متفرقات

زيت الزيتون يُسلّح جهاز المناعة ضدّ السرطان!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كيف يُقوّي حمض الأوليك دفاعات الجسم عبر خلايا مناعية خارقة؟ لطالما كان زيت الزيتون بطلاً في عالم التغذية، خصوصاً ضمن حمية البحر الأبيض المتوسط الشهيرة. الآن، لدينا دليل علمي جديد يرفع من مكانته، رابطاً إياه بشكل مباشر بقدرة الجسم على مكافحة السرطان.

أظهرت دراسة حديثة، أجراها باحثون من جامعة هونغ كونغ ونُشرت في تموز 2025، أنّ حمض الأوليك، وهو المكوّن الأساسي للدهون الصحية في زيت الزيتون والمكسّرات، يلعب دوراً حيوياً في تعزيز الخلايا المناعية المتخصّصة في القضاء على الأورام، والمعروفة باسم خلايا غاما-دلتا.

خلايا غاما-دلتا: حرس الحدود المناعي

لنفهم أهمية هذا الاكتشاف، علينا أولاً أن نتعرّف على «جنود» هذه المعركة. تُعتبر خلايا غاما-دلتا من أهم المكوّنات في جهاز المناعة الفطري (Innate Immunity).

فبدلاً من الانتظار لتلقّي إشارة من الجسم، تعمل هذه الخلايا كحرس حدود مناعي متأهّب دائماً. مهمّتها الرئيسية هي التعرّف السريع على الخلايا «غير الطبيعية»، سواء كانت خلايا مصابة بعدوى أو خلايا تحوّلت إلى سرطانية، والتعامل معها بسرعة قبل أن تتكاثر.

لكن ما يُقلق الباحثين هو أنّ فعالية هذه الخلايا تقلّ بشكل ملحوظ لدى الأفراد الذين يعانون من السمنة أو يَتبعون نظاماً غذائياً غير صحّي غني بالدهون الضارة. وهنا يأتي دور زيت الزيتون.

دور حمض الأوليك: حماية المقاتلين وإطالة عمرهم

نتائج الدراسة كانت قاطعة:

• الأوليك يقوّي المقاومة: أثبت الباحثون أنّ حمض الأوليك يساهم في تقوية وتنشيط خلايا غاما-دلتا، ويزيد من قدرتها على مهاجمة الخلايا السرطانية بكفاءة عالية.

• الدهون المشبّعة تُضعف الدفاع: على النقيض تماماً، أظهرت الدراسة أنّ الدهون المشبّعة مثل حمض البالمتيك (الموجود بكثرة في اللحوم الدهنية والزيوت المهدرجة) تسبّبت في إضعاف حاد لوظيفة هذه الخلايا وقلّلت من قدرتها على العمل.

كيف يعمل حمض الأوليك على المستوى الخلوي؟

يعمل حمض الأوليك كدرع واقٍ لخلايا غاما-دلتا. فبدلاً من أن تُصاب هذه الخلايا بـ«الإجهاد» وتفنى بسرعة (ما يُعرف بالـ Apoptosis أو المَوت المبرمج)، يعمل الأوليك على حماية غشائها ويمنحها عمراً أطول للبقاء نشطة في ساحة المعركة. في المقابل، تُسبّب الدهون المشبّعة إفراز مواد تُسرّع من تدمير هذه الخلايا الدفاعية، ممّا يترك الجسم أقل حماية.

توصيات عملية: تغذية لدعم حرب الجسم ضدّ السرطان

تشير هذه الأبحاث إلى أنّ قرارك الغذائي اليومي هو سلاح يمكن أن يدعم أو يُثبط قدرة جهازك المناعي على مكافحة الأمراض المستعصية.

هذا يضع أساساً قوياً للتدخّل الغذائي كجزء من استراتيجية دعم علاج السرطان:

1- زيادة «الأوليك» الصحّي: يجب التركيز على زيادة المصادر الغنية بحمض الأوليك كعادة يومية. أهمّها:

- زيت الزيتون البكر الممتاز (Extra Virgin Olive Oil): يجب اعتماده كمصدر الدهون الرئيسي في الطبخ والسلطات.

- المكسرات والبذور: مثل اللوز، البندق، والمكاديميا.

- الأفوكادو: سواء كثمرة أو كزيت.

2- تجنّب «البالمتيك» الضار: يجب الحدّ قدر الإمكان من المصادر التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبّعة التي أظهرت الدراسة أنّها تضعف الخلايا المناعية:

- اللحوم الحمراء الدهنية ومنتجات الألبان كاملة الدسم (خصوصاً المصنّعة).

- الزيوت المهدرجة والمقليات والأطعمة السريعة والمعالجة.

تُعدّ هذه الدراسة خطوة مهمّة تفتح الباب أمام «علم المناعة التغذوي»، مؤكّدةً أنّ دعم نظامنا الغذائي بالدهون الصحيحة هو خط دفاع بيولوجي قوي يمكن استخدامه لتحسين عمل جهاز المناعة ودعم العلاجات المختلفة ضدّ السرطان.

هل يمكن أن يصبح زيت الزيتون في المستقبل جزءاً موصوفاً من خطة علاج السرطان؟ الأبحاث تتقدّم بقوة نحو هذا الهدف.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا