بين باراك وعيسى: دخلت السياسة الأميركية مرحلة إنهاء النشاز الإيراني في لبنان؟
في لحظة إقليمية دقيقة تتسم بتبدلات جذرية في موازين القوى، تلوح في الأفق مهمة أميركية غير مألوفة أوكلت إلى السفير الجديد في بيروت، ميشال عيسى، بحسب ما تكشفه مصادر دبلوماسية غربية رفيعة لموقع kataeb.org، فالمهمة، وفق تلك المصادر، لا تنحصر ضمن الإطار الكلاسيكي للعمل الدبلوماسي، بل تتعداه إلى دور مبعوث خاص بمهمة حساسة تُرسم على إيقاع تفاهم طويل الأمد، من المفترض أن يتجاوز الهدنات المؤقتة نحو تسوية سياسية شاملة، تحت إشراف أميركي مباشر.
هذه المهمة لا تبدو منفصلة عن عودة لافتة إلى الساحة اللبنانية تقوم بها المبعوثة الاميركية مورغان أورتاغوس، والتي تعود، مسلحة اليوم بخبرة متراكمة في الملف اللبناني المعقد، لتلعب دورًا محوريًا في مسار التفاوض غير المباشر، ويقارن بعض المتابعين هذا الحراك بالعملية التي أفضت إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية عام 2022، مع فارق جوهري، كَوْن الطموح الأميركي هذه المرة يتجاوز إدارة الأزمة نحو إعادة هيكلتها بالكامل، ضمن هندسة سياسية جديدة تسعى إلى فرض توازنات دائمة في شرق المتوسط.
وتفيد المعلومات المتقاطعة أن السفير عيسى قد يتحرك نحو الدفع باتجاه مفاوضات مباشرة تشمل ملفات شديدة الحساسية، بينها الانسحاب الإسرائيلي من نقاط النزاع، وقف العمليات العسكرية والاغتيالات، وفتح ملف الأسرى، وهي قضايا لا يمكن أن تحسم دون غطاء دستوري كامل من الدولة اللبنانية، ما يعني أن الحكومة ستكون أمام اختبار سياسي وتشريعي كبير، إذ أن أي اتفاق مستقبلي سيحمل ثقل الشرعية الرسمية ويصعب الالتفاف عليه داخليًا أو خارجيًا.
في موازاة هذا الحراك، جاءت تصريحات المبعوث الأميركي توماس باراك صباح اليوم لتضيف بعدًا جديدًا إلى المشهد، فبحسب تقديرات المصادر الدبلوماسية عينها، فإن رسائله الأخيرة لم تكن مجرد تحليلات، بل أقرب إلى بيان سياسي يوجه رسائل مباشرة للداخل اللبناني، باراك اعتبر أن تفكيك سلاح "حزب الله" لم يعد مطلبًا دوليًا فحسب، بل شرطًا مسبقًا لإنقاذ لبنان من الانهيار الحتمي.
هذا الطرح يعكس فهمًا أميركيًا دقيقًا لتحولات المشهد الإقليمي، فالحزب الذي شكل لعقود حجر الزاوية في محور الممانعة، يبدو اليوم معزولًا وسط تغيّر في الموقف السوري، وضغوط خانقة تواجه طهران على الصعيدين الداخلي والخارجي، بالتزامن مع تقارب خليجي متسارع من منطق الدول والمؤسسات، لا الميليشيات، ما يعزز فرضية أن سلاح الحزب لم يعد عبئًا محليًا فقط، بل بات نشازًا في لحظة إقليمية تسعى إلى تثبيت استقرار طويل الأمد.
وتختم المصادر الغربية بالإشارة إلى أن ما قاله باراك لا يُقرأ كتحذير فقط، بل كإعلان واضح أن مرحلة المراوحة انتهت، فالخيارات تضيق، والمواجهة، السياسية أو غيرها، لم تعد احتمالًا مستبعدًا، بالتالي الكرة اليوم في ملعب الدولة اللبنانية، إما اتخاذ القرار الجريء باتجاه استعادة السيادة ضمن تسوية تفتح أبواب الإنقاذ، أو المضي في مسار التفكك والعزلة، حيث لا رجعة.
شادي هيلانة- Kataeb.org
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|