“القوات” ضد القصر؟ رجي يُعطّل تسلّم سفيرة قبرص مهامها

يستمرّ وزير الخارجية يوسف رجي في ممارسة سياساتٍ وُصفت بالتعسّفية تجاه عددٍ من السفراء الذين شملتهم التشكيلات الدبلوماسية الأخيرة، في خطوةٍ تعكس عمق الخلاف السياسي القائم بين حزبه “القوات اللبنانية” وبين رئيس الجمهورية جوزيف عون.

وبحسب مصادر دبلوماسية مطّلعة، فإنّ الوزير رجي عمد في الأسابيع الماضية إلى عرقلة مباشرة السفيرة اللبنانية المعيّنة في قبرص مهامها، بذريعة “أسبابٍ إجرائية” واهية لا تستند إلى أيّ أساسٍ قانوني أو إداري. وتؤكد المعلومات أنّ السبب الحقيقي وراء هذا التعطيل يعود إلى أنّ السفيرة المعيّنة تُعدّ من المقرّبين من رئيس الجمهورية، ما جعله يُبقي ملفّها معلّقاً في سياق مناكفاتٍ سياسيةٍ بحتة.

وتضيف المصادر أنّ هذه ليست الحالة الوحيدة، إذ طاولت ممارسات الوزير أيضاً سفيرين آخرين تمّ تعيينهما حديثاً في البعثات اللبنانية في الخارج، حيث جرى تجميد بعض قراراتهما أو تأخير إصدار مراسيم التحاقهما بمراكز عملهما.

وتشير المعلومات إلى أنّ هذه التصرفات تأتي ضمن سياسةٍ منهجية يعتمدها الوزير رجي لتوسيع نفوذه داخل السلك الدبلوماسي، عبر تعطيل التعيينات التي لا تمرّ بموافقته الكاملة أو التي يُشتبه في أنّها تحظى بدعمٍ من القصر الجمهوري.

وفي هذا الإطار، يعبّر عددٌ من الدبلوماسيين عن امتعاضهم من “الأسلوب السياسي الفجّ” الذي يُدار به العمل في وزارة الخارجية، معتبرين أنّ تحويل السلك الدبلوماسي إلى ساحة صراعٍ بين الوزير والرئيس يُسيء إلى صورة لبنان في الخارج ويعرّض مصالحه السياسية للعزلة.

وتختم المصادر بالتأكيد أنّ أزمة السفيرة في قبرص ما زالت قائمة، في ظلّ تمسّك الوزير برأيه، وغياب أيّ بوادر حلٍّ قريب، ما يُنذر بتفاقم الأزمة داخل الوزارة إذا لم يُصار إلى تدخّلٍ مباشر من رئاسة الحكومة أو رئاسة الجمهورية لوضع حدٍّ لهذه الممارسات.