إيليو أبو حنا ضحيّة تفلّت سلاح المخيّمات...أضاع الطريق فهل يُقتل بهذه الطريقة؟
لم تمض اسابيع قليلة على إستكمال خطة تسليم سلاح المخيمات الفلسطينية الى الجيش اللبناني، في بعض المناطق وفي العاصمة بيروت وخصوصاً مخيم شاتيلا، حتى وقعت جريمة هزّت لبنان بأكمله، وإستدعت تحركات سريعة من الاجهزة الامنية والقضائية والمسؤولين اللبنانيين. هذه الجريمة أودت بحياة الشاب ايليو ابو حنا في شارع محيط بالمخيّم المذكور، على يد مسلحين فلسطينيين اقاموا حاجزاً للتدقيق بهوية المارّة، مما يعني انّ هذا السلاح ما زال يستهدف المدنيين ويهدّد الامن في لبنان.
اما النتيجة فكانت مقتل شاب في ربيع العمر، زُفّ بعد ظهر امس على وقع نثر الارز والورود في جنازة حاشدة في كنيسة مار منصور في النقاش. ذنب ايليو انه يعيش في لبنان، وطن المخاطرة والموت المفاجئ من دون سبب. المشهد يتكرّر كل فترة وجيزة، من خلال إشكال على أفضلية المرور او مشادة كلامية على سبب تافه، والنتيجة إطلاق نار وجريمة، ناهيك عن الرصاص الطائش المتفلت او الفوضى السائدة والعارمة في مجمل المناطق اللبنانية، حيث يغيب الامن والمسؤولية والتعقل، فبات المواطن اللبناني يُقتل بأبخس الاثمان والاسباب.
آخر ضحايا هذا المشهد الأسود الشاب ايليو وحيد اهله، في الرابعة والعشرين من عمره يحمل ماستر في الكيمياء، وكان يتحضّر لنيل الدكتوراه، إلا انّ الموت خطفه ببضع رصاصات بعدما أضاع طريق العودة.
مقرّبون من العائلة تحدثوا لـ «الديار» فقالوا: «إيليو إبن كنيسة محب وودود وكل من عرفه أحبّه، يحمل كل الصفات الحميدة، لكنه قتل بأبخس الاثمان فجر الاحد على يد مسلحين فلسطينيين في مخيم شاتيلا، بعدما تخطى حاجزهم في احد شوارع المخيم، حيث ضلَ الطريق من منطقة بدارو، بعدما تناول العشاء مع اصدقائه في احد مطاعم المنطقة، فسلك طريقاً مغايرة ربما بسبب خطأ في نظام الـ(GPS)، ما ادى الى تغيير مساره ضمن طريق لا يعرفها، فتفاجأ بحاجز فلسطيني وبدافع الخوف لم يتوقف، ما دفع بالعناصر الموجودة الى إطلاق النار بشكل كثيف في إتجاه سيارته فأصيب إصابة قاتلة.
ونقل المقرّبون من العائلة ما ذُكر في تقرير الطبيب الشرعي، بأنّ إيليو اصيب برصاصة إخترقت جسده من الجهة اليمنى الى اليسرى، واشاروا الى انّ سيارته اصيبت بوابل من الرصاص، ونفوا بشكل قاطع ما تردّد من روايات عن سبب ذهابه الى المخيم لشراء المخدرات، مؤكدين انّ الفحوصات الطبيّة أثبتت خلوّ جسده من اي مواد مخدّرة أو كحولية، معتبرين انها روايات ملفقة معروفة المصادر، هدفها تبرير هذه الجريمة الوحشية.
وشدّد المقربون من العائلة على ضرورة تسليم القتلة بأقرب وقت ممكن، لانهم كعائلة يريدون العدالة لإبنهم الذي قتل ظلماً، وطالبوا الدولة بفرض هيبتها على كامل الاراضي اللبنانية ونزع السلاح غير الشرعي، كي لا تتكرّر مأساة ابنهم في منطقة اخرى، سائلين كيف يمكن لسلاح غريب ان يقتل اللبنانيين بهذه الطريقة؟.
الى ذلك، ووفق مصدر أمني اوضح لـ «الديار» انّ التحقيقات الاولية نفت الروايات الملفقة حول وجود مخدرات في السيارة، والملف احيل الى فرع المعلومات بناءً على طلب النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي سامي صادر، لمواصلة التحقيق وتحديد المسؤولية، مع الاشارة الى انّ الحاجز الذي أطلق النيران، كان يضمّ مسؤولاً وتسعة عناصر تابعة للأمن الوطني الفلسطيني.
واكد المصدر الامني وجود تشديد من كبار المسؤولين ومخابرات الجيش على تسليم القتلة بأقرب وقت، والعدالة يجب ان تتحقق، ولفت الى انّ الأمن الفلسطيني سلّم مساء امس الثلاثاء ستة اشحاص الى مخابرات الجيش للتحقيق معهم.
وعلى الخط الفلسطيني اجرت «الديار» اتصالات برئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني السفير رامز دمشقية مرّات عدة ، مع ارسال تسجيل صوتي بالاسئلة حول الجريمة المذكورة من دون ان تلقى اي جواب.
في غضون ذلك، علمت «الديار» انّ القوى الفسطينية تفضّل إلتزام الصمت في هذه الفترة، وعدم التطرّق الى هذه الجريمة او التحدث عن تسليم القتلة، منعاً لحصول اي تباين في التصريحات.
اما لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني فقد أصدرت بياناً اعتبرت فيه أنّ العبرة التي يجب استخلاصها من هذه الجريمة، هي أن السلاح الذي لا يزال بيد بعض الفصائل والمجموعات داخل المخيمات، لا يخدم القضية الفلسطينية بشيء، بل يشكل خطراً على الاستقرار في لبنان وأمن أهله، واشارت الى انها تتابع التحقيق في هذه القضية، مؤكدة التزامها بمسار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية وببسط سلطتها على كامل أراضيها.
في سياق متصل، لا بدّ من الاشارة الى انّ توتراً شديداً ساد امس مخيم شاتيلا، إثر مقتل فتاة قرب مكان يعرف بـ «غرفة المخدرات» نقلت جثتها الى مستشفى الساحل، بعدما رُفعت كل مظاهر الجريمة وفق ما افادت المعلومات.
صونيا رزق - "الديار"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|