محليات

كواليس زيارة الشيباني إلى بيروت!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تُعدّ زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى لبنان حدثًا تاريخيًا بكل المقاييس، فهي الأولى من نوعها منذ سنوات طويلة، وتأتي في توقيت دقيق تمرّ به المنطقة وسط تعقيدات سياسية في الداخل اللبناني.

هذه الزيارة لم تكن مجرّد بروتوكول دبلوماسي، بل حملت في طيّاتها رسائل سياسية عميقة، وتبدّلات واضحة في مقاربة العلاقة بين البلدين بعد عقود من التوتر والتباعد.

وأشار الصحافي وجدي العريضي إلى أن زيارة الشيباني تأخرت نتيجة ظروف إقليمية معقدة، من حرب غزة إلى المفاوضات والقمم العربية، غير أن حصولها الآن يعكس رغبة واضحة في إعادة ترميم العلاقة اللبنانية – السورية على أسس جديدة قائمة على الندية والاحترام المتبادل.

وقال العريضي ان المباحثات تناولت ضرورة بناء علاقة ندّية بين لبنان وسوريا، سياسية ودبلوماسية واجتماعية وجغرافية، انطلاقًا من الروابط التاريخية بين الشعبين.

ويرى أن ملف ترسيم الحدود البرّية وتنظيم المعابر شكّلا محورًا أساسيًا في اللقاءات، خصوصًا مع تحسّن هذا الملف مؤخرًا بفضل جهود اللواء حسن شقير مدير عام الأمن العام، الذي يتابعه بدقة منذ مدة.

ويؤكد العريضي أن الزيارة جاءت برعاية سعودية مباشرة، موضحًا أن وزير الدفاع اللبناني ميشال منسّى زار المملكة مؤخرًا، كما سبقتها زيارات أخرى لوزيري الدفاع والداخلية برفقة اللواء شقير.

ويتابع: "الأمير يزيد بن فرحان، المسؤول عن الملف اللبناني في السعودية، كان على اطلاع كامل بتفاصيل التحضيرات، ما يكرّس دور المملكة كضامن رئيسي لأي تفاهم بين بيروت ودمشق".

ويضيف العريضي أن الإمارات والسعودية تسعيان جديًا إلى تشجيع أفضل العلاقات بين لبنان وسوريا، مذكّرًا بزيارة رجل الأعمال الإماراتي خلف أحمد الحبتور إلى دمشق ثم إلى بيروت، وما تبعها من تعيين سفير إماراتي جديد في لبنان، في خطوة تعبّر عن دعم خليجي لمسار الانفتاح.

وفي الشقّ السياسي، يشير العريضي الى ما قاله النائب إيهاب مطر إن "حكم حزب البعث أضرّ بالعلاقات اللبنانية – السورية"، مشيرًا إلى أن الوزير الشيباني توافق مع هذا الطرح حين اعتبر أن الشعبين السوري واللبناني دفعا الثمن نفسه من تسلط النظام السابق، وأن العلاقة الجديدة يجب أن تُبنى على الندية لا التبعية.

أما عن المجلس الأعلى اللبناني – السوري، فيكشف العريضي أنه مجمّد حاليًا بانتظار الخطوات المقبلة، موضحًا أن رئيس المجلس نصري خوري لم يزر دمشق منذ سقوط نظام بشار الأسد، رغم تواصله مؤخرًا مع الخارجية السورية.

ويكشف العريضي أيضًا أن المرحلة المقبلة قد تشهد زيارة لرئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون إلى دمشق للقاء الرئيس السوري أحمد الشرع، أو العكس، في إطار مساعٍ لتبادل السفراء رسميًا، وربما إلغاء المجلس الأعلى ومعاهدة الأخوّة والتنسيق، بعد عرضها على مجلس النواب اللبناني.

ويشير إلى أن الاجتماعات الأمنية التي عقدت بين رئيسي الاستخبارات في البلدين ولقاءات مساعد وزير الداخلية السوري مع اللواء شقير، ناقشت ملفات حساسة كـ"تنظيم المعابر والتنسيق الأمني ومسألة المسجونين السوريين واللبنانيين".

ويختم العريضي بالقول: "ما نشهده اليوم هو تحوّل جوهري في العلاقات اللبنانية – السورية، خرجنا فيه من مرحلة الهيمنة والوصاية إلى علاقة متوازنة برعاية خليجية، تحمل معها فرصة فعلية لفتح صفحة جديدة بين بيروت ودمشق".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا