مقترح ترامب واضح إسرائيليّاً وغامض فلسطينيّاً وعربيّاً
أعاد قول الرئيس الأميركي دونالد ترامب ابان اعلان مقترحه لوقف حرب غزة ومن ثم بعد البدء بتنفيذه "انه يريد ان يرى شرق أوسطٍ جديدا" الى الاذهان، ما يؤكده رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في هذا السياق، وأضاف الى الغيوم الكثيفة التي تغطي سماء المنطقة ضباباً اسود حجب ما يحضر لها في الخفاء على موائد الدول الكبرى من مفاجات تُشرّع ساحتها لاحتمالات خطيرة ومتغيرات دراماتيكية وربما إعادة ترسيم حدود لدولها، خصوصا وانه استبعد السلام
وحل الدولتين، وابقى المشهد الفلسطيني ساحة مفتوحة على كل الاحتمالات، علما ان مبادرات وخطط وقف الحرب الإسرائيلية على القطاع رغم البدء بتطبيقها لا تعدو في رأي اهله اكثر من هدنة مرحلية، لا سيما وان المشهد الإيراني عاد مجددا ليحتل صدارة الاحداث في ظل غليانه المتصاعد ، اذ تتفق قراءات المتابعين على انه يقترب من لحظة اشعال شرارة حرب جديدة اقسى وأشدّ من حرب حزيران الماضي .
في موازاة ذلك، الساحة اللبنانية في ذروة التخبط والارباك، اقل ما يقال انها عالقة في دائرة التلهي بالصغائر تحت رحمة مكونات سياسية لا ترى بعيدا ، قزّمت الوطن على مقاس مصالحها ، وثبت للقاصي والداني احترافها افتعال الإشكالات والتنقل من اشتباك الى اخر لابقاء البلاد مخنوقة بحبل مصالحها ونزواتها .
النائب السابق مصطفى علوش يؤكد تأييده لكل ما من شأنه وقف عمليات الإبادة والمجازر في حق أهل غزة . لكنه لا يسقط من حسابه إعادة افتعال الحكومة الاسرائيلية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو العقبات والمشكلات للتفلت من الضغوطات التي يمارسها على تل ابيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتطلع لمنحه جائزة نوبل للسلام، علما ان المقترح الأميركي او المبادرة تتسم بالكثير من الضبابية في ما يخص الدول العربية جمعاء، كونها مفتوحة على تطلعات
نتنياهو لاقامة اسرائيل الكبرى ، وبالتالي تغيير الحدود في اكثر من دولة بدءا من سوريا مرورا بلبنان وصولا الى العراق . إضافة تبقى ايران التي استبعدت عن مفاوضات شرم الشيخ ذات تأثير كبير على هذا المسار الذي رُسم لغزة متجاهلاً إقامة دولة فلسطينية اعترفت غالبية دول العالم بها أخيرا ًكونها المدخل الطبيعي لانهاء الصراع في المنطقة . كما لا يمكن الاسقاط من الحسبان وجود حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق وانصار الله في اليمن الذين هم على تماس مع حماس .
قيل ان نجاح تطبيق المقترح يصب لاحقا في عملية السلام المراد احياءها في الشرق الأوسط . الرؤية لكل هذه المسارات لا تزال ضبابية ان لم نقل غامضة . يعوزها الكثير من التوضيح والوضوح في ضوء طموحات تل ابيب المتطلعة لإسرائيل الكبرى واقله تقسيم دول الجوار بدءا من سوريا والعراق وحتى لبنان الذي لن يسلم من ذلك في حال مضي حزب الله بتمسكه بسلاحه ورفضه الاندماج بالدولة . خلاصته مقترح ترامب واضح إسرائيلياً وغامض عربياً وفلسطينياً.
المركزية - يوسف فارس
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|