خطأ "فادح" ارتكبه الشيباني في بيروت!

وصل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني صباح الجمعة إلى مطار رفيق الحريري الدولي، على رأس وفد رسمي ضمّ وزير العدل مظهر اللويس ورئيس جهاز الاستخبارات السورية اللواء حسن السلامة، في زيارة تحمل أكثر من دلالة سياسية. فهل تشكّل الزيارة بداية صفحة جديدة بين بيروت ودمشق، أم مجرّد خطوة شكلية سرعان ما تتبخر في زحمة الخلافات؟

مصادر مطّلعة رفيعة المستوى أكدت أن الزيارة تُعدّ "مهمة شكليًا وجيدة جدًا، وتستحق علامة 10/10"، مشيرةً إلى أن أهميتها تكمن في كون الوفد وصل عبر مطار رفيق الحريري الدولي وليس عبر الحدود البرّية، في خطوة تحمل دلالات سياسية واضحة.

وكانت المحطة الأولى للوفد لقاء وزير الخارجية يوسف رجي، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ سنوات، إذ لم يستقبل رجي وفدًا سوريًا بهذا المستوى منذ فترة طويلة.

وأوضحت المصادر أن الوفد السوري يُعتبر رفيع المستوى، وجاء إلى لبنان للتنسيق عبر القنوات الدبلوماسية الشرعية، لا من خلال الأحزاب كما كان يحصل في مراحل سابقة.

لكنها لفتت إلى أنه من المبكر الجزم بأي نتائج ملموسة، إذ تبقى العبرة في التنفيذ، مشددة على أن "الأمور حتى اللحظة ما زالت في إطار الوعود، ولم يُترجم أي شيء عمليًا بعد، وفي حال طُبّق ما تمّ التفاهم عليه، فسيُعدّ ذلك تطورًا مهمًا وإيجابيًا".

وأضافت أن هناك ملفات عديدة عالقة بين الجانبين، أبرزها قضية المفقودين اللبنانيين في سوريا، وهي من الملفات التي يوليها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اهتمامًا خاصًا. في المقابل، يسعى الجانب السوري إلى إقناع لبنان بـ"إغلاق صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة"، وهو ما يرفضه الجانب اللبناني بشكل قاطع.

كما يرفض لبنان تسليم السوريين المتورطين بأعمال جرمية على أراضيه، رغم مطالبة دمشق بهم، بما في ذلك أولئك الذين تورطوا في قتل عناصر من الجيش اللبناني، إذ تؤكد المصادر أن "من يجب أن يُحاكم في لبنان سيُحاكم هنا، ولن يُسلَّم إلى الجانب السوري".

غير أن المصادر اعتبرت أن الشيباني ارتكب خطأً سياسيًا وبروتوكوليًا واضحًا، إذ جاء إلى لبنان بهدف فتح صفحة جديدة، غير أن تجاهله لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري عُدّ سقطة غير مبرّرة.

وأوضحت أن "العرف الدبلوماسي اللبناني يقضي بأن أي مسؤول رسمي يزور البلاد ويلتقي رؤساء السلطات، عليه أن يزور الرؤساء الثلاثة، فبري وإن كان محسوبًا على الثنائي الشيعي، إلا أنه في موقعه الرسمي رئيس مجلس النواب اللبناني ويمثل الدولة اللبنانية، ولا يمكن القفز فوق هذا الواقع".

حسن عجمي- ليبانون ديبايت