حقبة حبس أنفاس المنطقة بالنووي والباليستي الإيراني انتهت فالى أين يتّجه الشرق الأوسط؟

قبل أعوام قليلة، والى ما قبل أشهر من الآن، كان يمكن للتفاوض الأميركي - الإيراني أن يشكّل حدثاً بحدّ ذاته، بموازاة ما يرشح من معلومات حول تضمينه البرنامج الصاروخي الإيراني لا النووي فقط.

مكشوفة ووحيدة

فقد كان الجميع يحسبون حساباتهم، ويحضّرون أوراقهم للمراحل القادمة بحسب تعثّر أو استكمال هذا التفاوض، ومدى نجاح طهران في تحييد قدراتها الباليستية عن أي نقاش، و(مدى) قدرتها على الدفاع عن "حقّها" (بحسب التوصيف الإيراني) بتخصيب اليورانيوم، وبالنّسبة المئوية التي ترغب بها.

وأما اليوم، أي بعد مؤتمر شرم الشيخ للسلام ولإنهاء الحرب في قطاع غزة، فقد صار كل ما سبق ذكره بشأن إيران من الماضي. فسواء رغب الإيرانيون بالتفاوُض مع الأميركيين أم لا، حول النووي أو الباليستي أو غيرهما، باتت طهران مكشوفة ضمن العالم الإسلامي عموماً، ووحيدة، بعدما لم يَعُد يوجد سواها وحدها تقريباً في مشروع المواجهة بالشرق الأوسط.

مُصارَعَة مع نفسه

فكيف يمكن للأمور أن تتطور مستقبلاً في إيران، وعلى مستوى التأثير الإيراني الإقليمي، بعد قمة شرم الشيخ؟ وماذا يمكن للنظام الإيراني أن يقدم من أوراق جوهرية في المرحلة القادمة، يستحيل عليه تقديمها بحسب المنطق، لأنه نظام عقائدي؟ وما هي الخيارات المتاحة أمام هذا النظام لاحقاً، بعدما وضعه الفرز الجديد الذي ظهر في قمة شرم الشيخ، وضمن العالم الإسلامي تحديداً، أمام مُصارَعَة مع نفسه (النظام الإيراني) ومع مستقبله وحيداً تقريباً؟

واقعية وإيجابية؟

رأى مصدر مُتابِع أنه "لا يمكن لإيران أن تسير في اتّجاه مُعاكِس لتاريخ الاستقرار، أو التمسُّك بأفكار عقائدية بالمُطلَق في عالم اليوم. فهذا لم يَعُد مُتاحاً، ويؤدي الى عودة للوراء بواقع الشعب الإيراني، وشعوب أخرى في المنطقة لا تزال تتبع التوجّهات والسياسات الإيرانية".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "إيران كبلاد فارس معروفة تاريخيّاً بأنها واقعية، وماهرة في اصطياد الفرص، وفي التقيّة أيضاً، أي بمُسايَرَة الأوضاع في انتظار ظروف أفضل. ولذلك، من المُرجَّح أنه بعد الضربة الأميركية تحديداً للبرنامج النووي الإيراني في حزيران الفائت، بدأت المستويات القيادية في إيران تفكر واقعياً بماذا يتوجب عليها أن تفعل من أجل حماية النظام".

وختم:"بعد سقوط حركة "حماس" في غزة، واستسلام النظام السوري السابق، والضّعف الذي أصاب "حزب الله" في لبنان، بات الهاجس الأكبر لدى المراجع الإيرانية اليوم هو الحفاظ على النظام بانتظار ظروف أفضل في المستقبل قد تحصل وقد لا تحصل. فالحفاظ على النظام الإيراني يحدّ من الخسائر التي تكبّدتها طهران منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الساعة، ولذلك يُتوقَّع من إيران أن تكون إيجابية في التعاطي مع التوجّهات الدولية الجديدة".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"