سلامة الوزير والحاكم ب"رقبة" الشيخ نعيم...

ليس بالأمر الجديد أن يُصعّد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بوجه اللبنانيين، إذ كلما كان مأزومًا، يرفع الصوت في محاولة لاسترضاء بيئته، التي تدفع أثمان قرارات قيادة الحزب ودخوله في حروب وصراعات دفاعاً عن إيران وحلفائها ومصالحها، لكنّه في خطابه الأخير، وجّه بشكل مباشر أسهمه نحو وزير العدل عادل نصّار، وحاكم مصرف لبنان كريم سعَيد، وألبسهما التهمة الجاهزة التي يرشق بها كل من يخالفه، أي تهمة العمالة لأميركا، والخضوع لإملاءاتها.

هذه التهمة لم تعد "بيّاعة" بعد أن صارت سلاحًا في وجه الجميع، وعن كلام قاسم، يقول النائب السابق فارس سعَيد في حديث لموقع "الكلمة أونلاين" أن الحديث بالسياسة تجاه ما قيل، ليس بالأمر النافع، فالشيخ نعيم توجّه بشكل واضح ومباشر لوزير العدل وحاكم المركزي، وقد قال ما قاله أمام الرأي العام بأكمله، وهو ليس مجرّد قول، بل تهديد علني وصريح من مسؤول حزب مسلّح.

انطلاقًا من هذا الكلام، يتوجّه سعَيد للرأي العام نفسه، كما يحمّل مسؤولية كاملة لقاسم عن أي ضرر من أي نوع كان، يمكن أن يتعرّض له أي من الرجلين، فماضي الحزب معروف، وله سوابق كثيرة في هذا المجال، وما صدر عن رجل له ما له من تأثير على جزء من اللبنانيين، هو بمثابة تحريض وتهديد وحضّ للبعض باتّجاه تصرفات قد لا تُحمد عقباها، ويختم سعَيد بالتنبيه إلى الخطر الذي يبثّه قاسم، ويشكّله بكلام غير مدروس (عن قصد أو عن غير قصد) على رجلي دولة يقومان بواجبهما الوطني والعملي، ويبذلان كل ما يمكن بذله لإعادة لبنان إلى السكة الصحيحة، والتي أخرج منها بسبب مغامرات ميليشيا مسلّحة لم تحسب تصرّفاتها.

تقلا صليبا- الكلمة اونلاين