طبول التفاوض تقرع.. هل يُزج بلبنان في مواجهة تفاوضية مع إسرائيل؟

في ظل التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة، يعود الملف اللبناني ليطفو مجددا على سطح الاهتمامات الدولية، لكن هذه المرة بنبرة أكثر حزما، فرغم أن تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب من (تل ابيب) بشأن ضرورة حصر سلاح "حزب الله" بيد الدولة اللبنانية ليس جديدا بحد ذاته، إلا أن مصادر دبلوماسية مطلعة تعتبره "جزءا من مسار تصاعدي بدأ منذ فترة".
ويبدو أنه يُراد لهذا الموقف القديم - الجديد أن يُفهم جيدا في بيروت على أنه تحذير مبطن، أي لا مساعدات، لا دعم، ولا حتى اهتمام جدي، ما لم تتخذ الدولة اللبنانية خطوات حاسمة نحو معالجة ملفات شائكة، وعلى رأسها سلاح الحزب.
وعن كواليس القرار السياسي اللبناني، تكشف المصادر نفسها لوكالة "أخبار اليوم"، أنه يدور همس متزايد بين عدد من المسؤولين الدوليين حول ما يُوصف بالطريق الوحيد المتبقي، عبر التفاوض مع إسرائيل، مشيرا الى أن هذا الطرح، الذي لا يزال يُناقش في الغرف المغلقة، ويُروّج له باعتباره الممر الإلزامي الذي تفرضه واشنطن لأي حل محتمل في لبنان.
وتتوقع المصادر أن تتزايد الضغوط الأميركية السياسية والاقتصادية وربما العسكرية لدفع بيروت نحو هذا الخيار المثير للجدل اساسا على الساحة المحلية.
وعلى الصعيد الداخلي، لا يبدو أن رئاسة الجمهورية تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا المشهد الضاغط، فقد كشفت معلومات خاصة لـ "أخبار اليوم" عن لقاء مرتقب يوم الجمعة بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، في خطوة تحمل أبعادا سياسية واضحة حول ضرورة الدخول في مسار الترتيبات في المنطقة.
بالتالي، لن تقف التحركات عند هذا الحد، إذ تشير المعلومات إلى أن قصر بعبدا يُجري اتصالات مكثفة خلف الكواليس بهدف ترتيب لقاء ثلاثي يجمع إلى جانب الرئيس عون ورئيس الحكومة، رئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما الهدف من ذلك وضع خارطة طريق واضحة للمرحلة المقبلة، وتحصين الساحة اللبنانية في مواجهة الاستحقاقات الداهمة، داخليا وخارجيا.

شادي هيلانة - "أخبار اليوم"