بيانات “الميكانيزم” وحقيقة الواقع العسكري

يكرّر الإسرائيليون في كلّ غاراتهم وهجماتهم على لبنان رسالة من شقَّيْن: الأول أن لا تراجع عن تجريد حزب الله من سلاحه، والثاني أن لا إعادة إعمار من دون نزع السلاح.

لقد كان ليل الخميس – الجمعة أكبر دليل على ذلك من خلال الأهداف التي استهدفها الإسرائيليون، وتخطوا بذلك البيان الذي صدر عن قيادة المنطقة الوسطى الأميركية في شأن اجتماع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار يوم الأربعاء في الناقورة. فكلّ المعلومات الواردة من هناك قالت إنّ الأميركيين والإسرائيليين يبلغون الجانب اللبناني دوريًا بأنّ عليه أن ينسى أي وجود لحزب الله وإيران في لبنان، وأن لا تراجع عن هذا الهدف، وأن تحقيقه إمّا أن يكون بيد الدولة اللبنانية وإمّا من خلال عملية عسكرية إسرائيلية لم يُحدّد توقيتها بعد.

وأشارت المعلومات إلى أنّه، ومنذ وقف إطلاق النار وحتى اليوم، لم يتراجع التشدّد الإسرائيلي والأميركي تجاه لبنان، حتى أنّ الفرنسيين ومن خلال عملهم في لجنة مراقبة تطبيق اتفاق وقف النار يقفون في الإجمال إلى جانب الإسرائيليين، ويتقدّمون بمقترحات تنال رضا الأميركيين والإسرائيليين من ورائهم.

وكشفت المعلومات أنّ الإسرائيليين بدأوا يحملون معهم إلى اجتماعات “الميكانيزم” خرائط لبلدات وقرى حدّدوا فيها المنازل والمنشآت المدنية التي يقولون إنّ في داخلها أسلحة لحزب الله، مُطالبين الجيش اللبناني بالتحرّك تجاهها، وإلّا فإنّها ستتعرض للقصف. ولكنّ الجيش اللبناني يعاني من صعوبات في التعاطي مع هذا الموضوع باعتبار أن هذه المنازل والمنشآت تدخل ضمن نطاق الأملاك الخاصة، ومداهمتها تحتاج إلى إذنٍ من القضاء الذي يتردّد كثيرًا في هذا السياق، ولا يمكن للجيش أن يتصرّف من تلقاء نفسه، فهو سيجد نفسه في مواجهة “فِرَق الأهالي” التابعة للحزب.

المعلومات قالت إنّه، وعلى الرغم من هذه الصورة المتوتّرة، يواصل الجيش عمله في جنوب الليطاني لتنظيفها من الأسلحة والذخائر والبنى التحتية العسكرية من دون أي مساعدة من حزب الله، فهو يعتمد على عمليات البحث والمسح التي يقوم بها، وعلى ما تزوّده به “الميكانيزم” واليونيفيل من معلومات.

بسام أبو زيد -”هنا لبنان”