المجتمع

بسكنتا أحيت مهرجان مواسم التفاح.. وهذا ما اكده رئيس بلديتها

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أحيت بلدة بسكنتا بمبادرة من بلديتها، "مهرجان مواسم التفاح"... وفي هذا الإطار خصصت البلدية برئاسة أنطوان الهراوي، يوما للإعلاميين، بدأ بزيارة "مركز عبد الله غانم الثقافي"، حيث كان في استقبال الوفد الإعلامي القاضي غالب غانم، ورئيس البلدية.

رئيس البلدية

الهراوي أشار، في كلمته الترحيبية بالوفد الإعلامي الزائر، إلى الجهود المبذولة لربط البلدية بالتطور التكنولوجي الهائل، على مستوى العالم، توفيرا لخدمات أفضل للمواطنين.

وأوضح أن الركيزة الأولى في الاهتمام البلدي البسكنتاوي، هي "إعادة الهيكلة في البلدية، كما والمكننة التي انطلقت"...

وحدد الهراوي "الركيزة الثانية، وهي التدريب، ويشمل إلى موظفي البلدية وأعضائها، أهالي بسكنتا. وهذه الركيزة كان من المُقرر إطلاقها في تشرين الثاني 2026، غير أننا سنُطلقها في تشرين الثاني 2025… وأما الركيزة الثالثة فهي الخدمات، وقد قمنا بما في وسعنا… وسنطلق النقل المُشترك بسيارات الشرطة، للعاجزين عن الانتقال من مكان إلى آخر. والركيزة الرابعة هي دعم المؤسسات… وأما المشاريع الكبرى فيبدو أنها ستكون أسرع من غيرها… وبخاصة في ما يتعلق بطريق صنين – قناة باكيش".

واستطرد الهراوي: "أترك لأهل بسكنتا أن يحكموا على العمل البلدي، وقد أمهلنا نفسنا ستة أشهر، أي حتى 6 كانون الأول المقبل. وسيُعين الأهالي ممثلين عنهُم، يُسائلون البلدية، في حوار مفتوح، عما قامت به أو لم تقُم"…

ومن ثم تطرق الهراوي إلى ما يقوم به شخصيا في مجال ما فرضه التطور التكنولوجي على صعيد العلاقات بين الدول.

قال إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، "واضع سياسة أميركا أولا وثانيا وأخيرا… يُزعج أوروبا، في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي. لذا فقد قررت أوروبا، وعلى رأسها فرنسا، تشكيل لجنة من 12 شخصا، لرسم برنامج مضاد. ولحسن حظي أن تم اختياري لأكون ضمن اللجنة، كوني أحمل أيضا الجنسية الفرنسية".

أضاف: "بدأنا العمل منذ نحو ثلاثة أشهر، وأمس عقدنا المؤتمر الصحافي الأول… وسُئلت هل أرغب في أن يُعرف بي انطلاقا من كوني رئيس مجلس إدارة شركة ذكاء إصطناعي، غير أنني آثرت أن يُعرف بي كوني رئيس بلدية بسكنتا"…

وأشاد الهراوي بما تقدمه التكنولوجيا المتطورة من خدمات إدارية على صعيد إنجاز المُعاملات، إذ "لا حاجة إلى المتابعة والعناء وكل العمل الروتيني يُنجز سريعا وصولًا إلى التوقيع على المستند المطلوب الحصول عليه. ولكن لسوء الحظ فإن التوقيع الإلكتروني ما زال غير مُعتمَد في لُبنان. وإذا كنا نريد أن نكون أمام الحد الأدنى من الاحتكاك مع موظفي الإدارة العامة، علينا أن نوقع على قانون التوقيع الإلكتروني".

وتابع: "حين كان المطلوب أن يُعتمد هذا التوقيع للتحويلات المالية، فقد تم إقراره سريعا. وأما حين نطالب به للمعاملات الخاصة بالمواطنين وللبلديات، لا نلقى تجاوبا"…

وأنهى بوعد أن "تصبح بلدية بسكنتا أول بلدية تستفيد من هذه التكنولوجيا، وتتوافر فيها الخدمات الذكية".

القاضي غانم

وأما القاضي غانم، فتحدث عن الإرث الثقافي للشاعر والصحافي والمربي عبد الله غانم، ورؤيته الاستشرافية للمستقبل، بحيث أن ما كتبه في ثلاثينيات القرن الماضي، نعيشه اليوم... وقال: "أمام هذه الكوكبة الإعلامية الموجودة في بسكنتا اليوم، كم يعتز المرء. ونعتبر أن (مهرجان مواسم التفاح)، هو مهرجانان اثنان: مهرجان للتفاح وللنضال ولعشق الأرض… بالنسبة إلى المواطن اللبناني والبسكنتاوي. وفي الوقت نفسه، هو مهرجان الحرية، والروح الحرة، والانفتاح، والتطلع إلى الأمام بالنسبة إلى لبنان، وإلى بسكنتا".

وخاطب غانم الإعلاميين: "أنتم الآن في (مركز عبد الله غانم الثقافي)، الذي كان – أطال الله في أعماركم – زميلا لكم. فوالدي كان صحافيا، إضافة إلى أعماله الأخرى: الأدب، والشعر، والفكر، واللغة، والتعبير… في نضاله اليومي، وقد كان أيضا مزارعا، يتكل كثيرا على مواسم التفاح والكرز والخوخ… وبمعنى آخر، فإن نضالاته الإعلامية – الفكرية، لا تكفي لإعالة عائلته الكبيرة المكونة من ثمانية أولاد، عدا عن مسؤولياته الثانوية الأخرى. فقد كان صحافيا وصاحب جريدة (صنين) التي أطلقها في العام 1929، وقد استمرت حوالي أربع سنوات. ومن المرجح أنها توقفت عن الصدور بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية آنذاك، في العام 1932. ومن ثم أصدر مجلة (الدار)، ما يدل على اتجاهه الحكمي، وعلى دعم عمله وبعض مؤلفاته، وعلى كتاب الأجيال، والحديث عن الأساطير، في وقت كان ذلك الحديث يُعتبر في مجتمع متدين مثل بسكنتا، أمرا مرفوضا إلى حد ما. وقد تحرك بعض الهيئات ضده لأنه يحكي عن الأساطير".

وتابع: "أقول ذلك لأشير إلى أن عبد الله غانم كان إصلاحيا، وصاحب نظرة إلى الأمام. وكل أسبوع، كان يحرر الجريدة، مع جبور حريقة، شريكه في الجريدة، ومن ثم يقصد بيت شباب، فبيروت، ليطبع العدد ويعود ليوزعه ليس فقط على لبنان، بل وأيضا على أميركا اللاتينية، وبلدان الانتشار اللبناني والعربي".

واستطرد القاضي غانم: "الأهمية في ما نقول، أن المقالات التي كان يكتبها عبد الله غانم في العام 1929 وصاعدا، تذكرنا بلبنان اليوم، وبمشكلاتنا الحالية. ولقد كان يرفض أن يكون اللبنانيون أمما عدة، وينتقد الاحتكار، ويدعو إلى إنشاء الجامعة اللبنانية، ويطالب بالناضل للقضية الفلسطينية… إنه عبد الله غانم الذي نجتمع اليوم في مركزه الثقافي".

أضاف: "إن عشق عبد الله غانم للأرض لم يقتصر على أدبه فقط، بل بالتعامل اليومي معها".

وإذ سأل القاضي غانم: لماذا يتعلق أهل بسكنتا ببلدتهم، شأنهم في ذلك شأن أهالي كل البلدات اللبنانية؟، أجاب: "لبسكنتا ميزات عدة، وأولها أنها مشهورة بالثقافة… وقبل الحرب العالمية الأولى، في العام 1905، جاءت الإرساليات إلى البلدة. وأول دير لراهبات البزنسون كان عندنا، بعدما تم البحث عن أرض يمكن عبر تواجد الراهبات فيها نشر الرسالة، فوقع الاختيار على بسكنتا. وذلك يعني أيضا أن بنات بسكنتا، ومنذ ذلك الوقت، كُن متعلمات"...

أضاف: "في الحرب العالمية الكبرى، وبسبب التدابير التي اتخذتها السلطنة العثمانية، بين العامين 1914 و1918، تم إقفال مراكز كل الإرساليات. كما وأُقفلت كل المدارس التابعة لها… وقد كان عبد الله غانم، حينها، يبلغ من العمر تسعة عشر عاما، حين حول منزله إلى مدرسة، ومن ثم أنشأ مدرسة سماها (مدرسة مار تقلا)… وهذه النزعة الثقافية، إنما هي موجودة أيضا في أعماق أبناء بسكنتا.

وأوضح: "الأمر ينسحب أيضا على البلدات اللبنانية الكبرى التي أسهمت بدورها في هذه النهضة اللبنانية".

وقال غانم: "كما وأن بسكنتا مشهورة أيضا بتعلق أبنائها بالزراعة. فنحن في الأصل ننتسب إلى بلدة زراعية أيضا… وإن أنت سألت المزارع البسكنتاوي: كيف كان الموسم هذا العام؟، يجييبك: (نشكر الله، دفعنا على الجنينة 6 آلاف دولار، وقمنا بالواجبات تجاه هالشجرات، وعطانا الموسم 5 آلاف دولار… نشكر الله)".

واستطرد القاضي عانم: "… طبعا كان التقصير كبيرا من جانب الدولة اللبنانية تجاه المزارعين، وهو ما زال موجودا، غير أن ذلك لا يحول دون اعتبار الأرض والبيئة جزءا منا، ونحن مجبرون على المحافظة على الأرض والبيئة.

وختم بالحديث عن أهمية بسكنتا على الصعيد الفكري، مشيرا إلى أسماء بارزة، ومنها ميخائيل نعيمة.

زيارة شخروبية

كما وتخللت اليوم الإعلامي في بسكنتا، زيارة شخروبية عرج خلالها الإعلاميون على مدفن الأديب ميخائيل نعيمه، مطلعين من إبن إبن شقيقه، المحامي نجيب على وجه آخر من إرث بسكنتا الثقافي – الإنساني…

بفخر واعتزاز، يروي نعيمة، يوم ودع لبنان والعالم، مبدعا بسكنتاويا عظيما من بلاد الأرز، في عز أيام الحرب اللبنانية، في العام 1988.

قال: "الشخروب عقاريا تابعة لبلدة بسكنتا التي تمتد إلى جبل صنين"…

وبشهادة الأديب ميخائيل نعيمة، فإن العائلة تسكن في بسكنتا منذ حوالي الـ 400 إلى 450 عاما. وقد كان ميخائيل نعيمة يتخذ من الشخروب مصيفا له، وينتقل شتاء إلى بسكنتا. وفي سنواته العشرين الأخيرة، انتقل إلى الزلقا في ساحل المتن.

ويوضح نجيب نعيمة، بأن ميخائيل أوصى بأن يُدفن في الشخروب.

خطأ شائع

ويوضح نجييب نعيمة: "الخطأ الشائع الأول في هذا الإطار، ما يُحكى عن أن القبر المحفور عليه بالصخر باب شبه مفتوح، إنما المقصود فيه أن ميخائيل نعيمة قال يوما لحبيبته، إنه سيترك الباب شبه مفتوح كي تقصده متى تشاء".

ويجزم نعيمة: "إنه خطأ شائع. ففي داخل منازلنا، لا نقفل الأبواب بين الغُرف، بل نتركها مفتوحة. والباب المردود دليل زحمة زائرين. وهذا ما ينطبق أيضا على مدفن ميخائيل نعيمة"…

ويضيف: "في فكر ميخائيل نعيمة، ومفهومه الفلسفي والميتافيزيقي، لا نقيض للحياة. هو كان يعتبر أن الموت ليس نقيضا للحياة بل للولادة. ونحن نموت فنولد ونموت فنولد مجددا، ضمن هذه السلسلة التي لا تنتهي. وقد تعززت هذه الفكرة انطلاقا من عتبة المدفن (المبرية) بالصاروخ دلالة على كثرة ما تُداس. كما وتعززت الفكرة أيضا عبر وجود كتاب (هوامش) لميخائيل نعيمة وقد جاء فيه، بما معناه: (أنت تعرف يا قلمي… ثمة من استثاغنا ومن لم يستثغنا… ومن أحبنا ولم يحببنا… ولكن في الدنيا ولائم. وثمة وليمة يُدعى الجميع إليها. وتلك الوليمة يا قلمي، تنتهي عند أعتابها مهمتك). ويترك ميخائيل نعيمة قلمه خارجا، ودخل منفردا.

ومن ثم تناول الضيوف الغذاء وعاشوا أوقاتا ساحرة في أحضان الطبيعة، وقطفوا التفاح الخمري اللون، وقد اكتمل النشاط بجولة في سوق بسكنتا الحافلة بكل ما لذ وطاب من الصناعات الغذائية العالية الجودة.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا