الترتيبات الأمنية الإسرائيلية - السورية الجديدة و"العَصَب" الإقليمي لما بعد 2025!

بمعزل عمّا يمكن لقمة شرم الشيخ من أجل السلام وإنهاء حرب غزة أن تخرج به على المنطقة والعالم، تبدو سوريا والترتيبات الأمنية الجديدة بينها وبين إسرائيل، برعاية أميركية، عصباً أساسياً للشرق الأوسط مستقبلاً.

الأمن والاستقرار

فبين قمم السلام، والمفاوضات، والترتيبات بين سوريا وإسرائيل، ومستقبل العلاقات الأمنية والعسكرية بين سوريا وتركيا أيضاً، وبين سوريا وروسيا، تنسّق دمشق معظم خطواتها مع المبعوث الأميركي الخاص توم باراك الذي يقوم برعاية مستقبل العملية السياسية السورية، وعلاقات النظام السوري الجديد مع قوات "قسد"، ومع المكوّن الدرزي، و(تنسّق) مع قائد القيادة المركزية الأميركية براد كوبر الذي تبحث معه تعزيز الأمن والاستقرار.

مشروع السلام

وبين قمم السلام والمفاوضات والترتيبات، بدأت سوريا بالانفتاح على علاقات جديدة مع لبنان، الذي ستجمعها به ترتيبات أمنية جديدة مستقبلاً، وبشكل تدريجي، انسجاماً مع المتغيرات الإقليمية. فهل ستشكل سوريا "قنبلة" السلام في منطقة الشرق الأوسط الآن وخلال السنوات والعقود القادمة، وذلك بعدما كانت سوريا نفسها خلال حقبة آل الأسد سبباً لإفشال مشروع السلام خلال التسعينيات، وخصوصاً بعد عام 2000، عندما اختارت التموضع الإقليمي الى جانب النظام الإيراني بشكل كامل، وهو ما أدى الى زيادة التوترات والصراعات والحروب في المنطقة، والى مزيد من التدهور الأمني والاقتصادي في بلدان عدة، على رأسها لبنان.

حروب أم لا؟

شدد مصدر سياسي على أن "لا وضوح الآن بشأن الاتّجاه الذي ستذهب فيه المنطقة".

ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الحرب قد تتجدّد في الفترة القادمة، وربما يجري ذلك خلال أسابيع أو حتى أقلّ، وقد تشكل غزة مجدداً أو لبنان مفتاحاً لتلك الحرب. فالأمور ليست واضحة على أي مستوى حالياً، رغم كل ما يظهر على صعيد الحلول والسلام".

وختم:"مستقبل لبنان مرهون بكيفية تجاوُب المجتمع الدولي مع ما تفعله الآن، ومع ما ستقوم به لاحقاً السلطات اللبنانية بمواضيع الإصلاحات، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية. وبالنسبة الى الإصلاحات، سيكون مهمّاً جداً للبنان أن يحقّق تغييراً جذرياً بشأن التعاملات المالية بـ "الكاش"، ومكافحة تبييض الأموال"

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"