الصحافة

رسالة إلى ترامب: لا تنس رهائن لبنان!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

السيد الرئيس دونالد ترامب… نعم، لا تزال هناك رهائن.
هنا، في لبنان، أربعة ملايين ونصف المليون أسير داخل وطن مخطوف: محبوسون في العراء تحت نير ميليشيا استولت على كلّ شيء: على الأرض وعلى الشعب وعلى مؤسّسات الدولة.
تذكّرهم. اسمع صراخ بلدٍ يُمنع من أن يعيش.
إنّ حزب الله لا يمثل “مقاومة”… في بلدٍ يختنق تحت سطوته، يُمسك الحزب بزمام القرار: يحدّد ساعة الحرب ويختار العدو والحليف، ويمنح اللبنانيين، إن أراد، حق التنفّس. يتحدّث باسم الوطن، لكنّه لا يمثل في الحقيقة سوى مرآة وليّه الإيراني. منذ “انتصاراته الإلهية” التي لم تخلّف سوى الهزائم، يغرق الحزب أكثر فأكثر في وهم القوة والانفصام. خسر أمام إسرائيل فاحتفل بالنصر، دمّر اقتصاد وطنه فسمّى نفسه حاميًا له، وأشعل حربًا باسم فلسطين، ويصرّ بخلاف حلفائه، على رفض فكرة تسليم السلاح حتى. فبأي غاية؟ وإلى أين يقود لبنان بهذا “الانتصار الدائم”؟
المشهد بات أكثر وضوحًا: هذا المخزون من الأسلحة لا يستهدف إسرائيل بقدر ما يهدّد نسيج السلام المدني اللبناني ذاته. المعادلة قاسية وبسيطة: إمّا أحفظ سيطرتي وأفرض قانوني، وإمّا أهدم كلّ شيء. ولبنان اليوم على حافّة حرب جديدة بسبب هذا العناد المستمد… حرب خاسرة قبل أن تبدأ بالطبع. وحرب لا يريدها أحد إلّا أولئك الذين يحلمون بفوضى تخدم مصالحهم.
سيد ترامب، نعلم كم سئمت من المماطلات والمساومات… لقد أُصبنا نحن أيضًا بالإرهاق. لبنان لا يستحقّ أن يكون ساحةً لصراعات إقليمية ولا منصّة للتضحيات باسم “القضية الفلسطينية”؛ لبنان يحتاج إلى سلام حقيقي، لا شعارات وواجهات. والسلام الحقيقي لا يُعلن في بيانات، بل يُستعاد حين تُسلّم الأسلحة وتُترك الحياة لتستأنف.
حين تتحدث عن “الرهائن” الذين يجب تحريرهم، تذكّر أن هناك رهائن آخرين في وطن مغتصب: 4 ملايين ونصف من اللبنانيين حُرموا حقّهم بمستقبل آمن حتى في الأحلام. أوقفوا سيل الأعلام السوداء وطقوس الاستشهاد المفروضة على الحياة اليومية!
لم يعدْ للّبنانيين أحلام… صاروا يخافون. يحسبون الأيام حتى القصف القادم، ويتأرجحون بين أوهام نصر مفترضة ومرارة الواقع. وماذا عن الدولة؟ تمضي بخطواتٍ متردّدةٍ، حذرةٍ إلى حدّ الشلل حسب كثيرين. لبنان اليوم سفينة يقودها ركاب مسلحون: تنجرف باندفاعٍ نحو جبل جليدٍ لا يرحم.
سيد ترامب، نعرف حدود إمكاناتكم، خصوصًا حين نقف نحن أنفسنا عاجزين عن التغيير. المقاومة الحقيقية لم تعد تعني السلاح؛ هي مقاومة الشعب… الصامتة والمنهكة… لكنّها لا تزال واقفة.
“هناك دومًا ساعة يتعيّن فيها الاختيار بين التأمّل والعمل”، كما قال ألبير كامو.
تلك الساعة تقترب. ستدقّ حين يجد لبنان شجاعة الاعتراف بحقّه في الحياة، ويواجه خاطفيه بحزم وبكلمة واحدة: كفى!
وحتّى يحين ذلك الموعد المصيري، لا تنسنا أيها الرئيس ترامب!.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا