عربي ودولي

"نيلي".. قصة خلية إسرائيلية خطيرة لتنفيذ الاغتيالات

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

نشر موقع "التلفزيون العربي" تقريراً جديداً تحدث فيه عن وحدة تجسس إسرائيلية تم تكليفها سابقاً لاغتيال قادة حركة "حماس" في قطاع غزة.

وذكر التقرير أنه مع بداية الحرب على غزة يوم 7 تشرين الأول 2023 والتي انتهت الخميس بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل، قرر جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" تشكيل مجموعة حملت اسم "حباك نيلي".

وكان هدف هذه الخلية اغتيال كل من شارك في العملية التي قادتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، على مواقع فرقة غزة التابعة للجيش الإسرائيلي، وعلى مستوطنات المنطقة المعروفة إسرائيلياً بـ"غلاف غزة"، في 7 تشرين الأول 2023.

وشكّلت تلك العملية ضربة أمنية واستخباراتية وعسكرية كبيرة، باعتراف المستويين السياسي والأمني الإسرائيلي، ما دفع "الشاباك" إلى إعادة إحياء إرث قديم من العمل الاستخباراتي والاغتيالات، مستلهمًا اسمه من تنظيم سري يعود إلى العهد العثماني.

فماذا يعني اسم "نيلي" وماذا تقول المعلومات عنها؟

- استخدم جهاز "الشاباك" الإسرائيلي مصطلح "حباك" بالعبرية في تسمية حملة الاغتيالات بعد 7 تشرين الأول، في إشارة إلى مفهوم "غرفة القيادة المتقدمة" التي كانت إحدى توصيات لجنة "أغرانات" التي حققت في الإخفاق الاستخباراتي الإسرائيلي خلال حرب 1973 مع مصر والأردن. 

- كلمة "نيلي" هي تيمّن باسم خلية استخباراتية يهودية عملت بالتجسس على الدولة العثمانية في أواخر عهدها، لصالح القوات البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى، في إطار الجهود الصهيونية حينها للحصول على التزام بريطاني بدعم الاستيطان وإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين. 

- اسم "نيلي" بالعبرية "ניל״י" هو اختصار للعبارة التوراتية من سفر صموئيل "נצח ישראל לא ישקר" أي "خلود إسرائيل لا يكذب".

- تشكّل التنظيم السري من يهود كانوا يعيشون في فلسطين خلال فترة الحكم العثماني.

- رغم أنّ المؤسسات الإسرائيلية، الاستخباراتية والثقافية، عملت على "أسطرة" هذه المجموعة واعتبارها صاحبة دور تاريخي في تحقيق مكاسب سياسية للحركة الصهيونية من بريطانيا، فإنّ أدبيات ومصادر تاريخية من تلك المرحلة تشير إلى أنّ نشاطها لم يكن مقبولًا من غالبية اليهود في فلسطين، خشية ردّة فعل الدولة العثمانية، كما تؤكد بعض الدراسات. 

- ضمّ التنظيم أساسًا أهارون أهارنسون من مستوطنة "زخرون يعقوب"، وهو باحث في علوم الطبيعة والأرض أقام محطة تجارب زراعية في عتليت واستخدمها في النشاطات التجسسية ونقل المعلومات للجيش البريطاني. وشاركته شقيقته سارة أهارنسون، وشقيقه ألكسندر، إلى جانب أفشالوم فاينبرغ، والشقيقين نعمان وإيتان بلكيند. وبعد توسعها، ضمّت الخلية نحو 30 عضوًا وعددًا آخر من المتعاونين. 

- تشير بعض المصادر إلى دور ليوبا شنياورسون، ابن العائلة المؤسسة لحركة "حباد"، الذي أطلق التسمية على المنظمة وعمل ضابط اتصال بين محطة عتليت والقيادة البريطانية في مصر. 

- بدأت فكرة الخلية عند فاينبرغ في نهاية آذار 1915. وبعد خمسة أشهر من طرحها على رفاقه، سافر إلى مصر على متن سفينة لاجئين أميركية، وعاد بموافقة البريطانيين على التعاون في نقل المعلومات عن القوات العثمانية في فلسطين. لكنّ شهورًا مضت دون التزام بريطانيا بوعودها، فحاول فاينبرغ تجديد الاتصال بالبريطانيين عبر سيناء، فاعتقله العثمانيون قبل أن يفرجوا عنه لاحقًا. ومع نهاية عام 1916، لم تكن المجموعة قد حققت أي نجاح حقيقي، ما دفع أهارون أهارنسون إلى السفر نحو القسطنطينية ثم إلى برلين فبريطانيا. 

- لاحقاً، انقطعت أخبار فاينبرغ، قبل أن يعود رفيقه ليشنسكي ليخبر الأعضاء بأنّ مجموعة من البدو في رفح هاجمتهما وقتلت فاينبرغ، بينما نجا هو. لكن هذه الحادثة أثارت الريبة، إذ اتهمه بعض يهود فلسطين بأنه هو من قتله بدافع الغيرة من أجل الفوز بحب سارة أهارنسون. 

- في عام 1917 تجدد الاتصال بين الخلية والبريطانيين عبر سفينة مخابرات كانت ترسو في عرض البحر قبالة عتليت شمال فلسطين. جمعت "نيلي" معلومات عن الجيش العثماني من دمشق إلى بئر السبع، واستخدمت الحمام الزاجل لنقل رسائلها للجيش البريطاني.

- رغم أن إسرائيل تزعم أنّ الخلية قدّمت معلومات ثمينة، بينها "شيفرة الاتصالات بين الجيشين العثماني والألماني" وبيانات حول الانتشار التكتيكي على

الجبهة، فإنّ مراكز التراث الاستخباراتي الإسرائيلية نفسها تعترف بأنّ عمل المجموعة كان بمستوى "مهني متدنٍّ" وأنها واجهت صعوبات تقنية في نقل المعلومات، إذ كانت تعتمد على إرسال الرسائل إلى سفينة في عرض البحر، ما جعلها رهينة الطقس وتأخر وصول المعلومات نحو خمسة إلى ستة أسابيع، وهي مدة غير عملية في ظروف الحرب. 

- أيضاً، فشلت الخلية في تجنيد أي جندي عثماني كـ"عميل دائم"، ولم تخترق دوائر القيادة العليا، وهو ما جعل نجاحها الاستخباراتي محدودًا للغاية. واكتشف العثمانيون التنظيم بعد عثورهم على عملات إنجليزية كان "نيلي" قد هرّبها إلى فلسطين، ثم بعد ضبط رسالة حمام زاجل من داخل محطة عتليت، قبل أن يعتقلوا نعمان بلكيند الذي اعترف خلال التحقيق على جميع الأعضاء بعد خروجه إلى سيناء للبحث عن فاينبرغ. 

- في تشرين الأول 1917، اعتقل الجيش العثماني عددًا من أعضاء "نيلي" بعد محاصرته مستوطنة "زخرون يعقوب"، ومن بين المعتقلين سارة أهارنسون، التي تقول المصادر الإسرائيلية إنها "أطلقت النار على نفسها كي لا تقدم معلومات إضافية عن المنظمة". 

- أما ليشنسكي، فهرب قبل أن يقع في يد أعضاء منظمة "هشومير" اليهودية المنافسة، التي أطلقت النار عليه لتفادي غضب العثمانيين، لكنه نجا قبل أن يُعتقل ويُعدم مع بلكيند في كانون الأول من العام نفسه في دمشق.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا