زيارة ترامب إلى إسرائيل: تثبيت للهدنة ورسائل إلى الداخل والخارج!

في ظل تطورات سياسية حساسة تشهدها المنطقة، يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لزيارة إسرائيل، وذلك على وقع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بوساطة أميركية – مصرية. الزيارة، رغم قصر مدتها، تحمل أبعادًا سياسية وإنسانية، وتُعد مؤشراً على عودة واشنطن للعب دور مباشر في ملف السلام الإقليمي.

وفي التفاصيل، يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقيام بزيارة رسمية إلى إسرائيل، هي الأولى له منذ توليه الرئاسة في عام 2025، بعدما كانت زيارته الأخيرة للبلاد خلال ولايته السابقة عام 2017. ورغم أن الزيارة ستستغرق ساعات قليلة، إلا أنها ستكون حافلة بالاجتماعات والفعاليات.

وبحسب بيان صادر عن البيت الأبيض، من المقرر أن تغادر الطائرة الرئاسية واشنطن بعد ظهر اليوم الأحد، لتصل إلى مدينة تل أبيب في تمام الساعة 9:20 صباحًا (06:20 بتوقيت غرينتش) يوم الاثنين.

تأتي الزيارة في توقيت دقيق، بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة أميركية-مصرية، وسط اهتمام سياسي وإعلامي واسع بما قد تحمله من رسائل داخلية وخارجية.

ووفقًا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، سيصل ترامب إلى مطار بن غوريون صباح الاثنين، قبل أن يتوجه إلى القدس للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعدد من كبار الوزراء والمسؤولين.

من المتوقع أن تركز المحادثات على تثبيت الهدنة الأخيرة في غزة، ومناقشة ملف تبادل الأسرى، إلى جانب بحث سبل استئناف العملية السياسية، وتنسيق المواقف قبيل القمة المرتقبة في القاهرة، التي سيشارك فيها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

كما يتضمّن برنامج الزيارة لقاءً مع عائلات الإسرائيليين المحتجزين أو المفقودين في غزة، في خطوة رمزية تحمل بُعدًا إنسانيًا، وتُظهر دعم ترامب للجهود الرامية إلى إطلاق سراحهم. ويُنظر إلى هذا اللقاء في تل أبيب على أنه جزء من مساعي ترامب لتعزيز صورته كوسيط قادر على تحقيق “سلام دائم” في المنطقة.

وفي ختام زيارته إلى إسرائيل، من المنتظر أن يلقي الرئيس الأميركي خطابًا أمام الكنيست، هو الأول من نوعه لرئيس أميركي منذ أكثر من عقد، وسيتناول فيه الشراكة الاستراتيجية بين واشنطن وتل أبيب، والدور الأميركي في تعزيز الأمن الإقليمي.

كما يُتوقع أن يشيد ترامب بالدور المصري في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مع التطرق إلى “قمة السلام” المزمع عقدها في القاهرة، التي ستجمعه بعدد من القادة العرب والأوروبيين لبحث مستقبل غزة بعد الهدنة.

وبحسب الجدول المعلن، سيتوجه ترامب إلى مدينة شرم الشيخ المصرية يوم الإثنين لحضور “مراسم سلام في الشرق الأوسط”، احتفالًا بالاتفاق بين إسرائيل وحماس. ومن المقرر أن يبدأ الحفل عند الساعة 2:30 ظهرًا بالتوقيت المحلي، على أن يغادر ترامب مصر في وقت لاحق من اليوم نفسه عائدًا إلى واشنطن.