محمد صلاح جاهز.. هل ينهي الأهلي السعودي صفقة القرن؟

يبدو أن الأسطورة تقترب من فصلها الأخير، فمع تراجع مستوى محمد صلاح المثير للقلق في ليفربول، وجلوسه المتكرر على مقاعد البدلاء، وخسارته لهالة "اللاعب الذي لا يُمَس"، أصبح رحيله عن أنفيلد ليس مجرد احتمال، بل "حتمية" تنتظر التوقيت المناسب.

ومع استعداد النجم المصري لخوض تحدٍ جديد يعيد له "شغفه" المفقود، يتجه العالم كله نحو وجهة واحدة: الدوري السعودي.

لكن "صفقة القرن" هذه ليست مجرد مسألة مالية، بل هي "معضلة تكتيكية" معقدة. فبينما تحلم كل الأندية الكبرى بقميص صلاح، هناك نادٍ واحد فقط يبدو "مصممًا" خصيصًا لاستقباله: الأهلي السعودي.

لماذا ليس الهلال؟.. "فلسفة" إنزاغي لا تناسبه

قد يبدو الهلال، بزعامته الآسيوية، هو الخيار المنطقي لأي نجم كبير. لكن "فلسفة" المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي تجعل صفقة صلاح "غير مناسبة" تكتيكيًا.

إنزاغي، الذي يعتمد على خطة 3-5-2 أو مشتقاتها، لا يستخدم "الأجنحة" التقليدية التي هي ملعب محمد صلاح.

العرضيات والخطورة تأتي من الأظهرة الطائرة مثل تيو هرنانديز، بينما يتركز اللعب الهجومي على "ثنائية" هجومية صريحة (مثل ليوناردو ونونيز) يدعمها لاعبو وسط متقدمون (مثل سافيتش).

في هذه "المنظومة" المعقدة، لن يجد صلاح مركزه المفضل، وسيتحول من "جناح قاتل" إلى مجرد لاعب تائه في خطة لا تخدم إمكانياته.

لماذا ليس النصر؟.. "تخمة" النجوم تمنع الصفقة
إذا نظرنا إلى النصر، سنجد أن "الازدحام" هو سيد الموقف. هجوم النصر "متخم" بالنجوم العالميين على الأطراف. بوجود "ساديو ماني" على جهة، و"كينغسلي كومان" على الجهة الأخرى، بالإضافة إلى "العقل المدبر" جواو فيليكس الذي يتحرك بحرية خلف كريستيانو رونالدو، فإن إضافة محمد صلاح ستخلق "مشكلة" أكبر من كونها "حلًا".

سيكون الأمر "رفاهية" لا يحتاجها الفريق، وستخلق "صداعًا" لا ينتهي في رأس المدرب جيسوس حول كيفية إرضاء كل هؤلاء النجوم في تشكيلة واحدة، وهو ما قد يفجر "صراع غرور" يدمر استقرار الفريق.

لماذا ليس الاتحاد؟.. "تصادم" مباشر مع ديابي
أما الاتحاد، فالمانع واضح وصريح: وجود الفرنسي موسى ديابي. لقد بنى الاتحاد جزءًا كبيرًا من خطته الهجومية على ديابي كجناح أيمن سريع يلعب بقدمه اليسرى.

التعاقد مع محمد صلاح، وهو لاعب يؤدي نفس الدور بالضبط ولكن بنجومية أكبر، هو "انتحار" في التخطيط الرياضي. سيجد النادي نفسه مضطرًا إما لـ"قتل" موهبة ديابي بإجلاسه على الدكة، أو إجبار صلاح على اللعب في مركز غير مركزه. في كلتا الحالتين، سيكون "التصادم" حتميًا، والنتيجة هي إضعاف الفريق بدلًا من تقويته.

لماذا الأهلي هو "الخيار المثالي"؟.. مكان محرز في خطر
هنا يظهر الأهلي السعودي كـ"الوجهة المثالية" والمنطقية الوحيدة. الأهلي هو النادي الوحيد من بين الأربعة الكبار الذي يلعب بأسلوب يعتمد على جناح أيمن صريح ولديه حاجة لضم أحدهم قريبًا، وهو المركز الذي يشغله حاليًا الجزائري رياض محرز. ورغم مهارة محرز، إلا أن مستواه المتذبذب وانتقادات الجماهير له بأنه "مزاجي" ولا يقدم "الروح" الكافية، يجعله "الحلقة الأضعف" مقارنة بنجوم الأندية الأخرى.

بالنسبة للأهلي، لن يكون صلاح "إضافة" ترفيهية، بل "ضرورة" استراتيجية، صلاح سيأتي ليحل محل محرز مباشرة، ليقدم السرعة والفاعلية التهديفية المرعبة التي يفتقدها الفريق في بعض الأحيان.

ومع وجود إدارة ومدرب طموح، فإن التعاقد مع صلاح سيكون هو "صفقة القرن" الحقيقية التي تؤسس لمشروعهم وتعلن أن الأهلي قادم لخطف "الزعامة" من الجميع.

الكل في السعودية يريد محمد صلاح، لكن الهلال لا يحتاجه تكتيكيًا، والنصر لا يملك له مكانًا، والاتحاد لديه "نسخة" أخرى منه. وحده "الأهلي" هو من يملك "الفراغ" المثالي فنيًا وجماهيريًا وإداريًا لاستقبال "الملك المصري". السؤال الآن لم يعد "هل" سيأتي صلاح للسعودية؟ بل "متى" سيقدم الأهلي العرض الرسمي الذي ينهي به "حقبة محرز" ويبدأ "عصر" صلاح؟