لبنان على مفترق خطير... "الخيار الأخير" أمام حزب الله!
في توقيتٍ بالغ الدقّة أعقب إنجاز المرحلة الأولى من اتفاق وقف الحرب في غزة، شكّلت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تل أبيب وشرم الشيخ مؤشراً واضحاً على تغيّر ملامح المشهدين الإقليمي والدولي، هذه الزيارة حملت رسائل سياسية ثقيلة تُمهّد لمرحلة جديدة من التوازنات، وتؤكد أن الشرق الأوسط يدخل طوراً مختلفاً من التحالفات وإعادة تموضع القوى.
وفي حديث لـ"ليبانون ديبايت"، يقرأ المستشار في الاتحاد الأوروبي الدكتور محيي الدين الشحيمي أبعاد هذا المشهد، لافتًا إلى أن "ما يجري هو نتيجة مباشرة لتحوّلات كبرى بدأت منذ 7 تشرين الأول 2023، تاريخ اندلاع الحرب الأخيرة في غزة، وانتهت إلى اتفاق وقف إطلاق النار في 9 تشرين الأول 2025، في لحظة وصفها بـ"المفصلية"، حيث تتقدّم التسويات على منطق السلاح، وتتهاوى البنى التقليدية لمحور الممانعة، بينما تفتح قمة شرم الشيخ الباب أمام تحوّل جذري في مسار القضية الفلسطينية، وانعكاسات مباشرة على الوضع في لبنان والمنطقة.
يؤكد المستشار في الاتحاد الأوروبي، الدكتور محيي الدين الشحيمي، في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، أن "المنطقة العربية والشرق أوسطية تشهد تحوّلات ملموسة وتاريخية، تعكس بشكل مباشر طبيعة المتغيرات على الساحة الدولية، سواء بين أوروبا والولايات المتحدة من جهة، وآسيا من جهة أخرى".
ويرى أن "العالم العربي، ومنذ السابع من تشرين الأول 2023، دخل مرحلة مختلفة تماماً، ظهرت عنها نتائج هذه الحرب، التي شكّلت نقطة تحوّل كبرى تمثّلت في خسارة ما يُعرف بمحور الممانعة وتفكّكه، هذا التفكك جاء في سياق التحوّل نحو إعادة بناء الدول الوطنية، مع سقوط النظام السوري وانهيار الممرّ الاستراتيجي الذي كان يربط طهران ببيروت، ويمكّن إيران من الوصول إلى البحر المتوسط وإلى الحدود الجنوبية اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وقد سبق أن وصف عدد من قادة "الحرس الثوري الإيراني"، ومنهم قاسم سليماني، تلك الحدود بأنها حدود إيرانية ،إلا أنّ ما شهدناه أخيراً يُظهر هزيمة حزب الله في لبنان، الذي دخل البلاد في مرحلة من الأزمات العميقة والمعاناة التي لم يكن اللبنانيون راغبين فيها، نتيجة قرار الحزب خوض الحرب دون شرعية دستورية، وتجاوزه صلاحيات الدولة والدستور والقوانين".
ويقول: "المشهد الذي شاهدناه بالأمس في قمة شرم الشيخ، فهو انعكاس لمسارٍ بدأ منذ 7 تشرين الأول 2023 وصولاً إلى 9 تشرين الأول 2025، مع الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، هذه المرحلة تمثّل محطة مفصلية وأساسية، سيكون لها أثر بالغ على مجمل التطورات في المنطقة العربية والشرق أوسطية، وعلى لبنان بشكل خاص".
ويوضح أنه "من أبرز ما ميّز هذه المرحلة، دخول حركة حماس في الاتفاق وتوقيعها على نهاية نهجها السابق القائم على الكفاح المسلح عبر الفصائل، ما يفتح الباب أمام تحوّلات سياسية جديدة في المشهد الفلسطيني والعربي العام،على المستويين العسكري والسياسي، تشهد المنطقة تطوّراتٍ فارقة تنعكس مباشرة على الساحة اللبنانية، فـحزب الله، الذي دخل حرب الإسناد والإشغال لمساندة غزة وحركة حماس والدفاع عن القضية الفلسطينية، يجد نفسه اليوم أمام واقعٍ جديد، فالقضية الفلسطينية لم تعد بحاجة إلى حروبٍ إضافية أو صراعات جانبية، إذ إنّ معظم دول العالم اليوم تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقّه المشروع، في حين دفع لبنان أثماناً باهظة، وربما أكثر من أي دولة عربية أخرى، دفاعاً عن هذه القضية، إلا أنّ المنعطف الذي دخلته حركة حماس عبر اتفاق تشرين الأول 2025، والذي تُوّج في قمة شرم الشيخ أمس، يحمل دلالات مباشرة على لبنان، ويستوجب إعادة النظر في طريقة التعامل على الساحة الداخلية، فحماس سلّمت سلاحها، ودخلت في تسوية سياسية شاملة، بينما يبقى حزب الله وحده في الميدان بعد سقوط مشروع محور الممانعة".
ويضيف: "حماس اتخذت قراراً استراتيجياً وتاريخياً لمصلحة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، رغم تحفظاتها الداخلية، فإنّ على حزب الله أن يسلك الطريق نفسه، لأنّ استمرار نهجه الحالي هو استمرار في مسارٍ انتحاري يقود لبنان إلى مزيد من المآسي، إنّ المدخل الوحيد لخلاص الدولة اللبنانية هو الالتزام بخيارات العهد، ممثلاً برئيس الجمهورية وحكومة الرئيس نواف سلام، واتباع المسار الدستوري والتسلسلي في تنفيذ القرارات الدولية وتطبيق ما نصّ عليه الدستور ووثيقة الوفاق الوطني".
ويشدّد الشحيمي، على أنه "المطلوب من حزب الله تسليم سلاحه والانخراط في مؤسسات الدولة، ليكون حزباً سياسياً كباقي الأحزاب اللبنانية، وتكون الدولة نفسها ضمانته، بهذه الخطوة، يضمن الحزب الشرعية اللبنانية أولاً، والوطنية والدولية ثانياً، وهي المدخل الأساسي لإعادة إعمار لبنان واستعادته مكانه في الإجماع العربي والدولي، أمّا أي خطابٍ أو مقاربة خارج هذه السردية، فهو مجرد ضجيجٍ فوق سماء بيروت لا طائل منه، ويؤدي إلى تضييع فرص لبنان في النهوض والانضمام إلى مسار الاستقرار العربي والدولي، وإن لم يتغيّر الأداء والسلوك السياسي الداخلي، فسيبقى لبنان في حلقةٍ مفرغة، يضيّع فيها كل فرصةٍ تمنح له، فقط ليخسرها من جديد".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|