عربي ودولي

المعضلة الكبرى في خطة ترامب.. الغموض يلف نزع سلاح حماس

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

رغم الخسائر الفادحة التي لحقت بحركة حماس، بما في ذلك مقتل قادتها الأكثر قوة، وتدمير ألويتها العسكرية وفقدان السيطرة على غزة بشكل شبه كامل، فلا تزال الحركة صامدة بـ "طريقة غامضة".

كما لا تزال الحركة تمتلك بعض الأسلحة التي تسمح لها بالاستمرار في القتال؛ ما يجعل تحويل وقف إطلاق النار إلى سلام دائم أمرًا معقدًا، إذ يعتمد نجاح أي اتفاق على إجبار أو إقناع ما تبقى من الحركة بالتخلي عن سلاحها، بحسب تقرير لصحيفة "التلغراف" البريطانية.

وتتخوّف الأوساط الإسرائيلية من أن الاتفاق المبدئي الذي اقترحه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يبدو "ناقصًا"، بحسب تشاك فرايليتش، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الذي قال إنه "اتفاق مبادئ أرجَأ عمدًا القضايا الحاسمة إلى وقت لاحق". 

ويؤكد فرايليتش أن نزع سلاح حماس هو إحدى هذه القضايا الجوهرية، متسائلًا: "مع انتهاء الحرب، ما دافع حماس لنزع سلاحها حقًّا، ومَن سيجبرها على ذلك؟" هذه المعضلة ليست بجديدة، إذ تكشف التجارب التاريخية عن مخاطر التخلي عن الأسلحة دون ضمانات أمنية.

وفي مسودة الاتفاق الأولية التي اقترحها ترامب، وافقت حماس على نزع سلاحها الهجومي الثقيل، وهو مصطلح غامض يشمل عمومًا التخلي عن الصواريخ القادرة على ضرب إسرائيل، إضافة إلى مرافق بناء هذه الأسلحة والأنفاق الهجومية المؤدية من غزة إلى إسرائيل. 

لم يكن هذا كافيًا بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكنَّ هناك أسبابًا تدفع ترامب إلى البدء بهذه الصياغة، أولًا، لأن هذه الأسلحة تمثل التهديدات الرئيسة لإسرائيل، كما يقول هيو لوفات، الزميل السياسي البارز في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.

ويضيف: "من منظور أمني، ما القدرات التي تمتلكها حماس لتهديد إسرائيل مباشرة بتكرار هجمات الـ7 من أكتوبر؟ من الواضح أنها الصواريخ، ومن الواضح أيضًا الأنفاق الهجومية".

أما السبب الثاني، فالأمر أصبح أقرب إلى الواقع المفروض، إذ دمرت معظم هذه الأسلحة الثقيلة، التي زودت إيران بعضها، بالإضافة إلى الأنفاق الهجومية الرئيسية، لكن لوفات يشير إلى أن حماس قادرة على إعادة بناء كل ذلك؛ ما يعني أن الخطة تلبّي الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية الفورية دون مطالبة حماس بأكثر من قبول الواقع.

الأسلحة أم الأنفاق؟
لكن يبقى السؤال الأصعب متعلقًا بالبنية التحتية أكثر من الأسلحة نفسها، إذ لم تعد حماس قوة عسكرية متماسكة، لكنها لم تُدمر بالكامل، فهي تحتفظ بعدد كبير من الأسلحة الخفيفة، مثل: البنادق والقنابل اليدوية والعبوات الناسفة، لكن فرايليتش يؤكد أن "المشكلة ليست في امتلاكهم للبنادق، بل في الأنفاق". 

ودمّر الجيش الإسرائيلي الأنفاق المؤدية إلى غلاف غزة، لكن مئات الكيلومترات من الأنفاق تحت القطاع توفر لحماس ملجأً حيويًّا من القوات الإسرائيلية والجماعات الفلسطينية المنافسة. ويرى فرايليتش أن قوة استقرار دولية لتفكيك هذه "المدينة تحت الأرض" ستكون إيجابية لإسرائيل، لكنها ستستغرق سنوات.

 وستتردد حماس في التعاون مع القوة الدولية، لأسباب بقاء، إذ تعتبر الأنفاق ملاذها الآمن، ولن تلقي أسلحتها الخفيفة إلا إذا فعلت الجماعات الأخرى مثل الجهاد الإسلامي ذلك في الوقت نفسه. 

أما سياسيًّا، فلا تريد الحركة أن تبدو مستسلمة بينما يستمر الآخرون في القتال، وأمنيًّا، لا تريد أن تكون الوحيدة من دون سلاح عند تسوية الخلافات.

نموذج النزع
لنزع سلاح حماس، يُشار إلى النموذج القياسي المعروف بـ"نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج"، الذي أثبت فاعليته في صراعات متعددة منذ نهاية الحرب الباردة، كما يقول الدكتور بوركو أوزجيليك، زميل أبحاث كبير في أمن الشرق الأوسط في المعهد الملكي للخدمات المتحدة.

ويضيف: "يُشير الإسرائيليون العاملون في قطاع الأمن والدفاع غالبًا إلى مثال أيرلندا الشمالية، لقربه من الواقع والعنف". كما استعير هذا النموذج في اتفاق الجمعة العظيمة عام 1998 في أيرلندا الشمالية، واتفاق 2016 الذي أنهى الحرب الكولومبية مع فارك، وعملية السلام في تركيا حيث بدأ حزب العمال الكردستاني نزع سلاحه بعد 40 عامًا من القتال.

وتظهر التجربة أن عملية "نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج"، طويلة وغير كاملة ومحبطة، وتتطلب ضغوطًا خارجية وموافقة المجموعة المسلحة، ففي أيرلندا الشمالية، وافق الجيش الجمهوري الأيرلندي مبدئيًّا عام 1998، لكن الأمر استغرق ثلاث سنوات إضافية من المساومة، وتم إلغاء آخر أسلحته رسميًّا عام 2005، بينما سلمت جماعات أخرى أسلحتها حتى 2010.

ويعترف هاميش دي بريتون جوردون، ضابط سابق في الجيش الأمريكي شارك في تفكيك أسلحة كيميائية في العراق، بصعوبة الأمر، إذ يقترح عرض المال مقابل تسليم الأسلحة، قائلًا: "في مكان كغزة حيث يعاني الجميع من الفقر المدقع، كنت أعتقد أن المال هو على الأرجح أفضل وسيلة لتحقيق ذلك، وربما الأرخص على المدى الطويل".

 كبديل، يمكن إجراء عمليات تفتيش مكثفة من قوة استقرار، لكنها شاقة وبطيئة في الأنفاق والأقبية، ومع ذلك، هناك تساؤلات أخلاقية وإستراتيجية حول دفع أموال لعناصر حماس، وشكوك إسرائيلية حول الثقة بحماس حتى لو أعلنت نزع سلاحها. 

ويقول فرايليتش: "لطالما كان تعريفهم للنصر هو مجرد البقاء تنظيميًّا والعيش ليوم آخر". ويتساءل إن كان الاتفاق يمهد لجولة أخرى من الصراع.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا