينيين أو الإسرائيليين الذين يتوقون إلى حياة طبيعية. لهذا السبب، يتعامل الكثير منا مع هذه اللحظة بواقعية حذرة. لقد شهدنا الكثير من المصافحات التي لم تُفضِ إلى شيء، والكثير من الفرص التي أُهدرت. ومع ذلك، لا يسعنا إلا أن نؤمن بأن إحدى هذه الصفقات قد تصمد أخيرًا".
وأضافت الصحيفة، "السلام، إن كان له معنى، يجب أن يُبنى من الصفر. إنه ليس مكتوبًا في معاهدة، بل مكتوب بإعادة بناء المنازل، وعودة الأطفال إلى المدارس، والسماح للصيادين بالعودة إلى البحر. إنه يعتمد على اختيار الفلسطينيين والإسرائيليين التعايش بدلًا من الخوف. لا يمكن للسلام أن يتجذر وسط الجوع والذل. في غزة، لا يزال عشرات الآلاف يواجهون المجاعة والمرض. يجب أن تتدفق المساعدات الأساسية بحرية وفورًا، فلن يكون لوقف إطلاق النار أي معنى إذا استمر موت الناس من الحرمان. لن يصمد وقف إطلاق النار من تلقاء نفسه. على القادة الإسرائيليين والفلسطينيين التحلي بضبط النفس والرؤية الثاقبة. ولكي يدوم هذا السلام، يجب على كل طرف التصرف بشجاعة ومسؤولية، ويجب على الحكومة الإسرائيلية وقف التوسع الاستيطاني والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية. فلم يعد من الممكن تحقيق الأمن من خلال الهيمنة".
وبحسب الصحيفة، "يجب على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، إنهاء الانقسامات السياسية بين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، والاتفاق على مسارٍ نحو انتخابات وطنية. يحتاج شعبنا إلى قيادةٍ تُختار عبر صناديق الاقتراع، خاضعةٍ للمساءلة أمام مواطنيها، وملتزمةٍ بإعادة البناء، لا بالحكم بالخوف. يجب على ترامب أن يظل ملتزمًا، ويضمن التنفيذ الكامل لشروط الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الأربعاء، من الإغاثة الإنسانية إلى إعادة الإعمار والتجديد السياسي. إن نجاح هذا السلام لا يعتمد فقط على وقف إطلاق النار، بل أيضًا على استعادة الشرعية والأمل للشعبين. يجب على المجتمع الدولي أن يستثمر ليس فقط في إعادة الإعمار، بل أيضًا في المصالحة، وهذا يعني رفض سياسات الانتقام، والإصرار على الوحدة من خلال الانتخابات، وبناء ثقافة المساءلة. لن يأتي السلام من الشعارات أو المساعدات الخارجية فحسب، بل سيأتي من العمل اليومي الدؤوب لإعادة بناء مجتمعنا على مبادئ الكرامة والديمقراطية والاحترام المتبادل".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|